ما هو قصاص الأثر ؟.. وأبرز صفاته ومميزاته
ما هو قصاص الأثر
قصاص الأثر هو
موهبه تعتمد على الذكاء الفطري يخلق بها الإنسان لتقفي أثر الأقدام والحوافر والخفاف كما يتم تقفي أثر الفرائس والحيوانات
، ولقد بدأ هذا العلم منذ قديم الأزل مما كان سبب في أكتساب خبرات على مر السنين لتقفي أثار الأقدام، والذي قد زاد مع التجارب، وقصاص الأثر يمكنه تقفي أثار المجرمين في الصحراء حتى وإن كان قد مر على حدوث الجريمة مدة تصل إلى سنوات؛ لهذا السبب فلقد تم تشبيه وظيفة قصاص الأثر في الصحراء بالبحاث الجنائي حيث أنه يقوم بالبحث بين الأدلة والحقائق حتى يتمكن من الكشف على الحقيقة.
وذلك يعود إلى أنه يوجد علامة مميزة للأقدام وفقًا لعنصر الوراثة من الأبناء إلى الآباء إلى الأجداد والتي تساعد متقفي الأثر في الكشف عن صاحب الأقدام، والعوامل الطبيعية تعتبر من أهم العوامل التي تساهم في معرفة صاحب القدم مثل أشعة الشمس والرطوبة والرياح التي تكون سبب في تكون الرمل بطريقة محددة وعندما يمر من خلالها أي شخص تتغير أماكنها سواء كان الأثر في مكان من الزلط أو الرمل، ومن ضمن مهارات قصاص الأثر أنه يمكنه معرفة الوقت الذي قد سارت به آثار الأقدام، ويتم هذا من خلال التأكد إذا كانت الأقدام مطموسة فإن هذا دليل على مرور الكثير من الوقت على سير الأقدام.
إن دور قصاص الأثر كان سبب في قلة حدوث الجرائم في الصحراء حيث يتم ترك الإبل سارحة في الصحاري بدون رقيب ولا يتمكن لأي شخص الأقتراب منها، وذلك لأن قصاص الأثر يمكنه التعرف على مرتكب الجرائم على الفور من خلال معرفة الإتجاه الذي قد صارت به الإبل، ومعرفة أصحابها الذين قد قادوها سواء كانوا من خارج القبيلة أو من داخلها؛ لهذا السبب فإن الجاني سوف يفكر كثيرًا قبل القيام بأي خطوة حيث أنه حتى وإن حاول إخفاء الأثر سوف يتم التعرف عليه؛ وذلك لأن السارق الذي يقوم بجريمة السرقة يكون حامل للعديد من الأشياء؛ وبالتالي فإن خطوته أكثر عمقًا من الذي يسير بدون أن يحمل شيء، ويوجد العديد من العوامل التي تمكن متقفي الأثر معرفة مرتكب الجرائم.[1]
صفات قصاص الأثر
- الفطنة.
- الذكاء الفطري.
- دقة الملاحظة.
- الموهبة والخبرة المكتسبة.
- الخيال.
- معرفة الفروق بين الأثر.
- الصبر.
- ذا لياقة بدنية عالية.
ومهارة قصاص الأثر يتميز بها العرب عامة و
البدو
خاصة حيث أن لديهم مهارة كبيرة في هذا العلم، لقد قاموا بتنميتها على مدار السنوات، ولديهم قصص عديدة في الكشف على الأثر يكاد لا يصدقها العديد من الاشخاص، وذلك لأنهم يتمتعون بأهم الصفات التي يجب أن تتوافر في قصاص الأثر والتي تتمثل في الفطنة والذكاء الفطري ودقة الملاحظة هذا بالإضافة إلى أن لديهم خبرة طويلة في هذا المجال وقد مروا بالعديد من التجارب التي قد سهلت الأمر، وفي البدو يتم تفحص الدار في الليل والنهار وعند ملاحظة أي أثر غريب، فإنه يتم البحث جيدًا حول هذا الأثر إلى أن يتم الوصول إلى الحقيقة.
اسم مهنة تتبع الأثر
اسم مهنة تتبع الأثر هي
الجفير
او
قصاص الأثر
. ويتميز بمكانة كبيرة بين العرب والبدو، وذلك لأن هذا العمل الذي يقدمه يمثل أهمية بالغة فإنه وسيلة للكشف على المجرم الحقيقي في أي واقعة تحدث، وهذا سوف يضمن عدم تلطيخ سمعة العشيرة، ويتم الأعتماد على القص أيضًا في التعرف على أثر المواشي، وبالتالي فإنه لا يمكن الاستغناء على الجفير في رحلات الصيد.
قص الأثر عند البدو
إن قص الأثر عند البدو ذا أهمية بالغة؛ فإنه الوسيلة الأمثل للكشف على الجرائم بدقة، وقصاص الأثر يتميز بمواصفات فريدة مثل الفطنة والمهارة والذكاء، هذا بالإضافة إلى أنه يبدأ في عمل تتبع الأثر من الصفر حتى يمتلك الخبرة اللازمة والتي تزيد مع تعدد التجارب، ومن أهم العوامل التي جعلت من تتبع الأثر ذا أهمية لدى البدو ما يلي:
- الأراضي الصحراوية.
- عدد السكان محدود.
- الحذر من الغريب.
- الحد من المخاطر.
- هواية الصيد.
الأراضي الصحراوية:
إن طبيعة الأراضي الصحراوية التي يعيش بها البدو سهلت مهمة تقفي الأثر، وذلك لأنه من السهل أن يتم تقفي الأثر في الأرضي الصحراوية أو على الأراضي التي يوجد بها الزلط والتي تعتبر وسيلة يمكن من خلالها كشف العديد من الحقائق.
عدد السكان محدود:
لا يوجد عدد كبير من السكان في الصحراء، وهذا الأمر يسهل أن يتم تقفي الأثر لمسافات بعيدة والكشف على الحقائق من قبل أشخاص ذا خبرات وإمكانيات في تقفي الأثر ومعرفة الحقائق.
الحذر من الغريب:
إن طبيعة البيئة التي يعيش بها البدو تعرضهم إلى المخاطر؛ لهذا السبب يتم تقفي الأثر كوسيلة للحذر من الغريب ليتمكن البدو من المحافظة على أغنامهم وعلى أنفسهم وعلى عشيرتهم؛ لهذا السبب قد عملوا على تطوير علم تقفي الأثر منذ القدم.
الحد من المخاطر:
إن الحيوانات المفترسة في الأماكن الصحراوية تمثل خطورة بالغة على قانتي الأماكن الصحراوية؛ لهذا السبب فإنه يتم العمل على تنمية مهارة تقفي الأثر كوسيلة للحد من المخاطر.
هواية الصيد:
يتمتع البدو بمهارات عالية قد أكتسبوها على مر السنين في الصيد؛ لهذا فإن لديهم مهاره تقفي أثر الحيوانات بهدف الصيد؛ وذلك من خلال تحديد الأماكن التي يوجد بها ومن ثم يتم صيدها بسهولة.
اشهر قصاصي الاثر
- الصحابي مجزز المدلجي الكناني ( وكان شهير في علم تتبع الأثر ولقد أثبت أبوية زيد بن حارثة لأسامة).
- قبلية آل مرة اليامية الهمدانية.
على الرغم من أن مهنة قصاص الأثر قد مر عليها العديد من السنوات إلا أنه مازال يتم الاعتماد عليها حتى اليوم في الكشف على الحقائق، وتعتبر وسيلة لحل الكثير من المشاكل الاجتماعية، ووفقًا لما ذكره أحد متقفي الأثر على أن الحالات الصعبة في مهمة الكشف على الأثر عادة تكون بعد أن يتم مرور الكثير من الوقت على الحادث ويتم الإبلاغ عنها مؤخرًا، وفي هذه الحالة فإن العوامل الطبيعية المختلفة تكون قد أثرت على الأثر.
وسبب شهرة قبيلة آل مرة اليامية بمهاراتهم في تقفي الأثر أنه معظم أفراد
القبيلة
لديهم مهارة تقفي الأسر، وحتى إن وجد أشخاص آخرين من قبائل أخرى لديهم مهارة تقفي الأثر يطلق عليه في هذه الحالة مرية؛ لهذا السبب فإن مهارة تقفي الأثر أصبحت متنسبة إلى قبيلة “آل مرة”.
وذلك لأن هؤلاء الاشخاص يسكنون في الأماكن الصحراوية التي يمكن تقفي الأثر بها ويقضون معظم حياتهم بين الرمال، مما كان سبب في متابعة الأثر والذي قد أصبح مهارة لديهم مع مرور الوقت.[2]