لماذا سميت سورة هود بهذا الاسم
لماذا سميت سورة هود بهذا الاسم
لورود قصة هود عليه السلام مع قومه بهذه السورة الكريمة .
أيضًا ورد اسم هود عليه السلام في السورة، خمسة مرات.
التعريف بسورة هود
سورة هود هي سورة مكية ونزلت بعد سورة يونس وعدد آياتها 123 آية.
فضل سورة هود
هذه الصورة العظيمة لها فضل عظيم، فقد ورد عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال يارسول الله لقد شبت، قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون وإذا الشمس كورت” ، فقد ظهر الشعر الأبيض في لحية النبي عليه الصلاة والسلام، ولما سأله أبو بكر رضي الله عنه عن هذا الشيب أجاب عليه الصلاة والسلام أن بعض سور القرآن الكريم شيبته.
وهذه السور ورد فيها من أخبار الساعة وأهوالها، بالإضافة إلى صب العذاب على الأقوام السابقة.
موضوعات سورة هود
- القواعد التي قامت عليها العقيدة الإسلامية.
- عرض مواقف الرسل عليهم السلام في الدعوة إلى الله عز وجل وبيان تكذيب أقوامهم لهم.
- بيان مآل المؤمنين ومآل الكافرين في الآخرة.
- تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أصاب الأنبياء والرسل من قبله.
- توجيه النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه إلى الصبر والثبات.
يقول عز وجل في الآيات 110-115 من سورة هود :
ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه، ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب، وإن كلا لما ليوفيهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير، فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير، ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون، وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين، واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
هذه الآيات فيها تسلية للنبي عليه الصلاة والسلام على تكذيب الكافرين له وحث له على الصبر والثبات، حيث يخبر الله عز وجل حال سيدنا موسى عليه السلام عندما آتاه التوراة، فكذبه بعض بنو إسرائيل وصدقه البعض، كما فعل قوم النبي عليه الصلاة والسلام.
كما أن الله عز وجل يخبر نبيه أنه قد قدر سابقًا أنه لن يعجل لهم العذاب في الدنيا على أفعالهم، وأن على النبي عليه الصلاة والسلام أن يصبر حتى يبلغ الكتاب أجله، وإنه عز وجل خبير بأعمالهم، واستقم يا محمد كما أمرت لتترك النواهي وتفعل الأوامر أنت ومن آمن معك، ولا تتجاوزوا حدود الله عز وجل ولا تطغوا.
وفي السورة تنبيه هام وهو أن أهل الاستقامة ليسوا من الملائكة بل هم بشر يمكن أن يذنبون، لكن المؤاخذة ليست في الذنب بل الاستقامة في عدم التوبة، أيضًا فإن الاستقامة تعني الالتزام بالأوامر دون غلو أو تفريط بارتكاب المعاصي.
ثم قال الله سبحانه أنه بصير بأعمالكم وهو يحصيها لكم، ثم قال سبحانه ولا تركنوا إلى الذين ظلموا حتى لا تمسكم النار وهذا مآل مخيف، وإن الله عز وجل إذا كان ولي لأحد فلا خوف عليه، أما إذا ابتعدت ولاية الله عز وجل فلا أحد يستطيع أن ينصره يوم القيامة، لأن يوم القيامة الملك لله وحده.
وأقم الصلاة، فهناك فرق بين أداء الصلاة وإقامة الصلاة، فإقامة الصلاة تكون كما أرا الله بأوقاتها، وهي تترك آثر في القلوب لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
والصلاة تكون طرفي النهار والمقصود بها
صلاة الفجر
وصلاة الظهر وصلاة العصر، وزلفا من الليل أي صلاتي المغرب والعشاء.
ثم قال الله سبحانه يا من سلكتم طريق الاستقامة فاعلموا أن الحسنات يذهبن السيئات، ومن أعظم الحسنات الصلاة لأوقاتها. [1]
قصة هود عليه السلام
كان هود عليه الصلاة من قوم عاد ويعود لنسبة لإرم بن سام بن نوح، وكان قوم عاد هم أول من كفر من البشر بعد طوفان نوح، وكانوا من العرب الذين يسكنون في منطقة الأحقاف وهي أرض عند اليمن تطل على البحر
وقد حبا الله عز وجل قوم عاد بهبات عديدة، فقد كانوا قومًا أقوياء ضخام، وقد سيطروا على الأرض، وكان قوم عاد يسكنون في خيام ضخمة ذات عواميد ضخمة في السهول، لكنهم أيضًا كانوا ينحتون بيوتهم في الجبال مثل القصور، وصنعوا حضارة من أعظم الحضارات التي لم يخلق مثلها في البلاد، فكانوا ينحتون في كل جبل قصور.
لكنهم كانوا كفار بالله رب العالمين، وكانوا جبارين يبطشون بالخلق وكان لهم ثلاثة أصنام يعبدونها وهي صمدا وصمود وهرا، فأرسل الله عز وجل إليهم هودًا ليدعوهم إلى عبادة الله عز وجل وإفراده بالعبادة والإخلاص له.
فكذبوا هود وخالفوه، وأخبروه أنهم يروا أن ما يدعوهم إليه هو سفاهة، وأنهم يرجون النصر من الأصنام التي يعبدونها.
فألح عليهم هود وأخبرهم أن ما يدعوا إليه هو رسالة من رب العالمين، لكنهم أصروا على الكفر، فانقطع رجاء هود عليه السلام من قومه، فدعا عليهم وطلب النصر من الله عز وجل.
فبدأ عذاب قوم هود بانقطاع المطر عنهم، فأصابهم الجفاف، فدعاهم هود إلى عبادة الله والتوبة، لكنهم أصروا على المعصية، فجائتهم سحابة من بعيد، لكنهم من كفرهم ظنوا أن تلك السحابة سوف تنقذهم من الجفاف.
فجائتهم ريح عاصفة شديدة، وظلت تعذبهم سبع ليالي، وثمانية أيام، حتى أنهت
قوم عاد
، ولم يبقى منهم إلا آثارهم، لتكون عبرة لمن يأتون من بعدهم، ونجا الله عز وجل نبيه هود ومن آمنوا معه من العذاب. [2]