ما حكم وسم البهيمة في وجهها


حكم وسم البهيمة في وجهها



نهى النبي عن وسم البهيمة أو الدابة على وجهها.


ولقد جاء عن جابر رضي الله عنه قال : (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الضَّرْبِ فِى الْوَجْهِ وَعَنِ الْوَسْمِ في الْوَجْهِ) رواه مسلم، ليس هذا فحسب بل لعن الرسول من قام بفعل الوسم، وحدث أن مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قد وُسِم في وجهه فقال: (لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ) رواه مسلم.


ولقد قال النووي رحمه الله : ” وأما الوسم في الوجه فمنهي عنه بالإجماع للحديث، وقال جماعة من أصحابنا: يكره، وقال البغوي من أصحابنا: لا يجوز، فأشار إلى تحريمه وهو الأظهر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله، واللعن يقتضي التحريم”


حدود الوجه عند أهل اللغة


ضابط الوجه كما قال أهل اللغة: ” و



الوَجْهُ مستقبَلُ كُلِّ شَيءٍ



“، وقال القرطبي: “الوجه في اللغة مأخوذ من المواجهة، وهو عضو مشتمل على أعضاء وله طول وعرض؛ فحده في الطول من مبتدأ سطح الجبهة إلى منتهى اللحيين، ومن الأذن إلى الأذن في العرض”.


جاءت هذه الأقوال في حدود وجه الإنسان أما وجه الدابة فهو  الذي تحصل به المواجهة والذي يحتوي على الأعضاء التي نعرفها جميعنا والتي تتواجد في الوجه ومنها الأنف والعين والفم والوجنتين،  لذا قال القرطبي أيضاً: “والعرب لا تسمى وجهًا إلا ما وقعت به المواجهة” [1] [2]


حكم وسم البهيمة في وجهها ابن باز


يقول الشيخ والعلامة ابن باز:




الوسم على الوجه لا يجوز، فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولعن من فعله



، فلا يجوز الوسم في الوجه لا في الإبل ولا في البقر ولا في الغنم ولا في بني آدم، لا يجوز ولو أنه من عادتكم، يجب أن تغير العادة تبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته، وليس لكم أن تخالفوا السنة من أجل عادة الآباء والأجداد “.


وقال أيضًا: (لا يجوز الوسم في الوجه بالكي لا في الخشم، ولا في الخد، أما في الأذن لا بأس، الأذن من الرأس، الأذن تعتبر من الرأس؛ لا بأس بالوسم فيها، أما الوسم في وجه الدابة، في خدها، في أنفها فلا يجوز، ولا بأس بالوسم في فخذها .. في الرجل، أو في اليد، في العضد لا بأس والرقبة، أما الوسم في الوجه لا يجوز -بالكي يعني- لا في الخد، ولا في الأنف، ولا في الجبهة، لا يجوز هذا. نعم.) [2]


حكم الوسم في غير الوجه


وأما حكم الوسم في غير الوجه فقد

نص الفقهاء على أنه يجوز الوسم في الأذن ويجوز في غير الأذن من بدن البهيمة.


ودليل ذلك ما قاله الإمام النووي رحمه الله : “وأما وسم غير الوجه من غير الآدمي فجائز بلا خلاف عندنا”، كما قد ورد في السنة ما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وسم الدابة في أذنها فعن أنس رضي الله عن قال: (دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِرْبَدًا وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا، قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ فِى آذَانِهَا.) رواه مسلم، مما سبق نعلم أن الوسم في المطلق غير منهي عنه وإنما نهى النبي عن الوسم في الوجه، ويمكن لك ان تقوم بوسم الدابة في أي موضع غير وجهها، مع مراعاة التعامل بالرفق والرحمة مع الحيوان. [1]


حكم قطع آذان الأنعام


حكم قطع آذان الأنعام هو

تحريم تعذيب البهيمة بقطع أذنها أو جزء من أذنها.


جاء الدين الإسلامي ليضع لنا حدود التعامل مع الناس وبقية المخلوقات التي خلقها الله تعالى من حولنا، ومن ضمن هذه الضوابط حث الإسلام على التعامل بالإحسان في كل شيء حتى البهائم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم)، وأيضًا دخلت امرأة النار في هرة قامت بتعذيبها، في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.


والأحاديث والآيات القرآنية التي تحث على الرفق بالحيوان والإحسان إليه وتنهى عن تعذيبه كثيرة ويعتبر قطع أذن البهائم أحد مظاهر تعذيبه لقوله عز وجل في كتابه الكريم في سورة النساء:(وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا، لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ)


والمقصود بالبتك القطع، وقال الشنقيطي في كتاب أضواء البيان:(وقوله (ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام) يدل على أن تقطيع آذان الأنعام لا يجوز، وهو كذلك، أما قطع أذن البحيرة والسائبة تقربا بذلك للأصنام فهو كفر بالله إجماعاً، وأما تقطيع آذان البهائم لغير ذلك فالظاهر أيضاً أنه لا يجوز، ولذا أمرنا عليه الصلاة والسلام أن نستشرف العين والأذن، ولا نضحي بعوراء، ولا مقابلة، ولا مدابرة، ولا خرقاء، ولا شرقاء. أخرجه أحمد وأصحاب السنن الأربع والبزار وابن حبان والحاكم والبيهقي من حديث علي رضي الله عنه، وصححه الترمذي، وأعله الدارقطني. والمقابلة: المقطوعة طرف الأذن، والمدابرة: المقطوعة مؤخر الأذن، والشرقاء: مشقوقة الأذن طولا، والخرقاء: التي خرقت أذنها خرقا مستديراً، فالعيب في الأذن مراعى عند جماعة العلماء). [3]