من العالم المسلم الذي له جناح خاص باسمه في جامعة برنستون الامريكية


العالم المسلم الذي له جناح خاص باسمه في جامعة برنستون الامريكية هو



أبو بكر الرازي

هو العالم المسلم الذي له جناح خاص باسمه في جامعة برنستون الأمريكية .

وُلِدَ أبو بكر الرازي في عام 250هـ في مدينة الرَّي التي تقع في جنوب شرق طهران، وكان مُحبَّا للعلم والمعرفة منذ طفولته، ومن المعروف أن أبو بكر الرازي كان عالمًا جليلًا، ولكنه في حقيقة الأمر لم يكن عالمًا فقط، وإنما كان أستاذًا في الدين والعلوم الشرعية والأخلاق، ولذلك فهو من العلماء البارزين في مجال الطب والدين، كما أنه يُعَد شخصية لها إسهاماتها الواضحة في الحضارة الإسلامية.

اهتم أبو بكر الرازي بدراسة العديد من المجالات مثل القانون والفلسفة، وهذه المجالات قام بدراستها في المدينة التي وُّلِد فيها والتي عُرِفَت آنذاك بأنها مليئة بالعلماء والعلم، ولكنها لم تشمل كل فروع العلم المختلفة، وكان لديه شغفًا كبيرًا في الحصول على أكبر قدر من العلم والمعرفة، ولذلك قام بالبحث عن العلم في مكان آخر مختلف عن مدينته، وذهب إلى بغداد ودَرَسَ بداخلها العديد من العلوم الأخرى، ولكنه وضع الاهتمام الأكبر على مجال الطب، وتشعَّب في هذا المجال ودَرَسَ طب الأعشاب والكيمياء، وظل الرازي سنوات وسنوات يدرس في مجال الطب حتى أصبح بارعًا فيه.

انتهت رحلة أبو بكر الرازي في مدينة بغداد بشكل مؤقَّت وعاد إلى مدينته، واحتل منصبًا كبيرًا يليق بالعلم الذي تلقَّاه على يد أكبر المتخصصين، وصار مديرًا ومسئولًا عن مستشفى مدينة الرَّي، ومن الجدير بالذكر أن تلك المستشفى كانت متقدّمة بشكل ملحوظ، وانتشرت سُمعة الرازي في المدينة، لأنه كان ينقذ الحالات المَرَضية الحَرِجة ويقوم بعلاجها، وبعدما ذاع صيته كطبيب ماهر دعاه ابن بويح (وهو رئيس وزراء الدولة العباسية) حتى يصير مسئولًا عن العلاج والأمور الطبية في مستشفى من أكبر مستشفيات العالم في هذا الوقت وهي مستشفى العدودي في مدينة بغداد. [1]


مؤلفات أبو بكر الرازي

  • كتاب الحاوي.
  • كتاب بير الساعة.
  • كتاب الشك على جالينوس.
  • كتاب المنصوري في الطب.
  • كتاب الطب الروحاني.
  • كتاب الجُدري والحصبة.


كتاب الحاوي:

وهذا الكتاب يحتوي على معلومات طبيّة قيّمة ومُلاحظات علاجية، كما أنه يحتوي على عدد من دراسات الحالة التي كان يقوم بها الرازي، جمَّع الرازي كل هذه المعلومات من الطب اليوناني والروماني، وقام فرج ابن سالم بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية عام 1279، وتم تصنيف هذا الكتاب بأنه الكتاب الطبّي الأكثر أهمية في

العصور الوسطى

، والبعض يعتقدون أن طُلاب الرازي هُم مَن قاموا بتجميع ذلك المؤلَّف بعدما توَّفى مُعلّمُهم.


كتاب بير الساعة:

تمَّ وصف هذا الكتاب على أنه مقال صغير وقصير كَتَبَهُ الرازي عن بعض الأمراض، وتلك الأمراض (من وجهة نظره) قال أنه يتم علاجها والتخلُّص من آلامها على مدار ساعة، وقام بِذِكر تلك الأمراض وهي: آلام الأسنان، ألم الرأس (الصداع)، آلام العضلات، آلام البطن (المغص)، وأيضًا آلام الأذن.


كتاب الشك على جالينوس:

كَتَب الرازي هذا الكتاب حتى ينتقد جالينوس وبعض نظرياته، فعلى سبيل المثال انتقد الرازي نظرية (الأخلاط الأربعة المنفصلة لجالينوس) وتلك النظرية تتحدَّث عن أربع مواد سائلة في الجسم يعتقد جالينوس أن كلما كانت هذه المواد متوازنة كانت صحة الإنسان أفضل ودرجة حرارة جسمه طبيعية، ولكن الرازي انتقد هذه النظرية، وقال أن ما يقوله جالينوس يختلف مع ملاحظاته العلاجية في الطب.


إسهامات أبو بكر الرازي

  • ساهم في علاج أمراض العيون.
  • كان مهتمًا بعلم الأعصاب وساهم بمعلومات علاجية قيّمة في علم التشريح العصبي، حيث قال أن الأعصاب لديها وظيفتين؛ حسية وحركية.
  • كما كان لديه القدرة على التنبؤ بالإصابة ببعض الأمراض.
  • توغَّل في علم التشريح العصبي التطبيقي وأصبح رائدًا فيه.
  • اهتم بمجال الأمراض العقلية وصار رائدًا فيه أيضًا.
  • قام بإنشاء قسم متخصص في علاج الأمراض النفسية أثناء إدارته لمستشفى بغداد، علمًا بأنه كان يحترم المرضى النفسيين ويقدُم لهم الرعاية الكافية.
  • هو أول مَن قام بتصوير مرض الجُدري، وقام بِشرح وتوضيح الفرق بينه وبين مرض الحصبة.
  • تحدَّث الرازي عن أهمية العسل، وقام باستخدامه في بعض الحالات كدواء بسيط.
  • واستخدم الرازي العسل كمادّة في بعض الأدوية المركبة التي كان يستخدمها في العلاج.
  • ساهم في علم الأدوية، واستخدم المرهم الزئبقي في علاج بعض الأمراض.
  • طوَّر العديد من الأدوات التي كان يتم استخدامها في أماكن بيع الأدوية (الصيدليات).
  • الدراسة الأولى التي اهتمَّت بطب الأطفال كانت بِقلم أبو بكر الرازي، وتُرجِمَت هذه الدراسة إلى اللغة اللاتينية وتم نشرها بعنوان (أمراض الأطفال ورعايتهم).
  • كتاب أمراض الأطفال ورعايتهم يضم 24 فصل، وتناول أبو بكر الرازي في هذا الكتاب أمراض الأطفال وحديثي الولادة مثل أمراض العين والأذن وأيضًا الأمراض الجلدية، وما يخص الجهاز الهضمي من مشاكل خاصة بالانتفاخ والإسهال وغيرها. [2]
  • اهتم الرازي بالطبيعة الإنسانية مثلما اهتم بالطب والأمراض الجسدية، وقال أن علم النفس جزء هام من أجزاء فن الشفاء.
  • في كتاب المنصوري، وهو أحد أهم مؤلفات الرازي، خصص بداخله جزءًا كبيرًا للحمية الغذائية وعلم السموم والأدوية.
  • اهتم بالصيدلة والأدوية المُركَّبة ووضع العديد من الوصفات الطبية التي كان لها أهمية كُبرى في العلاج في الإسلام.
  • استخدم النحاس، الزئبق، الزرنيخ، الذهب والطباشير كأدوية يتم استخدامها خارجيًا وداخليًا، وهذا يُسمَّى بالأدوية المعدنية.
  • كان يستخدم الأفيون في علاج السعال، ويتم استخدامه أيضًا كعامل يساعد على النعاس، ولكنه حذَّر من آثاره السلبية على صحة الإنسان والتي قد تصل به إلى الموت.
  • نصح باستخدام الأفيون والخشخاش بشكل خارجي مَوضعي في حالات الرَمَدْ وآلام العين والإصابة بالجروح مع توخّي الحذر أيضًا.
  • الرازي هو أول من كَتَبَ مؤلفًا طبيًا يُستَخَدم للعلاج المنزلي في حالة عدم وجود طبيب متاح يُمكن استشارته في التشخيص والعلاج، وهذا الكتاب كان يخُص عامة الشعب والفقراء والأشخاص الذين على سفر.
  • كان الرازي يحث الأطباء على مواكبة العصر ومعرفة كل ما هو جديد من معلومات تخص الطب وتنفع الناس. [3]
  • كان الرازي لا يهتم فقط بالعلاج الطبي، وإنما يهتم بالنظام الغذائي الصحي.
  • حتى في مجال الجراحة، لقد كان الرازي خبيرًا فيه، واستخدم الأفيون في عملياته الجراحية حتى يتم تخدير المرضى، مع العلم أنه أول مَن استخدم تلك المادة المُخدّرة في التخدير.
  • اهتم الرازي بالكيمياء وكان باحثًا ماهرًا فيها، وقام بتصوير نسبة كبيرة من التفاعلات الكيميائية.
  • قام بتجهيز وإعداد الكحول من خلال تخمير بعض الحلويات.
  • قام الرازي بِعمل تصنيف بدائي، يتم فيه تصنيف المواد النباتية والحيوانية والمعدنية، وهذا التصنيف كان بمثابة الخطوة الأولى لتصنيف الكيمياء إلى عضوية وغير عضوية. [4]


وفاة أبو بكر الرازي

في السنوات الأخيرة له لم يكن نشيطًا كما كان، حيث أنه أُصيب بتدهور في بصره، وهذا الأمر جعله يتعرقل على استكمال مسيرته العلمية والطبية، وهناك موقف حَدَث معه بعدما قام بعملية جراحية في عينيه، فكان الآخرون يطلبون منه إزالة الضمادات من على عينيه، ولكنه رفض، وقال لهم رأيت ما يكفي من هذا العالَم، وتمَّ وفاة هذا العالِم الجليل عام 925م يوم 26 من شهر أكتوبر، علمًا بأن هذا التاريخ الخاص بوفاته لم يكُن مؤكدًا. [5]