اين صنعت اول کسوه للکعبه
اين صنعت اول کسوه للکعبه
صُنعت اول کسوة للکعبة في
جمهورية مصر العربية
،
وقد حصلت دولة مصر على شرف صناعة كسوة الكعبة كل سنة، وكانت العديد من المدن المصرية متخصصة في هذا، وقد ظل ذلك الشرف لجمهورية مصر العربية إلى عام 1962، وبعد هذا تولت المملكة العربية السعودية شرف تصنيع الرداء في مدنها.
أول من كسا الكعبة
إن أول من قام بكساء الكعبة كان تبع الآخر اليماني
(
أسعد الحميري
)، وقد كانت تُكسى القباطي، ثم تم كسائها البرد، أما أول شخص كسا الكعبة بالديباج كان الحجاج الثقفي، إذ أن تغيير كسوة الكعبة والذي تم التعبير عنه من خلال رفع الستار عنها من الأمور القديمة المعروفة، وقد تم كساء الكعبة في العصر الجاهلي ثم استمر الوضع هكذا في الإسلام، وقد ذكر البخاري في صحيحه وبالتحديد في باب كسوة الكعبة أن عمر رضي الله عنه كان يود تقسيم أموال الكعبة بين المسلمين، وعندما قالوا له إن صاحبيك لم يفعلا هذا، قال “هما المرءان بهما أقتدي”. [1]
سبب عدم كشف الكعبة
إن الحكمة من كسوة الكعبة وعدم كشفها هو
أن
الكعبة واحدة من الشعائر التي أمرنا الله بتعظيمها
،
فقد قال سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [سورة الحج: 32]، إذ يقع ضمن هذا إرهاب للأعداء كما فيه إظهار لعز ومكانة الإسلام والمسلمين العالية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا لا يُعتبر إحرامًا للكعبة، فهي جماد أي لا تُحرم ولا تؤدي نسكًا، ولكن يكسوها الناس كنوع من العبادة لله سبحانه وتعالى، وشكر له على الهدية التي جعلها لنا قبلةً نستقبلها، وألّف بها بين قلوبهم على الرغم من اختلاف الأجناس والبلاد، وما يتم القيام به من رفع كسوة الكعبة المبطنة بالقماش الأبيض في موسم الحج يتم فعله حتى لا يقوم البعض من الحجاج والمعتمرين بقطع الكسوة بالمقصات أو الأمواس من أجل الحصول على قطعة صغيرة منها طلبًا للبركة أو لأن تكون للذكرى. [2]
ماذا يفعل بثوب الكعبة القديم
إن ثوب الكعبة القديم يتم تسليمه إلى اللجنة التابعة للحكومة السعودية، إذ أن اللجنة تتولى عملية تقطيعها لأجزاء صغيرة، ومن ثم العمل على توزيعها كهدايا للشخصيات المرموقة والسفارات الموجودة بالمملكة العربية السعودية، وقد كشفت بعض المصادر الرسمية القيام بتفكيك أركان الكسوة في ظهر اليوم الثامن من شهر ذي الحجة وفقًا للخطة التي تقوم المملكة بتقديمها لتبديل الكسوة القديمة بالجديدة مع تطبيق الإجراءات اللازمة على الثوب القديم من حيث توفير مكان مناسب له لكي لا يتعرض إلى التلف وثم صرفه كهدية للمتاحف والكثير من الدول.
لماذا ثوب الكعبة أسود
لم يكن من اللازم كسوة الكعبة باللون الأسود قبل الشرع، إذا أنه كان يتم كسائها بكافة الألوان قبل وبعد الإسلام، إذ أن الحافظ ابن حجر قد ذكر في الفتح والأزرقي في أخبار مكة أن الكعبة المشرفة كان يتم كسائها بالأبيض والأسود والأخضر والأصفر حتى جاء الناصر العباسي ثم كساها بالديباج الأخضر، وبعدها كساها بالديباج الأسود، ثم استمرت بالأسود إلى الآن، أي أن الإسلام استخدم كافة الألوان ولم يتم القول بإنه اتخذ لونًا فريدًا به.
وعلى الرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: “البسوا من ثيابكم البيض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم”، ويدل على هذا ما في وُرد الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قائلًا: “رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حلة حمراء ما رأيت شيئا أحسن منه”، كما ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد دخل إلى مكة في يوم الفتح الأعظم لابسًا عمامة لونها أسود كما جاء في صحيح مسلم وغيره.
وكذلك ثبت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم عقد الألوية والرايات السوداء، فمن هذا ما رواه أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص ومعه راية سوداء، وفي مسند الشاميين: كان لرسول صلى الله عليه وسلم لواء أسود، كما كان الخلفاء الراشدون والصحابة رضي الله عنهم يستخدمون كل الألوان في ملابسهم، وراياتهم وألويتهم. [3]
ان الكعبة من الأماكن الدينية الأثرية القديمة للغاية، والتي قام الأنبياء منذ القدم بالمحافظة عليها وكسائها كل عام، ومن بعدهم قام المسلمون بذلك، ومن الجدير بالذكر أن السبب الرئيسي وراء عدم كشف الكعبة هو تنفيذ الآية القرآنية التي حثنا الله فيها على تعظيم شعائره ومنها الكعبة التي تُعد من أعظم تلك الشعائر، وهذا حتى يتضح للحاقدين ومن يتربصون بالكعبة والدين على مدى أهميتها وقداستها عند المسلمين.
ويجب العلم بأن كساء الكعبة لا يُعتبر فرضًا ولا تركها مكشوفة حرام، ولكنه شيء من باب شكر الله عز وجل على نعمته التي أنعم بها علينا والمحافظة عليها، فيجب شكر لله على ذلك المكان المقدس الذي يجمع بين المسلمين من كل بقاع العالم بحيث يتساوون جميعًا في المكانة.
ما حكم أخذ قطعة من كسوة الكعبة للتبرك
لا يجوز
أخذ قطعة من كسوة الكعبة للتبرك
، إذ أن هذا أمر منكرٌ، كما أن مجلس هيئة كبار العلماء قد درس هذا، وأصدر قراره بمنع القيام بهذا الأمر، وعدم جعل الناس باستطاعتهم فعل هذا الشيء، إذ لا يوجد دليل ولا أصل له، ولكن الجائز شرعًا هو استلام الحجر، تقبيل الحجر، استلام الركن اليماني، ولمس الكعبة ووضع اليد على جدارها من الداخل كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. [4]
صناعة كسوة الكعبة
قد عُرفت تلك العادة منذ صدر الإسلام، ويتم تجهيزها إلى صباح يوم عرفة، فهو الميعاد المخصص لغسل الكعبة وتغيير الكسوة، ومن الجدير بالذكر أن هذا الحدث تقوم الكثير من الفضائيات ببثه مباشرةً حتى يستطيع كل المسلمين رؤية الكعبة بكسوتها الجديدة وهي تستقبل الطائفين صباح يوم العيد، أما صناعة الكسوة فهي تمر بسبع مراحل، وهي:
- الصياغة.
- النسيج الآلي.
- النسيج اليدوي.
- المختبر.
- الطباعة.
- التطريز.
- تجميع الكسوة.
وفي عام 1346 تم كساء الكعبة بأول كسوة تم صناعتها في مكة المكرمة، وقد استمرت دار الكسوة تصنعها منذ هذا الوقت إلى عام 1358 وحينما تم إغلاق الدار عادة صناعة الكسوة إلى القاهرة بالاتفاق مع الحكومة السعودية، ثم يتم إرسالها إلى مكة كل سنة وحتى عام 1381 الذي تم فيه إنشاء مبنى تابعًا لوزارة المالية السعودية بحي جرول لإدارة مصنع الكسوة، واستمر في ذلك العمل حتى عام 1397، ثم تم نقله إلى المقر الجديد الخاص بمصنع الكسوة في حي أم الجود حتى اليوم الحالي بواسطة الأيدي السعودية، أما ستار باب الكعبة فتم صناعته من الحرير الخالص، بارتفاع ستة أمتار، وأسفل حزام الكعبة يوجد آيات وأدعية تم تطريزها بتطريز بارز ويُغطيها سلك فضي مطلي بالذهب يحيط بكل الكعبة. [5]