ما المفاسد المترتبة على الغش

من المفاسد المترتبة على الغش

هناك العديد من الظواهر السيئة التي انتشرت بين الأشخاص في المجتمع، ومنها ظاهرة الغش، والتي يترتب عليها الكثير من المفاسد التي تضر بالأشخاص أو بالمجتمع ككل، و

في التالي توضيح للمفاسد المترتبة على الغش :



  • انتشار الذمم الفاسدة.



  • أخذ الأشخاص للأموال بالباطل.



  • عدم وجود ثقة ما بين الأشخاص.



  • انتشار ظاهرة الفساد في المجتمع.



  • انتشار الخديعة والمكر والأخلاق السيئة.



  • إلحاق الضرر بالأخرين في أموالهم وأنفسهم.



  • انتشار الشعور بالعداوة والكراهية ما بين الأشخاص.



  • يعاقب الله عز وجل الأشخاص الغشاشين وأحيانًا المجتمع ككل بعقوبات كثيرة مثل: عدم وجود البركة في الحياة، انتشار الكوارث الطبيعية والاقتصادية.

الأسباب التي تؤدي إلى الغش

هناك العديد من الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يقومون بالغش، وعلى الرغم من أن هذا لا يُبرر هذا التصرف السئ، إلا أنه يُمكن أن يكون ناتجًا عن أسباب معينة، ومنها: [1]

  • مرافقة أصحاب السوء.
  • عدم الإخلاص في العمل لوجه الله.
  • عدم إدراك مدى قرب الموت واليوم الآخر.
  • عدم وجود القناعة بما قسمه الله للشخص.
  • الحاجة للمال ومحاولة الحصول عليه بأي طريقة.
  • انعدام الإيمان بالله أو ضعفه، وعدم الخوف من الله.
  • عدم تنفيذ الأحكام الموضوعة لمعاقبة من يرتكب جريمة الغش.
  • عدم معرفة الشخص بمدى حرمانية الغش، وأنه يُعد من الكبائر.
  • عدم التربية الجيدة، بحيث تكون التربية سيئة ومتنافية مع أخلاق الإسلام وآدابه.

أنواع وصور الغش

إن ظاهرة الغش تنقسم إلى أنواع عديدة، وكلها أعمال محرمة، وعلى من يرتكبها أن يُعاقب في الدنيا، أو يُعاقبه الله في الآخرة، وفي التالي توضيح لأنواع وصور الغش: [2]

  • الغش في البيع والشراء والمعاملات المالية.
  • غش الرَّاعي للرَّعيَّة، وغش الرَّعيَّة للرَّاعي.
  • الغش في القول.
  • الغش في تقديم النصيحة.
  • الغش في تعلم العلم.


الغش في البيع والشراء والمعاملات المالية:

والذي يكون في حصول الشخص على الأموال بطريقة محرمة، والتي قد تكون من خلال الكذب، أو كتمان العيوب الموجودة بالسلع، أو البخس في ثمنها، وهو ما جاء في الحديث الشريف “ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني”


غش الرَّاعي للرَّعيَّة، وغش الرَّعيَّة للرَّاعي:

ويكون غش الرعية للراعي من خلال إطرائه ومدحه بما ليس فيه، وغش الراعي للرعية يكون في ظلمهم، وعدم تقديم النصيحة لهم، وفي الحديث الشريف “ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة”.


الغش في القول:

وهذا يكون عند إدلاء الشهادة، فيقول شهادة فيها زور وكذب وبهتان.


الغش في تقديم النصيحة:

ويكون بعدم قول الصدق أو الإخلاص فيها، والذي يكون من شيم المنافقين، وعن جرير بن عبد الله، قال: “بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم”.


الغش في تعلُّم العلم:

كأن يتم

الغش في الامتحانات

والحصول على درجة لا يستحقها، والتي قد يحصل بها على منصب وهو ليس أهلًا له، وبالتالي يكون لدينا جيل ليس مؤهلًا لقيادة الأمة.

حُكم الغش في الإسلام


إن الغش حرام

، والبعض من العلماء وضعوه مع الكبائر من الذنوب، وفي التالي أقوال بعض العلماء في حكم الغش: [3]


  • قال ابن باز:

    “الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا”.

  • قال الغزالي:

    “والغش حرام في البيوع والصنائع جميعًا، ولا ينبغي أن يتهاون الصانع بعمله على وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه، بل ينبغي أن يحسن الصنعة، ويحكمها ثم يبيِّن عيبها إن كان فيها عيب، فبذلك يتخلص”.

  • قال ابن حجر الهيتمي:

    “… فذلك أعني ما حكي من صور ذلك الغش التي يفعلها التجار، والعطَّارون، والبزَّازون، والصوَّاغون، والصَّيارفة، والحيَّاكون، وسائر أرباب البضائع، والمتاجر، والحرف، والصنائع، كله حرام شديد التحريم، موجب لصاحبه أنه فاسق غشاش، خائن يأكل أموال الناس بالباطل، ويخادع الله ورسوله وما يخادع إلا نفسه، لأن عقاب ذلك ليس إلا عليه”.

  • قال ابن عثيمين:

    “ويجتنب الغش في جميع المعاملات، من بيعٍ، وإجارةٍ وصناعةٍ، ورهنٍ، وغيرها، وفي جميع المناصحات والمشورات؛ فإنَّ الغش من كبائر الذنوب، وقد تبرأ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فاعله فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من غشَّنا فليس منا))، وفي لفظ: ((من غشَّ فليس مني))، والغش: خديعة، وخيانة، وضياع للأمانة، وفقد للثقة بين الناس، وكل كسب من الغش فإنه كسب خبيث حرام، لا يزيد صاحبَه إلا بعدًا من الله”

النهي عن الغش في القرآن الكريم

لقد جاء القرآن الكريم ناهيًا عن كافة الأعمال السيئة، مثل الكذب، السرقة، وبالطبع الغش، وفي التالي بعض الآيات التي تدل على نهي القرآن للغش: [4]

  • قوله عز وجل: {وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا} [سورة الحشر: 10]، وقال الماوردي في تفسيرها: (في الغلِّ وجهان: أحدهما: الغش، قاله مقاتل، الثاني: العداوة، قاله الأعمش)، كما قال الواحدي وكذلك البغوي: (أي: غشًّا وحسدًا وبغضًا).
  • قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [سورة النساء: 58]، وتتمثل الأمانات في أمانة الشخص مع غيره، كأن برد الودائع إلى أصحابها وألا يغش، وأن يحفظ السر، وغيرها.

النهي عن الغش في السنة النبوية

كان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم النصح للمؤمنين، ولذا كان يحثهم دائمًا في أحاديثه على ترك الذنوب وتجنبها، ومنها الابتعاد عن الغش، وفي التالي النهي عن الغش في السنة النبوية: [5]


عن أبي هريرة رضي الله عنه

، أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: “ما هذا يا صاحب الطَّعام؟ قال: أصابته السَّماء يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطَّعام كي يراه النَّاس؟ من غشَّ فليس منِّي”، وقال فيه الخطَّابي: (معناه ليس على سيرتنا ومذهبنا، يريد أنَّ من غشَّ أخاه وترك مناصحته، فإنَّه قد ترك اتباعي والتمسك بسنَّتي)، أما القاضي عياض قال فيه: (معناه بيِّن في التحذير من غشِّ المسلمين، لمن قلده الله تعالى شيئًا من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم)، وقال الغزالي: (يدلُّ على تحريم الغش…)، وقال العظيم آبادي: (والحديث دليلٌ على تحريم الغشِّ، وهو مُجمَع عليه).


وحديث نبي الله عليه صلى الله عليه وسلَّم من حديث معقل بن يسار رضِي الله عنه:

“ما من عبدٍ يستَرعِيه الله رعيَّة، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة”، وقال فيه النووي: (معناه: بَيِّن في التحذير من غشِّ المسلِمين لِمَن قلَّده الله تعالى شيئًا من أمرهم، واسترعاه عليهم، ونصبه لمصلحتهم في دينهم أو دنياهم، فإذا خانَ فيما اؤتُمِن عليه فلم ينصح فيما قلَّده، إمَّا بتضييعه تعريفَهم ما يلزمهم من دينهم، وأخذهم به، وإمَّا بالقِيام بما يتعيَّن عليه، من حفظ شرائعهم، والذبِّ عنها… وقد نبَّه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على أنَّ ذلك من الكبائر الموبقة المبعدة من الجنَّة).