من العالم المسلم الذي ينسب اليه اختراع الفتيلة في الجراحة
العالم المسلم الذي ينسب اليه اختراع الفتيلة في الجراحة هو
الرازي
هو العالم المسلم الذي اخترع الفتيلة في الجراحة .
اسمه بالكامل أبو بكر بن محمد بن زكريا الرازي ولد في إيران وهي بلاد فارس قديمًا ولد عام 854 م وتوفي ما بين عام 925م و935م، كان الرازي فيلسوف وعالم كيميائي وطبيب ناجح يوجد له عدة مؤلفات في الطب والفلسفة اشتهرت جميعها ونالت إعجاب الحكام وترجمت معظم مؤلفاته إلى عدة لغات مختلفة مثل اللغة اللاتينية واللغة اليونانية ولغات أخرى.[1]
قال جرجي زيدان: (أن أبو بكر الرازي كان يعيش في الري وبلاد أجنبية أخرى وقدم علمه للملوك والأمراء كما ألف لهم بعض الكتب)، ويقول خليل بن باز: (أن أبو بكر الرازي علم جميع الناس التفكير الغير محدود والرؤية البعيدة وذلك في دراسته عن الحصبة والجدري فقام بوصف هذه الأمراض الجلدية ووضح أعراض كل منهم وطرق العلاج وكيفية تجنب الإصابة بأي منهم وكانت دراسته هي التي صار يرجع إليها جميع الأطباء في الدول الأوروبية حتى القرن 18).
كما تقول زيغريد هونكه: (أن الرازي كان يمتلك معلومات طبية لا يعرف أحد عنها شيئًا منذ زمن العالم جالينوس، وقال مصطفي الرفاعي عن دراساته وكتبه أنها كانت تدرس في جامعة مونبلييه إلى فترة زمنية طويلة جدًا كما يرى جميع المؤرخين أنه أعظم العلماء والأطباء العرب المسلمون).[2]
ما هو الفتيل في الطب
الفتيل كلمة تطلق على عدة أشياء مختلفة ولكن الفتيل هنا في المصطلح الطبي الذي اخترعه العالم أبو بكر الرازي هو
قطعة من الشاش المطهر تلف على شكل إصبع ثم توضع في مكان الجروح الغائرة حتى تمتص السوائل
التي تخرج من الجرح أو الإفرازات الناتجة أثناء الجراحة ويطلق عليها أيضًا إسم ذبالة.[3]
الحياة العملية والعلمية لأبي بكر الرازي
بدأ
أبو بكر الرازي
مسيرته في عهد الخليفة العباسي حينما ذهب ليعمل في خدمة البلاط ثم أكمل خدمته في عهد الخليفة المتوكل وتلقي علم الطب والفلسفة على يد إبن ربان وأخذ يجتهد ويهتم بالعلم كثيرًا حتى وصلت شهرته في الطب إلى مرتبة أعلى من معلمه وصار طبيب معروف، تم توظيفة في عهد الخليفة منصور بن إسحاق كمدير لمستشفى في الري بلده الذي ولد بها، اشتهر الرازي شهرة واسعة حتى سمع عنه العباسيين في العاصمة بغداد فطلبه الخليفة المكتفي وعينه مدير مستشفى بغداد فطلب الرازي وقتها بناء مستشفى جديد في مكان أكثر نظافة بعيد عن التلوث، استخدم الرازي طريقته الشهيرة في الكشف عن المكان المناسب وهي أنه قام بوضع قطع من اللحم في عدة أماكن مختلفة لعدة أيام ثم ذهب لرؤيتهم واختار القطعة الأقل فسادًا مستنتج أن هذه المنطقة أقل المناطق تلوثًا في هذا الوقت وهواؤها نظيف يصلح لبناء مستشفى.
عاد أبو بكر الرازي إلى الري بعد وفاة الخليفة المكتفي وقدم علمه للطلاب وأخذ يعلم الطلبة بجانب مسؤوليته عن مستشفى الري ويقال أن عندما كان يذهب إليه حالة تشكو من المرض يمرر سؤال عن تشخيص المرض إلى طلابه وإن لم يتمكن أحدهم من إجابة السؤال وإعطائه التشخيص الصحيح يقوم بالتشخيص بنفسه في النهاية.
كان الرازي ذات صفات حسنة وأخلاق كريمة خصوصًا تجاه المرضى فكان يعالجهم بكل تواضع ورحمة ودون مقابل وفي آخر سنوات عمره مرض بالعمى وتوفي في الري بتاريخ 27 من شهر أكتوبر لعام 925 وهو في عمر 60 عام.
ألف أبو بكر الرازي ما يتعدى 200 كتاب في عدة علوم مختلفة ومن أفضل مؤلفاته في الطب كتاب الحاوي وفي أوروبا معروف باسم Liber Continens وله مؤلفات أخرى في الكيمياء والفلسفة واشتهر الرازي في أوروبا بأنه أعظم الأطباء العرب.
قام الفاريز ميلان بمناقشة الأمراض التي كتب عنها أبو بكر الرازي وتحتوي تلك المناقشة على المبادئ الطبية وطرق علاج الأمراض التي تصيب العين والتي أوضحها من خلال تجاربه العلاجية في الحقيقة خلال فترة عمله كطبيب، وقدم الرازي أيضًا دراسات متنوعة في قسم الأعصاب والتشريح العصبى، وربط بين الأعصاب ووظائف الإحساس والحركة وذكر من الأعصاب 7 أعصاب قحفية و 31 عصب نخاع شوكي ورتب الأعصاب من العين إلى اللسان والأعصاب الشوكية منها: 8 أعصاب في عنق الرحم و 12 عصب للصدر و 5 قطنيًا ، و 3 عظميًا ، و 3 عصعصًا.
أظهر الرازي امكانياته في معرفة أماكن الآفات وتوقعها ووصف لها عدة طرق للعلاج والارشادات مع ذكر العلاقة بين مكان الآفة وأعراضها، فكان أبو بكر الرازي علامة في علم التشريح العصبي ودمج بين أعصاب الدماغ والحبل الشوكي وكيفية تحديد طرق علاجية مع التمكن من معرفة موضع الآفات في الجهاز العصبي، وهو أول من تحدث عن الارتجاج كحالة من الأمراض العصبية، وبجانب علمه الواسع في تخصص الأمراض العصبية فكان معروفًا أيضًا في علاج الأمراض العقلية والنفسية واهتم بهذا التخصص وأسس له قسم خاص في مستشفى الري عندما كان مدير لها وعالج به الكثير من الحالات النفسية المعقدة وكان يبرز للمرضى الاحترام والتعاطف الشديد وكان يقدم للمريض مبلغ من المال عند شفائه والخروج من المشفى ليستطيع أن يبدأ حياته من جديد دون التعرض للضغط النفسي مرة أخرى بسبب الاحتياج للمال.
في خلال فترة عمل الرازي ببغداد قام الرازي بدراسة عميقة عن الجدري والحصبة ووضح الفرق بينهما كثيرًا وألف فيه كتاب صغير واخدها جميع أطباء أوروبا مرجع لهم لأن في هذا الزمن كان هناك خلط كبير بين هذين النوعين من الأمراض وجاء الرازي حتى يفصل بينهما وترجمت كتاباته عن الجدري والحصبة إلى اللغة اللاتينية لعدة مرات، وقام الرازى باستخدام العسل لعلاج الكثير من الحالات المرضية واستخدمه في عدة أدوية مركبة، كما عمل على تطوير أدوات الصيدلة وصناعة الأدوية مثل الزجاجات والأكواب والملاعق والهون، وقام بإدخال المراهم الزئبقية في الصيدلية.
الكتب التي ألفها الرازي
- كتاب الحاوي.
- كتاب المنصوري في الطب.
- كتاب من لا يحضره الطبيب.
- كتاب بير الساعة.
- كتاب الطب الروحاني.
- كتاب الجدري والحصبة.
- كتاب المرشد.
- كتاب الشك على جالينوس.
- كتاب السيرة الفلسفية.
- كتاب سر الأسرار.
كتاب الحاوي
: وهذا الكتاب أضاف به جميع ما قرأه ويتعلق بالطب اليوناني والروماني وجميع دراسات الحالات الخاصة التي عالجها ونصائح الطبيب لطريح الفراش والعلاج الذي قدمه للحلات الخاصة به طوال فترة حياته العملية، ظن الكثير أن هذا الكتاب قام بتجميعه طلاب أبو بكر الرازي بعدما توفي، وقد قام بترجمته إلي اللغة اللاتينية فرج بن سالم وذلك عام 1279م وهو عالم يعمل لخدمة ملك صقلية، يعد كتاب الحاوي أحد المراجع التي يعود إليها الطلبة والأطباء فهو من أفضل كتب الطب في العصور الوسطى وهو الذي ساعد على شهرة الرازي كطبيب عربي مسلم.
كتاب المنصوري في الطب
: كتب الرازي هذا الكتاب لحاكم الري أبي صالح المنصور بن إسحاق وهو كتاب صغير ملخص للعلوم الطبية.
كتاب من لا يحضره الطبيب
: هذا الكتاب موجه للأشخاص العاديين والذي يضم عدة طرق لعلاج بعض الأمراض يمكن للإنسان تطبيقها دون الحاجة للطبيب في أي وقت.
كتاب بير الساعة
: هو منشور صغير كتبه أبو بكر الرازي عن الأمراض الشائعة التي يمكن علاجها في وقت قصير جدًا بدلا يتعدى ساعة، ومن تلك الأمراض وجع الأسنان والشعور بالصداع والشعور بألم البطن والشعور بالصداع ووجع العضلات والحكة ووجع الأذن وعدم الشعور بأحد الأطراف.
كتاب الطب الروحاني
: ويضم معلومات كثيرة جدًا عن الطب الروحاني.
كتاب الجدري والحصبة
: كان هذا الكتاب المرجع الأول لجميع أطباء أوروبا لفترة طويلة جدًا من الزمن.
كتاب المرشد
: يضم محاضرات للطلاب عن مبادئ الطب الأساسية.
كتاب الشك على جالينوس
: هذا الكتاب من أفضل مؤلفات الرازي انتقد فيه دراسات جالينوس وبالتحديد شكك في الأخلاط الأربعة وهم الدم والبلغم والصفراء ذات اللون الأصفر والصفراء ذات اللون الغامق، فيوضح لنا الرازي أن توازن تلك السوائل في الجسم من علامات صحة الإنسان ودرجة الحرارة الجسم المثالية، كما قال أن دراسات جالينوس تتعارض مع دراسته السريرية.
كتاب السيرة الفلسفية
: وهو أشهر مؤلفات الرازي في علم الفلسفة الإسلامية.
كتاب سر الأسرار
: من مؤلفات أبو بكر الرازي في علم الكيمياء.[4]