فضل الدعاء باسماء الله الحسنى

فضل الدعاء باسماء الله الحسنى

  • زيادة ثناء العبد على الله تعالى.
  • يترك أثرًا إيجابيًا في نفس المسلم.
  • إتمام العبودية لله تعالى والخصوع له.
  • فيه تعظيم لله عز وجل.
  • التحذير من دعاء المخلوقين.
  • التوجه للتوبة بسرعة.
  • مراقبة الله عز وجل.


زيادة ثناء العبد على الله تعالى:

حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ” حديث صحيح، رواه الطبراني.


يترك أثرًا إيجابيًا في نفس المسلم:

عندما يدعو العبه ربه باسماءه الحسنى فهذا يزيد من يقينه بالإجابة ويزيد من حبه لله، وكما نعلم أن اليقين سبب من أسباب إجابة الدعاء، فمثلًا عند النظر إلى هذا الدعاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” رواه البخاري، نجد أنه يساعد العبد على اليقين والخضوع.


إتمام العبودية لله تعالى والخصوع له:

فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ” حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي، حيث أن الدعاء فيه ذل وخضوع لله تعالى، والعبادة أساسها الدعاء.


فيه تعظيم لله عز وجل:

حيث أن المسلم الذي يعلم أن الله -عز وجل- غفور ورحيم وكريم، وفي المقابل هناك عذاب شديد، وأنه سبحانه لا يعجزه أي شيء، ويرى ما تخفيه الصدور؛ كل هذا يزيد العبد في تمجيد الله تعالى، والخضوع له، والخوف منه، وقد قال –سبحانه وتعالى-: “نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ” (الحجر: 49، 50)، وقال –سبحانه وتعالى-: “إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ* إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ* وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ* ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ* فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ” (البروج: 12-16).


التحذير من دعاء المخلوقين:

وعدم المذله لغير الله –عز وجل-، فالمخلوقين لا يساوون شيئًا أمام قدرة الله تعالى؛ فقال الله تعالى: “ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ* إِنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ” (فاطر: 13، 14).


التوجه للتوبة بسرعة:

فعندما يعلم العبد أن “اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ” رواه مسلم، وقول الله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر: 53)، سيتأمل معاني هذه الآيات والأحاديث وسرعان مايتوجه إلى التوبة بالدعاء.


مراقبة الله عز وجل:

فتقول عائشة -رضي الله عنها-: “الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتِ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم -وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ- تَشْكُو زَوْجَهَا، وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾” حديث صحيح، رواه ابن ماجه، وقد قال الله تعالى: “مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (المجادلة: 7).

طريقة الدعاء باسماء الله الحسنى


يقترب المسلم من ربه بالدعاء باسماءه الحسنى بما يتناسب مع دعائه؛ فمثلًا عند الدعاء للاستغفار يتم ذكر اسم الله “الغفور”، وعند الدعاء بالرحمة يتم الدعاء باسم الله “الرحمن الرحيم”.

فضل الدعاء باسماء الله الحسنى عظيم وهو أقرب دعاء إلى الله تعالى إلى الإجابة، حيث جاء أمر الله الصريح بالدعاء باسماءه الحسنى وصفاته العلى في الآية: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا” (الأعراف:180)، وتتمثل طريقة الدعاء باسماء الله الحسنى في أن تدخل أسماءه جل وعلى في دعائك فتقول:”اللهمَّ اغفر لي وارحمني، إنّك أنت الغفور الرحيم، وتب عليّ يا توّاب، وارزقني يا رزاق، والطف بي يا لطيف”، وفي الحديث الشريف: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين”، رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني، وقد قال ابن القيّم -رحمه الله- في الدعاء باسماء الله الحسنى: “يسألُ في كلِّ مطلوبٍ باسمٍ؛ يكون مُقتضياً لذلك المطلوب، فيكون السائلُ مُتوسّلاً إليه بذلك الاسم، ومَنْ تأمَّل أدعيةَ الرسل -ولا سيما خاتمهم وإمامهم- وجَدَها مطابقة لهذا”.

وأعلم أن الدعاء بدون اسماء الله الحسنى أيضًا جائز ومستحب؛ حيث قال الله تعالى: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” (غافر: 60)، ولكن عندما تُدخل اسماء الله الحسنى يكون الدعاء أفضل وأحب عند الله تعالى؛ فقال الإمام ابن القيم:” ولهذا كان أفضل الدعاء وأجوبه ما توسل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته”.[1] [2]

فضل أسماء الله الحسنى

  • أحد أسباب دخول الجنة وأعظمهم.
  • معرفة الله عز وجل.
  • هي أساس كل عبادة.
  • الدعاء باسماء الله الحسنى أعظم أسباب الشفاء.
  • هي أحد أهم أسباب استجابة الدعاء.
  • الدعاء لله عز وجل باسماءه الحسنى من أسباب تفريج الهموم والكروب.


أحد أسباب دخول الجنة وأعظمهم:

فَعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَال: قَالَ رَسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “لله تِسْعَةٌ وَتِسَعُونَ اسْمًا مَائةٌ إلَّا وَاحِدَةً لا يَحْفَظُها أَحَدٌ إلا دَخَلَ الجَنَّةَ”، وفي رواية أخرى: “مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الَجنَّةَ”.


معرفة الله عز وجل:

عَنْ أَبِي كَعْبٍ -رضي الله عنه- قال: “أنَّ المشْرِكِينَ قَالُوا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يا مُحَمَّدُ، انْسِبْ لَنَا رَبَّكَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)”.


هي أساس كل عبادة:

فقَالَ أبو القَاسِم التَيْمِي الأصْبَهَانِي في أهميةِ مَعْرِفَةِ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: “قالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: أَوَّلُ فَرْضٍ فَرَضَهُ اللهُ عَلَى خَلْقِهِ مَعْرِفَتُه، فَإِذَا عَرَفَهُ النَّاسُ عَبَدُوهُ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: 19]، فَيَنْبَغِي للمُسْلِمِينَ أَنْ يَعْرِفُوا أَسْمَاءَ الله وَتَفْسِيرَهَا، فَيُعَظِّمُوا اللهَ حَقَّ عَظَمَتِهِ”.


الدعاء باسماء الله الحسنى أعظم أسباب الشفاء:

عندما مرض رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لم يجد جبريل –عليه السلام- خيرًا من أن يرقيه باسماء الله عز وجل، فَعَنْ أَبِي سَعيدٍ الخُدْرِي -رضي الله عنه-: “أَنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَشْتَكَيْتَ؟ قال: “نَعَم”. قَالَ: “بِسْمِ الله أرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيء يُؤْذِيكَ، ومِنْ شَرِ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَينِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ، بَسْمِ الله أَرْقِيكَ”.


هي أحد أهم أسباب استجابة الدعاء:

فقد دخل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- المسجد فسمع رجلًا يقول: “اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلا أَنْتَ، الأَحَدُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ: “لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بالاسْمِ الذي إذا سُئِلَ به أَعْطَى، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ”، وفي رواية أخرى: فَقَالَ: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِي بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِل بِهِ أَعْطَى”.


الدعاء لله عز وجل باسماءه الحسنى من أسباب تفريج الهموم والكروب:

فعَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: “كَانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُولُ: “لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ ورَبُّ العَرشِ العَظِيمِ”.[3]