من العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية
العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية هو
أحمد بن ماجد
هو العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية
.
إن العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية هو أحمد بن ماجد، فالبوصلة كانت وما زالت اختراعاً هاماً في علم الملاحة، واسم بن ماجد كاملاً هو أحمد بن ماجد بن محمد بن عمرو بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين ابن أبي معلق السعدي ابن أبي الركايب، ولد بن ماجد في مدينة جلفار بجوار رأس الخيمة وهي مدينة ساحلية للإمبراطورية العُمانية، وعلى الرغم من أن تاريخ ميلاده غير معروف إلا أنه يقدر بأنه وُلد بين عام 840 هـ وعام 890 هـ، وهكذا أيضاً يُعد تاريخ وفاته مجهولاً ولكنه قد يكون عام 906 هـ إذ لم تظهر له أي قصيدة بعد هذا العام.
ويخبرنا أحمد بن ماجد في قصائده أنه عرف علم الملاحة وركب البحر منذ صباه، ويقال أنه ابن بحار، وأن أبيه الأديب البحار عنى بتعليمه الكتابة والقراءة في أوقات فراغه من أعمال البحر الشاقة، وكان بن ماجد طموحاً متطلعاً فكان يقرأ في كتب الأدب والفلك والمؤلفات في علم الملاحة، وما ساعده على مواصلة تعلم القراءة والكتابة هو أن عائلته ميسورة الحال، فلم يكن هناك من مشاكل المعيشة ما يشغله عن القراءة وتوسيع ثقافته الملاحية والأدبية.
ومن شدة طموح أحمد بن ماجد أنه بلغ من الشهرة ما لم يبلغه أحد من مشاهير عصره من الملاحين، فهداه طول تأمله في النجوم ورصد قياساتها وموقعها إلى اكتشاف قياسات واختراعات لم تكن معروفة من قبل، فكان بن ماجد هو العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية ، كما هدته أسفاره الكثيرة إلى معرفة الخطوط البحرية لكثير من الأماكن، فذهب إلى عدة رحلات جريئة لم يسبقه إليها أحد مثل سفره من كاليكوت إلى جدة ومن ثم إلى بنجلاديش. [1]
العرب أول من اخترع البوصلة
إن العرب أول من اخترع البوصلة، ولتأكيد هذا علينا الرجوع إلى
المخطوطات القديمة
والمصادر الصينية، وقد كان الاعتقاد السائد في أوربا بأن الأوربيين أنفسهم هم الذين اخترعوا البوصلة البحرية، فظهرت العديد من البحوث التي تستهدف الوصول إلى أول من ابتكر البوصلة هل هم العرب أم الصينيون أم الأوربيون؟ فلم يكن (فلافيلو جيولا) أول من ابتكر تعليق الإبرة الممغنطة على محور لتتحرك حركة حرة؛ بل سبقه في ذلك
أحمد ابن ماجد
العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية (بيت الإبرة)، ونستدل على ذلك ما كتبه في كتاب الفوائد الذي ذكر فيه (ومن اختراعنا في علم البحر تركيب المغناطيس على الحقة بنفسه ولنا فيه حكمة كبيرة لم تودع في كتاب).
كما أن لابن ماجد آراء في اختيار المكان المناسب لتثبيت البوصلة (بيت الإبرة) أثناء صنع السفينة نفسها، فقد كان لها مكان ثابت ومعلوم توضع فيه، ويحدد هذا المكان في هيكل السفينة قبل سحبها إلى الماء، وهو مكان يجب أن يتحقق فيه استقرار للبوصلة حتى مع حركة السفينة أثناء هياج البحر، وبهذا نستطيع القول بأن العرب أول من اخترع البوصلة وبالتحديد أن أحمد ابن ماجد العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية ، فلم نجد مرجعاً لأمم أخرى يهتم بموضع البوصلة (بيت الإبرة) في هيكل السفينة.
وكذلك يمكن القول أن إسناد الفضل للصينيين في اختراع البوصلة وتطبيق خاصية التعرف على الاتجاه باستخدام الإبرة الممغنطة الطافية على الماء هو أمر عار من الصحة، فإذا نظرنا إلى الحالة السياسية التي كان فيها العرب والصينين سنجد أن العرب كانوا مستنيرين، وتتقدم دولتهم سريعاً في مجالات العلوم والسياسة، وخضعت لها عدد من الإمبراطوريات مثل الرومانية والفارسية، كما أنهم طوروا وابتكروا الكثير في علوم الجبر وحساب المثلثات والكيمياء، وطوروا آلات الملاحة؛ بينما نجد الصين فين نفس الفترة دولة ضعيفةتغلب عليها الثورات والاضطرابات الداخلية، مما جعلها مطمعاً للمغول، وإحقاقاً للحق فقد طور الغربيون البوصلة في القرن التاسع عشر وجعلوها تعتمد على المجال المغناطيسي الأرضي في حركتها، كما ابتكروا بوصلة الجيرو المعتمدة على دوران الأرض، ولكن هذا لا يمنعنا من التمسك بحقنا في القول بأن العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية هو أحمد بن ماجد. [2]
شكل البوصلة قديماً
- حجر مغناطيسي.
- دلك الإبر الحديدية بحجر مغناطيسي.
- إبرة ممغنطة في نخاع البيلسان وجعلها تطفو فوق الماء.
- إبرة ممغنطة في حلقة من خشب السنط وجعلها تطفو في وعاء به ماء.
- قطعة حديد ممغنطة على شكل سمكة تطفو على الماء.
- إبرة على طرف محور مثبت في حقة.
تطور شكل البوصلة عبر الزمان، فبالطبع شكل
البوصلة
قديماً مختلفاً عن شكلها الآن، ففي قديم الزمان كان القدماء يستخدمون الحجر المغناطيسي الطبيعي لمعرفة الاتجاه على البر، ثم اكتشفوا خاصية المغنطة بدلك الإبر الحديدية بهذا الحجر، وتعليقها تعليقاً حراً في الهواء فتأخذ وضعاً يُشير إلى الشمال أو الجنوب، ثم تطور الأمر فأصبحت الإبرة الممغنطة تطفو فوق الماء وذلك بغرسها في نخاع البيلسان، أو وضعها في حلقة خفيفة من خشب السنط في وعاء ملئ بالماء، ثم أصبحت على هيئة قطعة حديد ممغنطة على شكل سمكة تطفو على الماء، وأخيراً كان العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية هو أحمد ابن ماجد، والذي طور من شكلها في عام 1450 م فجعلها إبرة موضوعة على طرف محور مثبت في حقة لتتحرك حركة حرة فوق قرص.
كل تلك الاشكال انحصرت فيما بين العرب والفرس قديماً في المحيط الهندي، إلى أن طور ابن ماجد في القرن الخامس عشر شكل البوصلة، ثم انتقلت فكرة الإبرة الممغنطة التي تطفو فوق الماء إلى الأوربيين عن طريق العرب خلال الحروب الصليبية، ووص اختراع ابن ماجد إلى الإيطالين في القرن السادس عشر وحروفوها إلى اسم البوصلة المأخوذ من الترجمة الحرفية لكلمة (حقة) والتي تُعني الصندوق. [2]
إنجازات ابن ماجد في مجال الملاحة البحرية
- قوانين الربان.
- قوانين السفينة ومن عليها.
لم يتوقف العالم المسلم الذي اخترع البوصلة البحرية عند هذا الاختراع وحسب، فإن إنجازات ابن ماجد في مجال الملاحة البحرية كثيرة، فقد وضع دستوراً للبحر لكل الأحوال والعصور، وهو الرجل الملقب بأسد البحر وشيخ رباببنة المحيط، الذي قضي ما يقرب من خمسين عاماً من عمره في المحيط الهندي، فوضع للملاحين قوانين صارمة تحفظ لهم أمنهم وسلامتهم، وكذلك لم ينسى أن السفن والشُحنات.
قوانين الربان:
يشترط في اختيار الربان بأن يكون على مستوى أخلاقي رفيع، وأن يكون حاصلاً على القدر الكافي من الفنون الملاحية وعلم الفلك، وكذلك مقيماً لطاعة ربه، وقد ذكر ابن ماجد عديد من المراجع التي يحث الربان على مذاكرتها مثل كتاب (جامع المبادئ والغايات في علم الميقات) لعبدالرحمن بن عمر من علماء القرن الرابع الهجري، وكتاب (صور الكواكب) الذي يصور شكل الكواكب والنجوم وأبعادها للعالم عماد الدين إسماعيل.
قوانين السفينة ومن عليها:
نهى بن ماجد الركاب عن كثرة المزح التي قد تجلب الشر والبغضاء، كما نهى عن شحن السفينة بما يزيد عن الحمولة المقررة لها، وأمر بفحص السفينة بحثاً عن أي خلل بها قبل أن تُبحر، والاهتمام بفحص البوصلة. [1] [2]