ماذا يسمى من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر
من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر يسمى:
المنافق
هو من يُظهر الإيمان ويبطن الكفر
. ومفهوم النِّفاق في الشرع هو إظهارُ الإسلام، وإبطانُ الكفر والشرِّ، وينقسم النفاق إلى نوعينِ وهما: نفاق اعتقادي ونفاق عملي، وقد قال تعالى في المنافقين {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ * الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [سورة التوبة: 64 – 68]. [1]
النفاق الاعتقادي
إن النفاق الاعتقادي هو النفاقُ الأكبر، وفيه يُظهر الشخص إسلامه، ويُبطِن كفره، وذلك النوع من النفاق تم إخراجه من الدين كليًا، مثل: الكفر، الاستهزاء بالدِّين والسخرية من أهله، عدم الإيمان، والميل إلى أعداء الدين، وتتمثل أنواعه في ستة، ويكون صاحبُها في الدرك الأسفل من النار، وهي:
-
الأول:
تكذيب نبي الله صلى الله عليه وسلم. -
الثاني:
تكذيب ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام. -
الثالث:
بُغْض نبي الله صلى الله عليه وسلم. -
الرابع:
بُغْض بعض ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وسلم. -
الخامس:
الفرحة بانخفاض الدين الإسلامي الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. -
السادس:
الكراهية بسبب علو مكانة دين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
النفاق الأصغر
أو ما يُعرف باسم (النفاق العملي)، وهو القيام بعمل مثل أعمال المنافقين، ولكن الإيمان ما زال في القلب، وذلك لا يُخرج المسلم من الملة، والدليل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذَب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا ائتُمِن خان”، وفي رواية: “إذا خاصَم فجَر، وإذا عاهَد غدَر”.
إذ أن البعض من المسلمين نجد أن عقيدتهم سليمة، ويؤمنون بالله عز وجل، إلا أنهم يمتلكون بعضًا من صفات المنافقين، مثل: الكذب عند الحديث، والغَدْر إذا عاهدوا، وإخلاف الوعود، وهذا هو النفاق الأصغر أو العملي، أي يكون صاحبه مؤمنًا، ولكنه يمتلك خصلة من خصال الأشخاص المنافقين، وهو شيء خطير للغاية، فمن الممكن أن يتحول بعد هذا إلى النفاق الأكبر إذا لم يستطع التوبة منها.
من صفات المنافقين
- يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام
- المخادعة والمكر
- قلوبهم مريضة
يُمكن القول بأن أكبر الأخطار التي واجهت أمة الإسلام على مر الزمان كانت النفاق، ولذلك وعدهم الله تعالى بأسوأ مصير يوم القيامة، إذ سيكونون في الدرك الأسفل من النار، لأنهم أشر من الكافر الصريح، لأنهم لا يقومون بإظهار ما يعتقدونه، بل يعملون في الخفاء، ويلبسون رداء الأصدقاء والإخوة، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان”، ومن صفات المنافقين: [2]
الصفة الأولى: يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام :
كما جاء في قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ}، فبسبب حلاوة كلامهم وأفعالهم نحسبهم من المؤمنين، ولكن كشف الله حالهم وفضحهم إلى الأبد في قوله: (وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) إذ أن حقيقتهم هي الكفر وكره الدين الإسلامي، وفي تلك الآية تكذيب لما يدعونه، كما أوضح الله تكذيبه لهم بسورة المنافقين، فقال تعالى: {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}.
الصفة الثانية: المخادعة والمكر :
قال الله عز وجل: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} من سورة البقرة، إذ يخدعون الله والرسول والمؤمنين، وهذا يكون من خلال ما يظهرونه من الإيمان مع إخفائهم لكفرهم، فيظنون أنهم يخدعون الله بسبب جهلهم، وأن هذا ينفعهم عند الله تعالى، كما قال عز وجل: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ} سورة المجادلة.
الصفة الثالثة: قلوبهم مريضة :
قال الله تعالى على قلوبهم: {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}، وهذا المرض يتمثل في الشك حول حقيقة الدين الإسلامي مدى صلاحيته في حكم الأرض والدنيا كلها، وقد قال ابن عباس مفسرًا الآية: “في قلوبهم مرض: أي شك”، وقال البعض أنها: “أي في قلوبهم رياء”، وقد وعدهم الله بأن (لهم عذاب أليم) أي أنه يؤلم أجسامهم وقلوبهم بسبب ما صنعوه من أفعال وما سلكوه مع الناس من كذب، وخداع.
من صفات المنافقين التثاقل عن الصلاة وخاصة صلاتي
إن المنافقين يتثاقلون عن الصلاة، وخاصة صلاتي
الفجر والعشاء
،
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى لعباده آيات عديدة تُبين لهم صفات المنافقين، فقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [سورة المائدة:57، 58].
آيات عن المنافقين
أنزل الله عز وجل الكثير من الآيات في المنافقين، والتي تشتمل على صفاتهم، وعقابهم في الآخرة، وفي التالي بعض الآيات عن المنافقين:
قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ * وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ * مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [سورة البقرة: 8 – 18].
قال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاؤُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا} [النساء: 60 – 63].