عدد الأحاديث التي رواها علي بن أبي طالب
عدد الأحاديث التي رواها علي بن أبي طالب
اختلفت الآراء في عدد الأحاديث التي رواها سيدنا علي :
-
منهم مَن قال أنهم
حوالي 423 حديث
رواهم سيدنا علي بن أبي طالب عن الرسول صلى الله عليه وسلم. [1] - ومنهم من قال أن الأحاديث التي رواها على بن أبي طالب عن الرسول في صحيح البخاري مع المُكرر 98 حديث، وغير المُكرر 34 حديث.
-
وعدد تلك الأحاديث في الصحيحين
90 حديث
، ومُجمَل عدد هذه الأحاديث بالكامل يدل على أن سيدنا على كان يحظى بالنصيب الأكبر في رواية الأحاديث عن رسولنا الكريم مقارنة بعد الأحاديث التي رواها الخلفاء الراشدين. [2]
وإذا تحدَّثنا عن سيدنا علي بن أبي طالب باستفاضة، فإنه رابع
الخُلفاء الراشدين
، ومن ضمن العشرة الذين بشَّرهم الله بدخول جنته، كما أنه هو أَوْل صبيّ دخل دين الإسلام، وكان عُمْره لم يتخطَّ عشر سنوات، كان يتمتَّع بمكانة خاصة في قلب سيدنا النبي، حيث أن الرسول قال له (أنتَ منّي وأنا منك)، وقالت أيضًا أم سَلَمَة رضي الله عنها سمعت رسول الله يقول:(مَن أحبَّ عليًّا، فقد أحبَّني، ومَن أحبني فقد أحبَّ الله، ومَن أبغض عليًّا فقد أبغضني، ومَن أبغضني، فقد أبغض الله عزَّ وجلَّ، وقال عليّ رضي الله عنه: واللهِ إنَّه مما عهد إليَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه لا يُبغضني إلاَّ منافقٌ، ولا يحبني إلاَّ مؤمن.
من أهم سماته الشخصية أنه كان شجاعًا ومِقدَامًا، كما أنه كان يتمتَّع بقدر عالٍ من العلم والمعرفة، حيث قال الإمام أحمد رَحِمَهُ الله (ما جاء لأحدٍ من فضائلَ ما جاء لعليٍّ)، كما أنه شَهِدَ مع الرسول العديد من المشاهد الإسلامية القيّمة حيث أنه شَهَدَ الكثير من الغزوات مثل بَدْر وأُحُد والخندق، أما عن حالته المادية فإنه كان فقيرًا وزاهدًا وخاشعًا لله عز وجل. [3]
لم يُشارك علىّ بن أبي طالب في غزوة تبوك، والسبب كان يكمُن في أن الرسول طَلَبَ منه أن يتواجد بداخل المدينة المنوَّرة يُدير شئونها وشئون أهلها، أما عن مشاركة سيدنا عليّ في المعارك والغزوات الإسلامية فإنه كان من أقوى المقاتلين الماهرين فيها، وهذا جَعَلَهُ من أهم عوامل الانتصار في هذه المعارك، وبسبب إخلاصه حَصَلَ على ثقة وحُب الرسول. [4]
مواقف سيدنا علي بن أبي طالب
كان سيدنا عليّ ناصِرًا للدين الإسلامي، وتبدأ مواقف شجاعته بذلك الموقف الشهير يوم هجرة الرسول، حيث أنه تواجَد في فراش النبي بدلًا منه حتى يفديه من أي أذى ولم يَخَف من الموت بل كان قويًا وجريئًا، كما أنه من أوائل المسلمين الذين قاتوا المُشركين وحَمَلوا السيف مع سيدنا حمزة وعُبيدة بن الحارث.
اتَّصف سيدنا عليّ بالذكاء حيث كان من ضمن عُلماء الصحابة، ومن أبرز مواقفه الشهيرة فيما يخص حِكمته العقلية والفكرية عندما جاءت امرأة لسيدنا عُمَر ووضَعَتْ صبيًّا بعد 6 أشهر فقط، هذا الأمر جعل سيدنا عُمَر يأمر بقيام الحد عليها ورَجْمَها ولكن سيدنا عليّ كان له رأيًا آخر، حيث قال له: يا أمير المؤمنين ألم تسمع إلى قول الله تعالى: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، [الأحقاف: 15]، (والمقصود بثلاثين شهر في هذه الآية الكريمة أن الأم قد تلد الطفل بعد 6 أشهر وتُرضِعه عامين أي 24 شهر)، وبالتالي سيكون مجموعهم 30 شهر، وبعدما سَمِعَ عُمَر بن الخطاب ما قاله له على بن أبي طالب توقَّف عن رَجْم المرأة وهو يقول: قضية ولا أبا الحسن لها، ومن ضمن أقواله العظيمة التي كانت تدل على حِكمته عندما قال:
- (ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وأن تباهي الناس بعبادة ربك، فإن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله).
- ومن أقوى أقواله أيضًا عندما قال (خمس خذوهنّ عني: لا يرجو عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحيي جاهل أن يسأل عما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له).
- وحينما طُلِبَ منه أن يصف الدنيا فقال: (ما أصف لكم من دار، من افتقر فيها حمد، ومن استغنى فيها فتن، ومن صح فيها أمن، حلالها الحساب، وحرامها العقاب). [5]
زواج سيدنا عليّ بن أبي طالب
تزوَّج سيدنا عليّ من السيدة فاطمة ابنة الرسول، وتمَّت الزيجة في العام الثاني من الهجرة بعد
غزوة بدر
بِفترة زمنية ليست طويلة كما قال البخاري، ومن أقوى الدروس المستفادة من هذه الزيجة الشريفة أن النبي كان رافضًا لغلاء المهور، وكان يَحِث على تبسيط جهاز منزل الزوجية الخاص بالزوجين، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: (تَزْوَّجْ ولو بخاتمٍ مِن حديد)، وتمَّ زواج سيدنا علي من السيدة فاطمة في منزل بسيط وجهاز المنزل كان بسيطًا أيضًا، وقال عليّ رضي الله عنه (جهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فاطمة في خميل وقربة ووسادة أدم حشوها إذخر)، وحتى يتَّضِح معنى الحديث للقُرَّاء، سيدنا النبي اشترى لابنته القطيفة وهذا المقصود من (خميل)، ووسادة مصنوعة من جلد محشوَّة بنبات رائحته ذكيَّة. [6]
سيدنا عليّ تزوَّج من نساء أخريات بعدما توفَّت السيدة فاطمة ابنة النبي، وهذه أسماء بعضهنَّ:
- أم البنين بنت حرام الكلبية.
- ليلى بنت مسعود.
- أسماء بنت عميس.
- أمامة بنت أبي العاص.
- أم سعيد ابنة عروة بن مسعود.
- مخبئة بنت امرئ القيس. [7]
قصة استشهاد سيدنا عليّ بن أبي طالب
خطَّطَ الخوارج لِقتل ثلاث رجال من أهم رجال الإسلام وهُم عليّ بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سُفيان، وعمرو بن العاص، والمسئولون عن تنفيذ خطة القتل كانوا عبد الرحمن بن ملجم المرادي، الحجاج بن عبد الله الصريحي، وعمرو بن بكر التميمي، توجَّه الأول إلى الكوفة حتى يقتل سيدنا عليّ، والثاني توجَّه إلى دمشق لِقتل معاوية بن أبي سُفيان، والثالث ذَهَبَ إلى الفسطاط لقتل عمرو بن العاص، وكل منهم اتفَّقَ على أن يتم القتل في فجر الجُمعة الموافق 40 هجريًا، و661 ميلاديًا، وأثناء تواجُد بن ملجم المرادي في الكوفة تعرَّف على سيدة كانت تُدعى قطام بنت الشجنة، شَعَر بالحُب تجاهها وأراد الزواج بها، وبالصدفة كانت هذه المرأة تَكِن في قلبها الكراهية ناحية الإمام عليّ لأنه قتل أباها وأخاها.
وطلبت تلك المرأة من بن ملجم أن يقتل عليّ بن أبي طالب كَمَهر لها مع عدة شروط أخرى أخبرته بها حتى يحصل على موافقتها عليه ويصير الزواج، وعندما سَمِع بن ملجم هذا الحديث من قطام قال لها: (فوالله ما جاء بي إلى هذا المصر إلَّا قتْل عليٍّ رضي الله عنه، فلكِ ما سألتِ)، وقامت هذه المرأة بتخطيط عملية القتل مع بن ملجم بمساعدة رجلين آخرين وهُما وردان وشبيب بن نجدة ووضعوا السم في السيف الذي طُعِنَ به سيدنا عليّ حتى لا ينجوا من عملية القتل، والثلاث رجال تربَّصوا لسيدنا عليّ كرَّم الله وجهه في المسجد وقت صلاة الفجر ولم تُصِبه ضربة شبيب وإنما أصابته ضربة بن ملجم وأثناء ضَرْبِه للإمام عليّ قال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك”، والضربة كانت قوية واصابته في جبهته، وبسبب قوتها نَزَفَ الدماء حتى ملأ لحيته، وكانت تلك الضربة قاتلة. [8]