ما فوائد الابتلاء الذي يقع على المؤمن
من فوائد ابتلاء الله تعالى لعباده المؤمنين
- يحط عنه من الخطايا والذنوب
- يمحص ما في القلوب
- يفرق بين الطيب والخبيث والمؤمن والمنافق
- يظهر المحب للإنسان من المبغض له
- القيام بالعبودية لله على اختلاف الأحوال
- أنه سبب في الرجوع إلى الله عز وجل والوقوف ببابه والتضرع إليه والاستكانة بالدعاء.
حديث النبي عن الابتلاء
تعرض للمؤمن الفتن والابتلاءات فلا تزيده إلا ثبات، أما المنافق فإن الابتلاءات تهلكه وتبين كفره ونفاقه وعدم إيمانه، وهذا ما بينه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال” مثل المؤمن كمثل خامة الزرع يفيء ورقه من حيث أتتها الريح تكفيها، فإذا سكنت اعتدلت وكذلك المؤمن يكفأ بالبلاء، ومثل الكافر كمثل الأرزة صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في الحديث الشريف شبه النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن كخامة الزرع وهي النبات الصغير الرطب الذي تهب عليه الرياح فتميله يمينًا ويسارًا وتقلبه على عدة جهات فهي تؤثر فيه لكنها لا تكسره بل سرعان ما يعود إلى موضعه كأن لم يكن به شيء، وهكذا هو حال المؤمن يصيبه الابتلاء في المال أو في الولد أو في النفس فيتأثر ويهتز لكنه لا يبتعد عن دينه، وسرعان ما تزول تلك الشدائد والابتلاءات.
أما الكافر فقد شبهه النبي عليه الصلاة والسلام بالشجرة الصماء الكبيرة، التي لا تهزها الرياح، لكن يأتي عليها اليوم فتتحطم، وهكذا البعيد عن الله عز وجل ن قد تقل ابتلاءاته لكنه سيأتي يوم القيامة ليلقى عقوبته عن أفعاله في الدنيا كاملة.
وفي الحديث دليل على أن المؤمن يبتلى على قدر إيمانه، فمن كان في دينه صلابه يزيد ابتلائه.
وفي الحديث الشريف أيضًا أن سعدًا بن أبي وقاص قال للنبي يارسول الله أي الناس أشد ابتلاءًا قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس، يبتلى الرجل على حسب في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه ، ومازال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس به خطيئة.
فالحياة كلها بما فيها هي اختبار وابتلاء للناس من الله عز وجل، فقد ابتلاهم بالتكاليف الشرعية فأمرهم ونهاهم لينظر طاعتهم له من عدمها، فيثيب من أطاعه ويعاقب من عصاه، كما قال الله عز وجل : ” الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملًا.
صور الابتلاء
قد يكون
الابتلاء
بالأقدار الكونية المؤلمة حيث يبتلي الله عز وجل عباده المؤمنين بالمصائب والأمراض ليختبر صدق إيمانهم وثباتهم عليه، فمن صبر ورضي كفر الله عنه خطاياه وأعظم أجره، أما من جزع وسخط فله من الله تعالى السخط، قال تعالى: ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين “.
وقد يكون ابتلاء الله للعبد بالنعم، حيث يبتلي الله عز وجل عباده المؤمنين بالسراء لينظر شكرهم وأدائهم لحق الله عز وجل في هذه النعم وهل ينسبونها إليه أو يجحدون نعمته فينسبونها لغيره كما قال تعالى: ” ونبلوكم بالخير والشر فتنة”.
أدعية كشف الابتلاء
عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي قال قال :” دعوات المكروب اللهم رحمتك أرجو ، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت .
وعن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدًا من خلقك أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، نور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا، قال : فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال بلي ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها”.
وعن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا”.
وأيضًا من أدعية زوال الابتلاء كثرة الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، فعن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: ” يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه ، قال أبي : قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال :” ما شئت” قال “: قلت الربع، قال : ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلن فالثلثين، قال ما شئت، فإن زدت فهو خير لك ، قلت : أجعل لك صلاتي كلها : قال : إذا تكفي همك ويغفر لك ذنبك. [1]