الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام
بعض الأخلاق الحسنة عند العرب قبل الإسلام
- الكرم وإكرام الضيف
- الشجاعة والفروسية
- المروءة
- حماية الجار ولهفة المستغيث
- الوفاء بالعهد
إن الله عز وجل أعلم حيث يضع رسالاته، وقد آهل الله عز وجل العرب ليخرج من بينهم خير الأنبياء والمرسلين وخاتمهم، عليه الصلاة والسلام، لذلك نجد أن العرب قد اتصفوا بكثير من الصفات الحميدة التي أهلتهم ليكونوا بعد الإسلام خير أصحاب لخير نبي عليه الصلاة والسلام.
الكرم من أخلاق العرب الحميدة قبل الإسلام :
اشتهر العرب منذ قديم الزمان بالكرم، وقد بلغ الكرم بالعرب أنهم كانوا يوقدون النار طوال الليل ليهتدي بها الغريب، وقد عرف العرب بالكرم اللامحدود منذ عهد إبراهيم عليه السلام، فقد ذكر القرآن الكريم في كرم سيدنا إبراهيم: ” هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين”.
فالكرم وإيواء الغرباء، عادة ارتبطت ارتباط وثيق بالعرب، وكان العرب دائمًا يتباهون بكثرة ضيوفهم .
كما كانت الأمثال تضرب ببعض مشاهير العرف في الكرم، ومن أشهر كرماء العرب كعب بن ممناة وقيس بن سعد، واوس بن حارثة، وعبد الله بن حبيب العنبري وحاتم الطائي، الذي كان يضرب به المثل في الكرم، فكان العرب يقولون :” أكرم من حاتم”، وقد تغنى حاتم الطائي بصفة الكرم قائلًا: “واني لعبد لضيف ما دام ثاويا، وما في الا تلك من شيمة العبد”.
وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يحب الكرم ويحب الكرماء، ولذلك عندما أتت سفانة بنت حاتم الطائي إلى النبي وهي أسيرة فخرج النبي عليه الصلاة والسلام فمر بهم، فقالت سفانة يا رسول الله إن أبي كان يكرم الضيف ويكسب المعدوم ويطعم اليتيم ويعين على نوائب الدهر، فقال لها هذه صفات المؤمنين، من أبوكي؟ فقالت له حاتم الطائي، فقال لهم أطلقوها، فقد أطلقها النبي عليه الصلاة والسلام إكرامًَا لسيرة والدها وكرمه.
الفروسية من أخلاق العرب الحميدة قبل الإسلام :
كان سيدنا إسماعيل عليه السلام هو أول من استأنس الخيل وركبها، فهو أول فارس، وقبل عهد إسماعيل كانت الخيول من الحيوانات البرية التي لا يستطيع الإنسان ركوبها إلى أن ألهم اللهم عز وجل نبيه إسماعيل وعلمه كيف يركبها.
وقد ارتبط العرب بعد ذلك بالفروسية، وتربية الخيول فكانت الخيول بمثابة رمز العزة عند العرب، فكما كانت الإبل تمثل الثروة كانت الخيول تمثل القوة والهيبة.
و
صاحب الفروسية
الشجاعة فكان العرب لا يهابون النزال ولا يخشون الموت، وكانت الشجاعة والفروسية هي أساس تربية الأطفال في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي.
وقد ذكر المؤرخون أن صفية بنت عبدالمطلب عمة النبي عليه الصلاة والسلام، كانت تصرب ابنها الزبير بن العوام إذا سقط من على فرسه وهو ابن ست سنوات، فكان عمه يؤنبها لفعل ذلك ويقول لها أنت تضربيه ضرب مبغضة، لكنها كانت تقول له:
“من قال إني أبغضه فقد كذب وإنما أضربه لكي يلب، ويهزم الجيش ويأتي بالسلب ولا يكن لماله خبأ مخب”، فقد كانت الفروسية والشجاعة من أهم الصفات التي حرص الأباء العرب على غرسها في أبنائهم منذ الطفولة.
كما أن الصحراء كانت تساعد في تنمية روح الشجاعة والفروسية ورفض الظلم أو الذل في نفوس أبنائها، وقد تغنى العرب بالشجاعة والفروسية ورفض الضيم في أشعارهم، ومنها شعر عنترة بن شداد: “لا تسقني ماء الحياة بذلة، بل فاسقني بالعز كأس الحنظل” .
المروءة من أخلاق العرب في الجاهلية :
اتصف العرب بالمروءة وقول الحق حتى مع أعدائهم، فنرى على سبيل المثال عندما كان أبو سفيان بن حرب كافرًا، وذهب في رحلة إلى الشام كعادته، وكان هرقل حاكم الروم قد سمع بالنبي عليه الصلاة والسلام وأراد أن يعرف أكثر عنه فلما سمع بقدوم وفد قريش إلى الشام أرسل في طلبهم.
وقد سأل عن أقربهم نسبًا للنبي عليه الصلاة والسلام فتقدم أبو سفيان، فأخذ هرقل يسأل وأبو سففان يجيب وقد امتدح النبي عليه الصلاة والسلام وامتدح نسبه وأخلاقه وأنه الصادق الأمين، ولم يكذب بالرغم من عدائه الشديد للنبي والمسلمين حينها لأن مروءته تمنعه من الكذب والادعاء بالباطل.
حماية الجار ولهفة المستغيث من أخلاق العرب قبل الإسلام :
كان العرب على الرغم من جاهليتهم يجيرون من يستغيث بهم، وهناك الكثير من المواقف التي تؤكد ذلك، ومن ذلك موقف الحارث بن عباد من حرب البسوس، فقد أبى الحارث بن عباد أن يشارك في تلك الحرب التي دارت بين قبيلتي تغلب وبكر وكلتاهما من أبناء وائل وأبناء عمومته.
فبالرغم من أنه كان من
أشجع العرب
وأكثرهم فروسية وإقدامًا إلا أنه آسر السلم على الحرب، وقد قال مقولته الشهيرة: ” هذه حرب لا ناقة لا فيها ولاجمل”.
إلا أن أبناء بكر قد استجاروا به وطلب منه التوسط لدى المهلهل لإنهاء الحرب التي أنهكتهم لسنوات طويلة، فأرسل الحارث ابنه الوحيد البجير إلى المهلهل، وأرسل للمهلهل يطلب منه أن يقتل ابنه الوحيد فداء لأخيه لإيقاف تلك الحرب، وقد ضحى الحارث بإبنه الوحيد للهفة أبناء عمومته.
لكن المهلهل قتل البجير وأبى إنهاء الحرب التي استمرت لما يقرب من 40 عامًا، فما كان من الحارث إلا أن طلب فرسه على الفور وذهب لقتال تغلب، فانقلبت دفة المعارك تمامًا، وانهزمت تغلب وتم أسر المهلهل.
الوفاء بالعهد من أخلاق العرب في الجاهلية :
ويروى أن الحارث قد طلب قتل رجل يسمى عدي بن ربيعة، وبينما هو في المعارك أسره، وكان لا يعرفه فسأله عن عدي، فقال له هل أدلك عليه وتطلق صراحي، فقال الحارث نعم، فأخبره أنه هو نفسه عدي بن ربيعه الذي يريد قتله.
فما كان من الحارث إلا أن أطلق صراحه كما وعده، فهو الفارس الشجاع الذي يغيث الملهوف ولا يخلف عهوده أبدًا. [1]