آثار الذنوب والمعاصي
من آثار الذنوب والمعاصي
-
قسوة القلب.
-
غضب الرب.
-
قلة الرزق.
-
لا تُقبل منه الأعمال.
-
تُحرم عليه الجنة إلا إذا تاب.
أن لفعل الذنوب والمعاصي أثر كبير في الدنيا والأخرة، والذنوب والمعاصي التي يقوم بها الإنسان فروعها كثيرة فمنها ما يُعد من ضمن الكبائر والعياذ بالله ومنها ما هو أقل، ولكن في الواقع المعاصي والذنوب تكون هي مهما حدث ومها اختلفت مسميتها، ينجذب الإنسان إلى فعل المعاصي والذنوب بفعل شيئين وهما الشيطان الرجيم، والنفس الأمارة بالسوء، وعلى الرغم من أن الجميع يعتقد ان الشيطان هو العامل الرئيسي في ارتكاب المعاصي إلا أن هذا الأمر ليس بالصحيح، وذلك لأن كيد الشيطان ضعيف وليس له سلطان على بني آدم، وبمجرد ما يقوم
الشيطان
بالوسوسة للمسلم بفعل المعصية، ويستعيذ بالله منه يذهب، أما النفس الأمارة بالسوء فلا تذهب إلا بالتذكية والجهاد، ولذلك نجد أنه في شهر رمضان هناك من يرتكب المعاصي والذنوب على الرغم من أن الشيطان تكون مصفدة، وذلك يدل على أن النفس الأمارة بالسوء هي الأقوى والمسيطرة على الأنسان، لذلك علينا دائمًا بتقوى الله وقد حثنا الله عز وجل على هذا في كتابه الكريم فقال في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
الذنوب والمعاصي هي سبب كل عذاب سواء كان في الدنيا أو الأخرى وسبب كل شر يلحق بالإنسان، وقد بين الأمام ابن القيم ذلك بالتفصيل فقال في كتابه الداء والدواء: (وَهَلْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ شَرٌّ وَدَاءٌ إِلَّا سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي، فَمَا الَّذِي أَخْرَجَ الْأَبَوَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ، دَارِ اللَّذَّةِ وَالنَّعِيمِ وَالْبَهْجَةِ وَالسُّرُورِ إِلَى دَارِ الْآلَامِ وَالْأَحْزَانِ وَالْمَصَائِبِ؟ وَمَا الَّذِي أَخْرَجَ إِبْلِيسَ مِنْ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَطَرَدَهُ وَلَعَنَهُ، وَمَسَخَ ظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ، فَجَعَلَ صُورَتَهُ أَقْبَحَ صُورَةٍ وَأَشْنَعَهَا، وَبَاطِنَهُ أَقْبَحَ مِنْ صُورَتِهِ وَأَشْنَعَ، وَبُدِّلَ بِالْقُرْبِ بُعْدًا، وَبِالرَّحْمَةِ لَعْنَةً، وَبِالْجَمَالِ قُبْحًا، وَبِالْجَنَّةِ نَارًا تَلَظَّى، وَبِالْإِيمَانِ كُفْرًا، وَبِمُوَالَاةِ الْوَلِيِّ الْحَمِيدِ أَعْظَمَ عَدَاوَةٍ وَمُشَاقَّةٍ، وَبِلِبَاسِ الْإِيمَانِ لِبَاسَ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، فَهَانَ عَلَى اللَّهِ غَايَةَ الْهَوَانِ، وَسَقَطَ مِنْ عَيْنِهِ غَايَةَ السُّقُوطِ، وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ أَهْلَ الْأَرْضِ كُلَّهُمْ حَتَّى عَلَا الْمَاءُ فَوْقَ رَأْسِ الْجِبَالِ، وَمَا الَّذِي سَلَّطَ الرِّيحَ الْعَقِيمَ عَلَى قَوْمِ عَادٍ حَتَّى أَلْقَتْهُمْ مَوْتَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٌ، وَدَمَّرَتْ مَا مَرَّ عَلَيْهِ مِنْ دِيَارِهِمْ وَحُرُوثِهِمْ وَزُرُوعِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ، حَتَّى صَارُوا عِبْرَةً لِلْأُمَمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ ثَمُودَ الصَّيْحَةَ حَتَّى قَطَعَتْ قُلُوبَهُمْ فِي أَجْوَافِهِمْ وَمَاتُوا عَنْ آخِرِهِمْ، وَمَا الَّذِي رَفَعَ قُرَى اللُّوطِيَّةِ حَتَّى سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ نَبِيحَ كِلَابِهِمْ، ثُمَّ قَلَبَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَعَلَ عَالِيَهَا سَافِلَهَا، فَأَهْلَكَهُمْ جَمِيعًا، ثُمَّ أَتْبَعَهُمْ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَرَهَا عَلَيْهِمْ، فَجَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعُقُوبَةِ مَا لَمْ يَجْمَعْهُ عَلَى أُمَّةٍ غَيْرِهِمْ، وَلِإِخْوَانِهِمْ أَمْثَالُهَا، وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ، وَمَا الَّذِي أَرْسَلَ عَلَى قَوْمِ شُعَيْبٍ سَحَابَ الْعَذَابِ كَالظُّلَلِ، فَلَمَّا صَارَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ أَمْطَرَ عَلَيْهِمْ نَارًا تَلَظَّى، وَمَا الَّذِي أَغْرَقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ نَقَلَتْ أَرْوَاحَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ، فَالْأَجْسَادُ لِلْغَرَقِ، وَالْأَرْوَاحُ لِلْحَرْقِ، وَمَا الَّذِي خَسَفَ بِقَارُونَ وَدَارِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ). [1]
من آثار الذنوب والمعاصي قسوة القلب وظلمته
نعم
من آثار الذنوب والمعاصي قسوة القلب وظلمته .
تفعل الذنوب والمعاصي بالقلب ما لا يستطيع أحد فعله، فأن لها آثار كبيرة على النفس، وتُعد قسوة القلب من أحد أهم الأثار الأساسية الناتجة من ارتكاب المعاصي، فأنها تعمل على إماتت القلب وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر:( عن حذيفة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال، تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ)، رواه مسلم، وعن الحسن البصري أنه قال: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فقال في تلك الآية الكريمة من سورة المطففين، هو الذنب بعد الذنب حتى يموت القلب)، وقد قال في تفسير الآية الكريمة أيضًا
الشوكاني
في تفسيره فتح القدير: (
هو أنها كثرت منهم المعاصي والذنوب، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها)، وقال الحسن: (هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب)، وقال مجاهد: (القلب مثل الكف، ورفع كفه فإذا أذنب انقبض، وضم إصبعه، فإذا أذنب ذنباً آخر انقبض، وضم أخرى حتى ضم أصابعه كلها، حتى يطبع على قلبه. قال، وكانوا يرون أن ذلك هو الرين)،
فأن القلب هو محل نظر الله عز وجل، وقد قال در ابن الإمام العالم بعض أبيات الشعر فقال:
رأيتُ الذنوبَ تُميت القلوبَ، وقد يورثُ الذلَّ إدمانُها
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلوبِ، وخيرٌ لنفسك عِصيانُها. [1] [2]
قصص عن آثار الذنوب والمعاصي
كان هناك رجل ارتكب من المعاصي أفحشها، فكانت السيجارة لا تفارق يده، وكان ظالم للنساء، فكان يُسقي زوجته كأس المرار كل يوم، وقد خلف بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال استوصوا بالنساء خيرًا، كان ذلك الرجل في ذات مرة يقود سيارتة وهو غير واعي لما حول من شرب كثرة شرب الخمر، فركب السيارة وقام بقيادتها بشكل جنوني غير مدرك للطريق، فكان حينها هناك طفل صغير يلعب على الرصيف، وفجأة سقط الطفل على الأرض وهو ممتلئ بالدماء، فحين رأى ذلك الرجل الطفل وهو يسقط بسبب صدمه بالسيارة وهو يقود، أصابته الفجعة، وأصبح يتعرق كثيرًا رغم برودة جسمه، نزل الرجل من السيارة بسرعة كبيرة وقام بحمل الطفل وأدخله إلى السيارة، ثم أسرع إلى المستشفى، وحين وصل كان الطفل يحتاج إلى عملية جراحية بشكل ضروري، وبعد ساعات من العملية الجراحية تم بحمد الله إنقاذ الطفل، وحين سمع الرجل ذلك سجد على الأرض باكيًا شاكرًا لله دون وعي منه ماذا يفعل، لقد شعر الرجل في لحظة أن كل ذلك حدث بسبب ارتكابه للمعاصي وبسبب ظلمه لزوجته وشربه للخمر ومعصية الله، فكان عقابه هو إزهاق روح بريئة، ولكن حين تم إنقاذ الطفل فاق الرجل وشكر الله عز وجل. [3]
قصص عن التوبة
-
توبة ماعز بن مالك.
يفرح الله عز وجل بتوبة عبده، ورجوعه إليه تائبًا متذللًا خاشع له سبحانه وتعالى، فإن الله لا يحب أن يُعذبنا، وما خُلقنا إلا لنعبد الله عز وجل حتى يرزقنا و يكافئنا في النهاية بالفوز بالجنة مع الصالحين، وفيما يلي سوف نعرض قصة عن التوبة وإليك هي:
توبة ماعز بن مالك:
عن بريدة قال: (جَاءَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي، فَقَالَ “وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “وَيْحَكَ ارْجِعْ فَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ وَتُبْ إِلَيْهِ قَالَ فَرَجَعَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ طَهِّرْنِي فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَتِ الرَّابِعَةُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “فِيمَ أُطَهِّرُكَ فَقَالَ مِنَ الزِّنَي، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبِهِ جُنُونٌ فَأُخْبِرَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَجْنُونٍ فَقَالَ أَشَرِبَ خَمْرًا فَقَامَ رَجُلٌ فَاسْتَنْكَهَهُ فَلَمْ يَجِدْ مِنْهُ رِيحَ خَمْرٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَزَنَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ، فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ فَكَانَ النَّاسُ فِيهِ فِرْقَتَيْنِ قَائِلٌ يَقُولُ لَقَدْ هَلَكَ لَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ وَقَائِلٌ يَقُولُ مَا تَوْبَةٌ أَفْضَلَ مِنْ تَوْبَةِ مَاعِزٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَ يَدَهُ فِي يَدِهِ ثُمَّ قَالَ اقْتُلْني بِالْحِجَارَةِ قَالَ فَلَبِثُوا بِذَلِكَ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً ثُمَّ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ جُلُوسٌ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ، اسْتَغْفِرُوا لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ فَقَالُوا غَفَرَ اللَّهُ لِمَاعِزِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم “لَقَدْ تَابَ تَوْبَةً لَوْ قُسِمَتْ بَيْنَ أُمَّةٍ لَوَسِعَتْهُمْ). [4]