ما المواقف التي تدل على الرفق بالبهائم

من المواقف التي تدل على الرفق بالبهائم


من المواقف التي تدل على الرفق بالبهائم




تنظيف مكان الحيوان والاهتمام بصغارها

.

وإليك قصة عن الرفق بالحيوان حيث في يوم دق جرس المدرسة ليعلن عن انتهاء اليوم الدراسي فانصرف عمر من المدرسة ومعه زملاؤه يحيي ويوسف وأحمد ومشو في طريق العودة إلى منازلهم، ثم رأى عمر كلب صغير وجميل على جانب الطريق وكان يلتصق بالحائط ويبدو عليه الخوف الشديد فقال عمر انظروا إلى هذا الكلب الصغير فضحك يوسف قائلاً أخيراً وجدنا شي نتسلى به، فنظر عمر وحاول أن ينصحهم بالبعد عن الكلب والكف عن إيذائه فتأثر يحيي بكلام عمر ولكن خاف أن يسخر منه زملاؤه أحمد ويوسف فأخذ الأولاد الثلاثة يخيفون الكلب ويجذبونه من ذيله وكان الكلب يحاول الخلاص منهم وعمر مازال يصيح فيهم حتى يتوقفوا عن إيذاء الكلب ثم أتى رجل كبير وتوجه نحو الكلب وحمله بعيداً عن أيدي الأولاد فتوقفوا خجلاً وقال لهم الرجل الكبير من منكم يريد أن يفعل خير تجاه هذا الكلب الصغير، فذهب عمر يبحث عن الماء ثم قال يحيي وأحمد ونحن سنبحث عن إناء لنضع الماء فيه، فقال لهم الرجل الكبير أحسنتم يا أولاد هكذا يكون الرفق بالحيوان ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرفق بالحيوان.[1]

مظاهر الرفق بالحيوان

  • عدم حبس الطعام عنه أو تجويعه.
  • عدم إلحاق الضرر بالحيوان.
  • عدم اتخاذ الحيوان أداة للهو.
  • الإحسان إلى الحيوان عند الذبح.


عدم حبس الطعام عنه أو تجويعه

: حيث جاء في حديث عن البخاري ومسلم ( عُذِّبت امرأة في هِرَّة حبَسَتْها، لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض )، وحديث أبي داود أن الرسول صلى الله عليه وسلم مرَّ ببعيرٍ قد لَحِق ظهرُه ببطْنِه، أي هزيل من الجوع، فقال ( اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة وكلوها صالحة )، قد أخبر  رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن رجلًا نزل بئرًا فسقى كلبًا يلهث من شدة العطش، فشكر الله له فغفر له ولما سأله الصحابة عن الأجر في سقي البهائم قال ( في كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ ) رواه البخاري، وفِي حديث رواه مسلم ( ما مِن مُسلم يَغْرِس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصْغِي الإناء للهرَّة ـ أي يُمِيلُه ـ حتَّى تَشرب، ثم يتوضأ بما فَضُل منها ).


عدم إلحاق الضرر بالحيوان

: والمقصود هنا عدم تحميله ما لا يطيق أو إرهاقه في السير ففي مسلم وغيره قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سافرْتم في الخِصْبِ فأعْطُوا الإبل حظًّا من الأرض”، ورُوي عن أبي الدَّرداء قوله لبعير له عند الموت: يا أيُّها البعير لا تُخَاصِمْني عند ربِّك، فإني لم أكن أُحَمِّلُك فَوْق طاقتِك)، وأخرج الطبراني عن علي قال: ( إذا رأيتم ثلاثة على دابَّة فارجُموهم حتَّى يَنزِلَ أحدُهم ).


عدم اتخاذ الحيوان أداة للهو

: مثل الذين يستخدمون الحيوانات في التسابق مما يعرف اليوم بمصارعة الثيران فقد مرَّ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بفِتْيان من قريش نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَه، وجَعلوا لصاحبه كل خاطئة من نبْلهم، فقال لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنَ مَن اتَّخَذ شيئًا فيه روحٌ غرضًا، رواه البخاري ومسلم.


الإحسان إلى الحيوان عند الذبح

: وجاء في ذلك حديث الطبراني والحاكم وصححه: أنَّ رجلًا أضْجَع شاة ليَذْبَحها وهو يُحِدُّ شَفْرَته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  أتُريد أن تُمِيتَها مَوْتَات، هلَّا أحددْتَ شَفْرَتك قبْل أن تُضْجِعْهَا”؟، في حديث آخر  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ علي كل شيء، فإذا قَتَلْتُم فأحْسِنُوا القِتْلَة، وإذا ذَبَحْتُم فأحْسِنُوا الذِّبْحَة، وليُحِدَّ أحدُكم شَفْرَته، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَه” رواه مسلم. يقول ربيعة الرأي: (من الإحسان ألا تُذْبَح ذبيحة، وأخرى تنظر إليها)، روى أبو داود أن الرسول  صلى الله عليه وسلم كان في سفَر ومعه بعض أصحابه، فذهب لبعض شأنه، فأخذ جماعة منهم فرْخَيْن لطائر يُسَمَّى “قُبَّرَة” فجعلت تَحُوم وتعلو وتهبط لتُخَلِّص ولَدَيْها منهم، فلما رآها  رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن فَجَعَ هذه بولدها؟ رُدَّوا وَلَدَهَا إليها)، فالرحمة من أعظم الصفات التي تميز بها الرسول صلى الله عليه وسلم فقد حرص عليها ودعا إليها حيث قال فيما قال ومن مظاهر رحمته الرفق بالحيوان الذي سخره الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، ويجب على الإنسان المحافظة على هذه النعمة حتى يدوم الإنتفاع بها.[2]

نهي الإسلام عن تعذيب الحيوانات

  • عن جابر رضي الله عنه قال نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن الضَّرب في الوجه، وعن الوَسْمِ في الوجه رواه مسلم، حيث في هذا الحديث وعيد بالعذاب الشديد لمن يضرب الحيوان على وجهه واعتبر علماء الدين أن إيذاء الحيوان من كبائر الذنوب حيث أن ضرب الحيوان فعل فاحش قد يؤدي إلى تشوه الوجه.
  • قال ابن الأثير يقال:(وسمَه يَسِمه سِمَةً، إذا أثَّر فيه بِكَيٍّ)، ومنه الحديث: أنه كان يَسِم إبِلَ الصدقة، أي: يُعلِّم عليها بالكَيِّ، ومنه الحديث: وفي يده المِيسَم، هي الحديدة التي يُكْوَى بها، لقد وضع الإسلام أحكاماً عند التعامل مع الحيوان وكلها تؤكد لنا أن الإسلام هو دين الرحمة ولم تقتصر الأحكام على حيوان معين أو وقت معين ولكنها شملت جميع الحيوانات غير المؤذية وفي جميع الأوقات، وقد أوجب الاسلام على الإنسان إطعام الحيوان الذي يملكه لما في ذلك أيضاً فضل في تكفير الذنوب، والإحسان كذلك للحيوان عند استخدامه بأن تعطي له فرصة يستريح بعد سيره لفترة طويلة.[3]

حكم إيذاء الحيوانات في الإسلام


حكم إيذاء الحيوانات في الإسلام

حرام .

حيث أن قتل الكلاب أو القطط غير الأسود العقور عمداً ولغير غرض شرعي حرام ويجب على فاعله أن يستغفر ويتوب إلى الله فهو عليه إثم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها. قيل: يا رسول الله، وما حقها؟ قال: يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها يرمي بها ) رواه النسائي، والوعيد الوارد في هذا الحديث يشمل قاتل الحيوان الذي يؤكل لحمه والذي لا يؤكل لحمه، ومثل القتل كل ما في معناه، فعن أنس رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبر البهائم رواه مسلم، وفيه أيضاً عن ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً )، قال النووي رحمه الله قال العلماء صبر البهائم أن تحبس وهي حية لتقتل بالرمي ونحوه، وهو معنى لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً. أ ي لا تتخذوا الحيوان الحي غرضاً ترمون إليه، كالغرض من الجلود وغيرها، وهذا النهي للتحريم، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في رواية ابن عمر التي بعد هذه: ولعن الله من فعل هذا.[4]