هل استخدام النعم فيما يرضي الله يدل على الشكر
استخدام النعم فيما يرضي الله يدل على الشكر
يدل استخدام النعم فيما يرضي الله على الشكر بالجوارح
. والشكر بالجوارح هو تسخير نعمة الله في مرضاة الله، والابتعاد عما حرمه الله
، على سبيل المثال، إذا كان الشخص يملك مالًا كافيًا يمكنه أن يتصدق به على الفقراء والمساكين، ويكون شكر الله على نعمه بأساليب كثيرة منها :
شكر الله تعالى على نعمه باللسان
: قال تعالى وأما بنعمة ربك فحدث [الضحى:11]، ويكون بذكر ما أنعم الله على الإنسان وإظهار النعم من باب شكر الله، وليس من باب التفاخر، فلا يجوز أن يكون الشخص قد رزقه الله مالًا واسعًا، وهو يبخل بماله على نفسه وأهله من باب عدم التفاخر، وهذا يدخل في باب البخل وليس له علاقة بشكر النعم
شكر الله تعالى على نعمه بالجوارح
: قال تعالى: اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً(سـبأ: من الآية13)، أي أن شكر النعم يكون بالعمل وليس فقط باللسان، فمن أكرمه الله بعلم لا يجب أن يبخل بعلمه على الناس إذا احتاجوا، ومن وهبه الله البصيرة لا يجب أن يبخل على الناس بالحكمة والموعظة، وهكذا يكون الشكر من جنس العمل، فمن أعطاه الله نعمة ما، يجب أن يشكر عليها الله الشكر المناسب.
الشكر هو مقابلة نعم الله ومحبته بالاعتراف بفضله، وشكر الله على ذلك، والدعوة إلى سبيله، والإيمان به، الآيات عن شكر الله كثيرة ومتنوعة، قال تعالى: وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {النحل: 114 }، وقال تعالى عن النبي إبراهيم عليه السلام: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ {النحل: 120 ـ 121 }، كما وصف النبي نوح عليه السلام بأنه: إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا {الاسراء: 3 }، وهكذا نرى أن عبادة الشكر هي عبادة أمرنا بها الله عز وجل، وقام بها الأنبياء الكرام
يبنى الشكر سواء باللسان أو بالجوارح على قواعد معينة يجب على الإنسان اتباعها وهي:
خضوع الشاكر للمشكور خضوعًا تامًا
الاعتراف بفضل الله ونعمه، وأن هذه النعم لا بد من وجود منعم وراءها
حب الله عز وجل والإخلاص لعبادته، فلا يتم الشكر الحق إلا من مؤمن مخلص في عبادته
الثناء على الله عز وجل
تجنب استعمال هذه النعم في المحرمات، فالله قد يهب المال والسلطة لإنسان فيستعملهم في غير طاعة الله ويسرف في اللهو فيخسر بذلك الآخرة ويغضب الله عز وجل
هذه القواعد هي أساسية بالشكر سواء كان المسلم يشكر الله باللسان، أو بالأعمال الصالحة وتسخير النعم لوجه الله. [1]
استخدام النعم فيما يرضي الله يدل على الشكر بالجوارح
لشكر الله على نعمه أوجه متعددة، مثل الشكر باللسان والجوارح والشكر بالجوارح هو تسخير النعم التي أنعم علينا الله بها فيما يرضي الله، قال تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وعقيدة الإيمان الصحيحة تدعو إلى توحيد الله والشكر على نعمة التوحيد من الواجبات على المؤمن الذي يجب عليه الرضا والشكر لله على النعم،
ومن صور الشكر الكثيرة باللسان والجوارح نذكر :
- الشكر لله على التوحيد
- محبة المؤمنين
- الخوف من الله، ومحبته حب صادق والاستقامة في سبيل الله
- الشكر باللسان
- الشكر بالجوارح والأعمال
الشكر لله على التوحيد
: من أعظم النعم التي أنعمها الله على عباده هي الشكر لله على التوحيد، ويتطلب ذلك أن يكون في قلب الشخص محبة لله عز وجل وشوق إلى لقائه وتعظيمه حق التعظيم، وهذا الأمر لا يتم إلا بقلب المؤمن الصادق
محبة المؤمنين:
محبة المؤمنين وبخاصةً أعظم المؤمنين النبي محمد عليه الصلاة والسلام الذي بلغ لنا رسالة الإيمان، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، ومحبة المؤمنين الصادقين المتبعين لسبيل الهداية
الشكر باللسان:
الشكر باللسان ربما يكون النوع الأشهر من
أنواع الشكر
لله، وبعض الأشخاص يعتقدون أن الحمد يكون فقط باللسان، لكننا رأينا أن له أوجه كثيرة مثل الشكر بالقلب والجوارح، والشكر باللسان يكون بذكر نعم الله وإظهارها، والثناء على الله، والأمر بالمعروف والنصيحة لترك المنكر، والإكثار من ذكر الله والاستغفار والتسبيح والحمد والتكبير
الشكر بالجوارح والأعمال:
هو الشكر بالعمل، وفيه يتم اجتماع الجوارح مع القلب، ويكون الشكر بالجوارح بأداء الفرائض التي أمرنا الله بها والالتزام بها، وتسخير نعم الله فيما يرضيه، والقيام بالأفعال التي أمرنا بها لانها من باب الشكر كالصلاة والصيام والحج وتسخير النفس فيما يرضي الله، قال تعالى: انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ الآية [التوبة:41].
يجب أن يدرك المؤمن أن الشكر وسيلة للحصول على النعم، قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]، فمن يشكر أنعم الله يبارك له الله بها. [2] [3]
شكر الجوارح هو استخدام النعم فيما يرضي الله
شكر الجوارح هو الشكر لله بالعمل، ومن أهم الأعمال التي يشكر العبد بها الله ويتقرب إليه بها هي أداء الفرائض مثل الصلوات الخمس، نذكر حديث النبي عليه الصلاة والسلام الذي يوضح لنا أن أداء الفرائض ومن ثم النوافل وسيلة لحب الله عز وجل والتقرب منه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
ومن الشكر لله في العمل أن يصرف الإنسان ماله فيما يرضي الله، في المأكل والمشرب بدون أن يقصر على أهله، ولكن دون أن يضيع المال ويسرف فيه ويباهي به في الولائم وحفلات الأعراس فيصرف مالًا كثيرًا كان من الأولى به الفقراء والمساكين، قال تعالى: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء:29] هذه الآية تدل على تجنب إنفاق المال في الحلال في التبذير، أما إنفاق المال لشراء الخمور واللهو واللعب فهذا محرم قطعًا
قال تعالى: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم:7]، وعذاب الغفلة عن ذكر الله هو الحرمان من النعم، وقد توعد الله الإنسان الغافل بعذاب شديد. [4] [5]