ما الحكمه من خلق الجبال الرواسي

الحكمه من خلق الجبال الرواسي

قال تعالى: وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا [سورة النازعات]، هذه الجبال وصفها الله تعالى بأنها جبال رواسي، لها جذور ثابتة في الأرض، وهي ثابته لا تحركها الرياح

وأسباب خلق الجبال هي

:

  • تثبيت الأرض ومنع اضطرابها
  • تثبيت القشرة الأرضية في باطن الأرض، وبدون الجبال لمالت القشرة الأرضية
  • الجبال لها جذور في الأرض تثبتها
  • حماية الأرض من أن تميل ، لقوله تعالى: : ﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل:15].
  • الجبال تحمي من تأثيرات الرياح الشديدة التي يمكن أن تجرف كل ما هو أمامها لولا الجبال التي تقف بمواجهتها
  • الجبال الرواسي تحمي من البرودة الشديدة
  • تنمو في الجبال أنواع من الأشجار المفيدة للبيئة لا تتواجد في الصحراء
  • تم استخراج الكثير من المعادن الثمينة في الجبال، وهذه المعادن لا تتواجد في الأرض، وهناك أنواع من النباتات متعددة مزروعة متنوعة تبهج الناظر

معنى قوله تعالى {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} [لقمان:10]، واستخدم كلمة “في” بدلًا من “على” يعني أن الرواسي ليست فوق الأرض، وقد أثبت العلماء عظمة الإعجاز القرآني، فوجدوا أن الجبال ليست فوق الأرض، فالجبل جزء منه فقط فوق الأرض، وأكثره تحت الأرض، أي خمس الجبل فوق الأرض وأربعة أخماس من الجبل تحت الأرض.

بقية التعبير القرآني (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)، يظهر عظمة الله حتى في استعمال التعابير الدقيقة الصحيحة علميًا، فالجبال تتواجد داخل الأرض وفوق الأرض، ومن صفات الجبال أنها أوتاد، والأوتاد هي الأشياء التي تثبت الخيم في مكانها فلا تطيرها الرياح، وبالمثل الأوتاد تثبت الجبال في مكانها عميقًا في الأرض، فلا تميل الجبال مهما كانت الظروف شديدة.

ولكي نتخيل أهمية الجبال، يكفي أن نتذكر أن الأرض تدور بشكل يومي حول نفسها وحول الأرض، فلنتخيل أن الأرض لا تحوي على جبال تثبتها في مكانها، لمالت القشرة الأرضية مثلما تميل السفينة في الماء وتسكب محتوياتها في الماء، لكن الله عز وجل بحكمته البالغة خلق لنا الجبال الرواسي التي تثبت

القشرة الأرضية

مع بعضها البعض، وتحمي البحار والأنهار، وبذلك تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس دون أن نشعر بذلك بفضل الجبال، فنحن كل يوم نركب في قطارات وحافلات ونذهب إلى أعمالنا وأشغالنا، ونشعر بالحافلة نتحرك، وعندما تسرع يمكن أن نضطرب ونميل إلى الجهة المقابلة، لكن الأرض تتحرك بسرعة أكبر بأضعاف من سرعة القطار وسرعة الحافلة، وتحرك كل من هو على سطح الأرض دون أن نشعر بها، فلنتفكر بعظمة الله. [1] [2]

الحكمة من خلق الجبال

الإنسان أوتي من العلم شيئًا قليلًا، وبهذا العلم يمكن أن يتعلم أسرار الكون المخفية، ويقدر عظمة الله حق التقدير ويعظمه ويكون هذا العلم سببًا للتقرب من الله عز وجل، لكن بعض الأشخاص لم يستفيدوا من العلم الاستفادة الحقيقية، بل ضرهم أكثر من نفعهم، واعتقدوا أنهم يعلمون كل شيء، ودفعهم ذلك إلى أسوأ الأمور، وهي إنكار فضل الله، وأودى بهم ذلك إلى الغرور والفخر بالنفس، ونسبوا خلق الله إلى الطبيعة والصدفة، وهذا أسوأ ما يمكن أن يودي به إليه العلم، بل يجب على الإنسان أن يتعلم ويبحث من أجل أن يدرك حكمة الأشياء ويدرك فضل الله عليه، فيزيده ذلك إيمانًا.

قال تعالى {الله الَّذِي جعل لكم الأَرْض قرارا}، وقوله تعالى {وَألقى فِي الأَرْض رواسي أَن تميد بكم}، هذه الآيات القرآنية تعبر عن حكمة خلق الجبال في تثبيت الأرض، فالإنسان لم يكن بإمكانه أن يعيش ويستمر في تجارته وفي مصالحه ولا يتهنى بالعيش في منزله الذي بناه لو كانت الأرض تتحرك بشكل مستمر، والدليل على ذلك أن حدوث الزلازل يدمر الأراضي والمنازل ويقتل الناس، ويدفع الباقيين للهرب من منازلهم أو أعمالهم بحثًا عن مكان مستقر، ولهذا خلق الله الجبال.



للجبال حكمة عجيبة، فهي تثبت الأرض في مكانها وتجعل الأرض مستوية غير متحركة، وتمنع تأثير الرياح الجارفة


، وجعل الله مهب الشمال ارفع من مهب الجنوب كي تنحدر المياه فتسقي الأرض وترويها ثم تصب في مياه البحر، وهذه الأمور كلها تتم بتدبير من الله عز وجل وحكمة منه وإتقانًا في خلق كل شيء بدءًا من أصغر الكائنات كالبكتريا و

البعوض

وصولًا إلى الأشياء العملاقة كالجبال وخلق الأرض [3]

العله من خلق الله الجبال الرواسي

لم يخلق الله عز وجل شيئًا قبل الماء، وكان سبحانه وتعالى عرشه على الماء، فلم أراد أن يخلق بدأ بخلق السماء، ثم أيبس الماء وجعلها أرضًا ثم جعل الأرض سبع أرضين، قال تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، وأنزل الله الجبال وخلقها كي تثبت الأرض فلا تضطرب، قال تعالى: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ ۝ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها) [سورة فصلت]

والبعض يرى أن خلق الأرض جاء قبل خلق السماء لقوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) اي جاء خلق الأرض قبل السماء ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات [4]

الحكمة من الجبال

نجد في القران الكريم اوصافًا دقيقة للجبال لم يكتشفها العلماء إلى بوقت متأخر جدًا، ويتحدث الله عز وجل عن الجبال القديمة، وكيف جعلها رواسي للأرض، ومنع الأرض أن تميل بهذه الجبال، وكانت وظيفة الجبال الحفاظ على توازن الأرض

الله عز وجل يقرن بين الجبال وبين خلق السماوات الأرض (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا) [سورة مريم]، والجبال مع أنها تثبت الأرض وتمنعها من الانجراف وتحافظ على الحياة على سطح الأرض وتمنع القشرة الأرضية من الانسكاب عندما تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس، لها وظيفة أخرى وهي مشاركة المخلوقات في سجودها لله عز وجل، يقول تبارك تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ﴾ [الحج: 18]

وقد ذكر الله عز وجل الجبال في الكثير من المواطن في القرآن الكريم، فذكر كيف تسبح الجبال مع داوود عليه السلام، وكيف شهدت الجبال إحياء الموتى عندما طلب إبراهيم ذلك من ربه، وجبل آخر يتصدع من خشية الله، وجبل يعتقد ابن نوح أنه يعصمه من الله، ولا عاصم من الله إلا هو. [5]