علام تدل شكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم
علام تدل شكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم
تدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالحيوانات
، وهذا الخلق من أخلاق النبي العظيمة، التي لم تقتصر على المؤمنين فقط، بل امتدت لتشمل جميع الأمم، وامتدت إلى الجن والإنس والدواب، والحيوانات، والطيور،
وكان النبي رحمة مهداة من الله عز وجل إلى الناس، وكانت رحمته تمتد أيضًا إلى الأشخاص الذين آذوه، ودعا عندما آذاه قومه عليه الصلاة والسلام بقوله (اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)، بدلًا من أن يدعي على قومه بالعذاب، بعد أن عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين، لكنه دعا أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده
أما ذكر قصة النبي عليه الصلاة والسلام للجمل، فهي تدل على رحمة النبي التي امتدت للحيوانات، فالجمل اشتكى له سوء معاملة صاحبه، وأنه ينهككه في العمل، ويجوعه، ولولا أن هذا الجمل كان يعرف أن النبي عليه الصلاة والسلام هو نبي الرحمة، لما كان الله ألهمه أن يشكو إلى الرسول عليه الصلاة والسلام.
أردفَني رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، ذاتَ يومٍ خَلفَهُ ، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أُخبِرُ بِهِ أحدًا أبدًا وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أحبُّ ما استترَ بِهِ في حاجتِهِ هدَفٌ ، أو حائشُ نَخلٍ ، فدخَلَ يومَ حائِطًا مِن حيطانِ الأَنصارِ ، فإذا جَملٌ قدِ أتاهُ فجَرجرَ ، وذَرِفَت عيناهُ – قالَ بَهْزٌ ، وعفَّانُ : فلمَّا رَأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حَنَّ وذرِفَت عيناهُ – فمَسحَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سراتَهُ وذِفراهُ ، فسَكَنَ ، فقالَ : مَن صاحبُ الجمَلِ ؟ فجاءَ فتًى منَ الأَنصارِ ، فقالَ : هوَ لي يا رسولَ اللَّهِ ، فقالَ : أما تتَّقي اللَّهَ في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَها اللَّهُ ، إنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تجيعُهُ وتدئبُهُ [1] [2]
والنبي عليه الصلاة والسلام كان يريد أن يعلمنا الرحمة، قال عليه الصلاة والسلام (ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء)، والرحمة يجب أن تكون لجميع المخلوفات، جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال له أنه لم يقبل أحدًا من أولاده، فقال عليه الصلاة والسلام له (أوأملك لك إن نزع الله من قلبك الرحمة؟!)
الحكمة من شكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم
النبي عليه الصلاة والسلام كان رحمة من الله للعالمين، بمختلف أديانهم، وأعراقهم وألوانهم، وتعاليم النبي عليه الصلاة والسلام كانت
تحثنا على الرحمة بالحيوانات
، والطيور، فما بالك بالرحمة بين بعضنا البعض.
جاء النبي عليه الصلاة والسلام ليعلمنا كيف نتعامل مع بعضنا البعض، وكيف نرحم بعضنا البعض ونسامح، ولا نقسو، يقول عليه الصلاة والسلام (والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيم)، وكان دائمًا يحثنا على الرحمة، وحتى الحيوانات، لم يسامح النبي مع يؤذي الحيوانات، أو يشوهها، أو يفجع حيوان بولده
قال صلى الله عليه وسلم: ((دَخَلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ ربطتْها، فلم تُطعِمها، ولم تَدَعْها تأكُل مِن خشاش الأرض))؛ رواه البخاري.
حديث النبي مع الجمل وشكوى الجمل سوء معاملة صاحبه إلى النبي عليه الصلاة والسلام تدل على أن النبي كان رحمة مهداة، وهذا من المعجزات أن يشكو جمل إلى إنسان، ولكنه ليس إنسانًا عاديًا، بل هو سيد البشر، وحديث النبي وتوبيخه لصاحب الجمل دليل على أن رحمة النبي تجاوزت البشر ووصلت إلى الحيوانات، وكان يعلمنا ألا نقسو حتى على الحيوانات، وألا نتخذ هذه الأرواح سبيل لتسليتنا في الصيد مثل الطيور، أو نقسو عليها في العمل ونحملها مالا تطيق وننسى أنه روحًا مثلنا تتعب وتحتاج للراحة، ومن يسيء إليها يتوعده النبي بالعذاب في الآخرة
وما يدل أيضًا على أهمية الرحمة بالحيوانات، أن النبي عليه الصلاة والسلام قرن بين الرحمة وبين دخول الجنة بالحيوانات، فيخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة دخلت النار لأنها ربطت هرة ومنعتها أن تأكل من بواقي الطعام، في الأرض، وهذا الأمر كان سببًا لدخولها النار، فلنتفكر بأهمية الرفق بالحيوانات!
وضرب عليه الصلاة والسلام مثلًا آخر عن رجل أحسن إلى كلب، فكان السبب أن يغفر الله له، ربما كان لديه ذنوب كثيرة لا تغفر، لكن رحمته بالكلب كانت سببًا لغفران الله له، قال صلى الله عليه وسلم: ((بينا رجُلٌ يمشي، فاشتدَّ عليه العطش، فنزل بئرًا فشرب منها ثم خرج، فإذا هو بكلبٍ يَلْهَث، يأكُل الثَّرَى مِن العطش! فقال: لقد بلَغ هذا مثل الذي بلَغ بي! فملأ خُفَّهُ، ثم أمسَكَه بِفِيهِ، ثم رَقِيَ فسَقَى الكلبَ؛ فشَكَرَ اللهُ له؛ فغَفَرَ له))!! قالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ قال: ((في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجْر))؛ رواه البخاري. [2] [3]
معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم مع الحيوانات
معجزات النبي عليه الصلاة والسلام مع الحيوانات كثيرة ومنها:
- شكوى الجمل للنبي عليه الصلاة والسلام
- الشاة الضعيفة التي تدر اللبن
- بركة النبي عليه الصلاة والسلام مع فرس أبي طلحة
شكوى الجمل للنبي صلى الله عليه وسلم
: الذي أخبره أن صاحبه يسيء معاملته، وبكى الجمل اثناء ذلك، وهذه الحادثة تدل على أن النبي عليه الصلاة والسلام جاء رحمةً مهداة للبشر والحيوانات.
الشاة الضعيفة التي تدر اللبن:
جميعنا سمعنا بقصة أم نعبد التي وصفت النبي عليه الصلاة والسلام وصفًا مفصلًا، وكان لديها شاة غير حلوب، ضعيفة، فقدم النبي عليه الصلاة والسلام وبدأ بحلبها، فإذا بها تدر اللبن، ” فرّجت مابين رجليها من كئرة اللبن) ودرت واجترت، ودعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيها ثجاً (منصباً جداً) حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم صلى الله عليه وسلم، ثم أراضوا (شربوا حتى رووا)”
بركة النبي عليه الصلاة مع فرس أبي طلحة:
كان لأبي طلحة فرسًا بطيئًا للغاية، وكان لا يسبق أي فرس آخر في المعركة، ثم أصبح هذا الفرس ببركة النبي عليه الصلاة والسلام سابق للفرس الأخرى، روى أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فركب فرساً لأبي طلحة بطيئاً، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: (لن تُراعوا، لن تُراعوا) رواه البخاري، قال أنس رضي الله عنه: “فوالله ما سُبِقَ (فرس أبي طلحة) بعد ذلك اليوم”. [4]