رقية جبريل للرسول علية الصلاة والسلام


رقية جبريل مكتوبة


رقية جبريل هي :

  • (بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ)، وهذا الحديث رواه مُسلِم عن السيدة عائشة رضي الله عنها).
  • وعن أبي سعيد أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: ” بسم الله أرقيك من كل شيء يُؤذيك، من شر كل نفس، أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك.

سيدنا جبريل عليه السلام هو النبي الذي كان يحمل الوحي من الله ويُرسِله إلى الرُسُل بمنتهى الدقة والأمانة، فكان سيدنا جبريل يقوم برُقية رسولنا الكريم لأنه كان يهتم لأمره ويُحبَّه، بالإضافة إلى أن هذا الأمر شديد الأهمية بالنسبة للمسلمين، فمن خلال هذه الرُقى المُقدَّسة نتعرَّف على أهمية

الرقية الشرعية

وكيفية استخدامها وخاصة في أوقات الإصابة بالأذى والحسد.

علمًا بأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان يرى سيدنا جبريل على هيئة بشر في أغلب الأوقات، حيث أنه جاءه مرة في صورة دِحية بن خليفة، ومرة أخرى في صورة أعرابي من الجُفاة، كما أن الصحابة قاموا برؤية سيدنا جبريل على هيئة دِحية بن خليفة، ومنهم أم سلمة رضي الله عنها، وأحيانًا تجسَّد سيدنا جبريل في صورة مُقاتِل، وهذا ما وَرَد في الحديث الآتي: سعد بن أبي وقاص قال: (رأيت عن يمين الرسول صلى الله عليه وسلم وعن شِماله يوم أحد رَجُلين عليهما ثياب بيض، ما رأيتهما قبل ولا بعد) وهاذان الرجلان كانا المقصود بهما جبريل وميكائيل عليهما السلام. [1]


دعاء جبريل للرسول عند مرضه

بالرغم من أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ذو قيمة دينية عُليا، وله قَدْره ومَنْزِلته العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، إلا أنه بَشَرْ يتعرَّض للكرب والأذى والهموم، ومن رحمة الله على المسلمين، جعل لنا دروس دينية قوية من خلال السُنة النبوية الشريفة، والرُقى السابق ذِكرها كانت نماذج دينية عظيمة في التخلص من الأمراض والكرب والحصول على الشفاء، حيث أن سيدنا جبريل قام برُقية سيدنا النبي من الحسد ومن كل نفس خبيثة مؤذية تتمنَّى الأذى للغير، وهذه الرقية فيها درس مُستفاد عظيم وهو أن الحسد شديد التأثير على الإنسان، فهو يوثّر عليه بالسَلب ويُصيبه بالأذى في بدنه أو أمواله، ومن خلال الرُقى التي قالها سيدنا جبريل تبيَّن لنا عدة أمور هامة، وهي:

  • أنه يتم استخدام الرُقية في التعافي من الأذى.
  • استخدم سيدنا جبريل (باسم الله أرقيك)، وهذا يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو الذي ينفع الإنسان وينقذه من المِحَن التي يقع فيها.
  • لا بد أن الرقية التي يستخدمها الإنسان تكون مكوَّنة من أسماء الله وصفاته.
  • الله يُحِب ويرعى الرُسل والأنبياء ويُرسِل لهم الملائكة لمساعدتهم وإنقاذهم من الأزمات.
  • الحسد والعين من الأمور السيئة، وواجب على الإنسان أن يستخدم الرقية في التخلص من آثارهم السيئة. [2]


اللقاء الأول بين الرسول وسيدنا جبريل

كان عُمر رسولنا الكريم 40 عام حتى نزل سيدنا جبريل عليه بالوحي، واليوم الذي حَدَث فيه ذلك الحَدَثْ العظيم كان


الاثنين الموافق 21 من شهر رمضان الكريم


، والمكان الذي نزل الوحي فيه على سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم هو غار حراء، حينما جاءه سيدنا جبريل وقال له: اقرأ، ليرُد النبي عليه: ما أنا بقارئ، وظلّ سيدنا جبريل يقول للنبي: اقرأ ثلاث مرات حتى يرد النبي ويقول أيضًا ما أنا بقارئ، ثم قال سيدنا جبريل له (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) (العلق، 1 :3)، وبعد ذلك عاد سيدنا النبي للسيدة خديجة وهو يرجف ويقول لها: زملوني، زملوني، فزملوه حتى شعر بالاطمئنان والسكينة، وبعد ذلك جاء ورقة ابن نوفل وهو ابن عم السيدة خديجة، وحكى له الرسول ما صار معه، فأخبره ورقة ابن نوفل أن ما رآه هو سيدنا جبريل الذي أرسله الله لسيدنا موسى. [3]


صفات سيدنا جبريل

ذُكِرَ سيدنا جبريل في كتاب الله العظيم، حيث قال الله تعالى (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: 102)، والمقصود بالروح القُدُس في هذه الآية الكريمة هو سيدنا جبريل عليه السلام، والمقصود بالقُدُس أي الطهارة، كما أنه ذُكِرَ أيضًا في تلك الآية الكريمة (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ) (الشعراء: 192، 194)، وَصَف الله سيدنا جبريل بالروح في القرآن الكريم لعدة أسباب:

  • لأنه عالِ المقام.
  • لأنه الأمين على الوحي، حيث أنه يتولَّى أمر نزول الوحي على الرُسُل والأنبياء.
  • لأنه يتمتَّع بدرجة عالية من الروحانيات.

علمًا بأن سيدنا جبريل يتمتع بعدد من الصفات الأخرى مثل الكرم، كما أنه جميل الشكل وصورته بهيَّه، بالإضافة إلى أنه قوي، حيث قال الله تعالى عنه في القرآن الكريم (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (النجم: 5)، وهذه القوة التي استمتع بها سيدنا جبريل جعلت الشياطين تهرب منه خوفًا منه، كما أنهم إذا أرادو النَيْل منه سوف يفشلون بكل تأكيد، مع العلم أن الأوامر الإلهية التي كُلِّف بها يقوم بتنفيذها نظرًا لقوته وأمانته في تنفيذ المطلوب منه، ومن ضمن الصفات العظيمة التي يتَّصِف بها سيدنا جبريل هو أنه مُطاع، بمعنى أن أعوانه من الملائكة في السماء يحبُّونه ويُنفّذون أوامره حتى ينصرون رسولنا الكريم على أعدائه، ولا شك أن سيدنا جبريل كان أحب وأقرب الملائكة لله سبحانه وتعالى، حيث كان قريبًا من عرش المولى عز وجل، وهذا الأمر إن دلّ على شيء فإنه يدل على عظمة شأن جبريل عليه السلام. [4]


الهيئة الحقيقية لسيدنا جبريل

سيدنا جبريل كان قادرًا على الظهور بأشكال متعددة والتجسيد في صور وأجسام أخرى مختلفة عن الهيئة الحقيقة التي خلقها الله بها، وعن عدد المرات التي رأى فيها سيدنا النبي سيدنا جبريل بالشكل الحقيقي الذي خلقه الله به كانوا مرتين، حيث قالت السيدة عائشة في حديث رواه مُسلِم ((لم أره (يعني جبريل) عليه السلام على صورته التي خُلِق عليها إلا مرتين)، في المرة الأولى ظهر سيدنا جبريل بشكله حقيقي لسيدنا مُحمَّد حينما طلب النبي منه ذلك، والمرة الثانية كانت عند المعراج، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سُئِلَ عن سيدنا جبريل وقيل له كيف يأتيك الذي يأتيك؟، والمقصود من السؤال هو سيدنا جبريل فقال: (يأتيني من السماء جناحاه لؤلؤ، وباطن قدميه أخضر)، وعما رواه ابن حبان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول: (رأيت جبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى، وعليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه تهاويل الدر والياقوت) والمقصود بتهاويل الدُر أي الأشياء المُبهِجة التي تتَّسم بألوانها المختلفة، ومن الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشعر بالطمأنينة عند رؤية

سيدنا جبريل

، حيث أنه كان يرى عظمة الله سبحانه وتعالى التي تظهر بوضوح في خلق سيدنا جبريل، وفي قدرته الكبيرة على نقل القرآن الكريم وتوصيله إليه، وازداد اطمئنان سيدنا المصطفى حين رأى سيدنا جبريل أكثر من مرة. [5]