اين دفنت فاطمة رضي الله عنها

اين دفنت فاطمة رضي الله عنها


دفنت فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلَّ الله عليه وسلم في البقيع

في زاوية دار عقيل.

ماتت فاطمة رضي الله عنها بعدها أبيها صلَّ الله عليه وسلم بأشهر، وكانت أول أهله لحوقًا به، ورد في صحيح مسلم عن عائشة


رضي الله عنها : (أن رسول الله صلَّ الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارّها فبكت، ثم سارّها فضحكت، فقالت عائشة :


فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلَّ الله عليه وسلم فبكيت، ثم سارك فضحكت؟ فقالت : سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت)، وروى ابن سعد في الطبقات عن محمد بن عمر قال : (حدثنا معمر عن الزهري عن عروة أن فاطمة توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر).

كانت فاطمة أول من يُصنع له نعش،

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين عن ابن عباس قال : (فاطمة أول من جعل لها النعش، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع بأرض الحبشة)، وقيل أن فاطمة قد دُفنت عند المسجد الذي يصلون فيه على الجنائز في البقيع ونفى عبدالرحمن بن أبي الموالي ذلك، وقال : (

والله ما ذاك إلا مسجد رقية، وما دفنت فاطمة إلا في زاوية دار عقيل بالبقيع، وبين قبرها وبين الطريق سبعة أذرع).


أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثني عبد الله بن حسن قال : (وجدت المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام واقفا ينتظرني بالبقيع نصف النهار في حر شديد، فقلت : ما يوقفك يا أبا هاشم هاهنا؟ قال : انتظرتك، بلغني أن فاطمة دفنت في هذا البيت في دار عقيل مما يلي دار الجحشيين فأحب أن تبتاعه لي بما بلغ، أدفن فيها، فقال عبد الله : والله لأفعلن، فجهد بالعقيليين فأبوا، قال عبد الله بن جعفر : وما رأيت أحد يشك أن قبرها في ذلك الموضع

).

توفيت فاطمة رضي الله عنها سنة


توفيت فاطمة رضي الله عنها

سنة إحدى عشرة،

في ليلة الثلاثاء في الليلة الثالثة من رمضان، وهي ابنة تسع وعشرين سنة.


توفيت فاطمة بعد أبيها صلَّ الله عليه وسلم بستة أشهر في السنة الحادية عشرًا من الهجرة،

أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن حسين قال : (سألت ابن عباس متى دفنتم فاطمة؟ فقال : دفناها بليل بعد هدأة، قال: قلت : فمن صلى عليها؟ قال : علي)، (وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن فاطمة


رضي الله عنها أوصت أن يغسلها علي


رضي الله عنه)، وقال الشوكاني أنه لا يعترض على وصيتها أحد الصحابة، وأنكر عليهم ابن مسعود ذلك ولكنه إنكاره لا يصح، وذهب الحنفية وأحمد إلى عدم جواز تغسيل الرجل لزوجته بعد الموت لانقطاع الزوجية، وذهب جمهور الفقهاء لجواز ذلك وهو الرأي الأصح، وهو الرأي الي عليه الصحابة وهم أعلم الناس بدين الله بعد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم.

روي عن وفاتها رضي الله عنها ما رواه أحمد في مسنده عن أبي رافع عن أمه سلمى قالت : (اشتكت فاطمة شكواها التي قبضت فيه، فكنت أمرضها، فأصبحت يوما كأمثل ما رأيتها في شكواها تلك، قالت : وخرج عليٌ لبعض حاجته، فقالت : يا أمّه اسكبي لي غسلا، فسكبت لها غسلا، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل، ثم قالت : يا أمه أعطني ثيابي الجدد، فأعطيتها فلبستها، ثم قالت يا أمه قدمي لي فراشي وسط البيت، ففعلت واضطجعت واستقبلت القبلة، وجعلت يدها تحت خدها، ثم قالت : يا أمه إني مقبوضة الآن إني مقبوضة الآن، وقد تطهرت، فلا يكشفني أحد، فقبضت مكانها، قالت: فجاء علي فأخبرته)، وهذا الوصف لا يصح، وقال الزيلعي في نصب الراية : (واعلم أن الحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وفي العلل المتنهية، وقال : هذا حديث لا يصح)، وضعفه ابن حزم، وقال عنه ابن كثير : (غريب جدًا).[1][2]

كم كان عمر الحسن والحسين عند وفاة فاطمة


كان عمر الحسن والحسين عند وفاة فاطمة

سبع سنوات، وثمانِ سنوات،

حيث وُلد الحسن في السنة الثالثة من الهجرة، ووُلد الحسين في السنة الرابعة من الهجرة، وقد توفيت فاطمة في السنة الحادية عشر من الهجرة.


وُلد الحسن في رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وتُوفي في المدينة سنة تسع وأربعين، وقيل خمسين، أو إحدى وخمسين، ودُفن في البقيع، وفي السنة الرابعة من الهجرة وُلد الحسين، وقد استشهد في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وقد أنجب الحسن والحسين بنين وبنات، منهم من استمر نسله حتى الآن، ومنهم من لم يكن له ذرية، وقال الذهبي رحمه الله عن بني الحسن : (بنو الحَسَنِ هُم : الحَسَنُ ، وَزَيْدٌ ، وَطَلْحَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَبْدُ اللهِ فَقُتِلُوا بِكَرْبَلاَءَ مَعَ عَمِّهِمُ الشَّهِيْدِ وَعَمْرٌو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالحُسَيْنُ، وَمُحَمَّدٌ، وَيَعْقُوْبُ، وَإِسْمَاعِيْلُ، فَهَؤُلاَءِ الذُّكُورُ مِنْ أَوْلاَدِ السَّيِّدِ الحَسَنِ وَلَمْ يُعْقِبْ مِنْهُم سِوَى الرَّجُلَيْنِ الأَوَّلَيْنِ : الحَسَنِ وَزَيْدٍ، فَلِحَسَنٍ خَمْسَةُ أَوْلاَدٍ أَعْقَبُوا، وَلزِيدٍ ابْنٌ، وَهُوَ الحَسَنُ بنُ زَيْدٍ، فَلاَ عَقِبَ لَهُ إلَّا مِنْهُ، وَلِي إِمْرَةَ المَدِيْنَةِ، وَهُوَ وَالِدُ السِّتِّ نَفِيْسَةَ، وَالقَاسِمِ، وَإِسْمَاعِيْلَ، وَعَبْدِ اللهِ، وَإِبْرَاهِيْمَ، وزيد، وإسحاق، وعلي رضي الله عنهم)

قال الذهبي رحمه الله : (أَولاَدُ الحُسَيْنِ هُمْ: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَعَلِيٌّ زِينُ العَابِديْنَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ ، وَلَمْ يُعْقِبَا)، فقد زعم البعض أن ليس للحسن والحسين ذرية، ولكن الرسوةل صلَّ الله عليه وسلم قال أن المهدي المنتظر سوف يون من ذريتهما، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : ( المهدي من عترتي، من ولد فاطمة).[3]

سيدة نساء أهل الجنة

قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم لفاطمة ابنته الحبيبة أنها ستكون سيدة نساء أهل الجنة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : (أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلَّ الله عليه وسلم، فقال النبي صلَّ الله عليه وسلم : مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، فقلت لها : لم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت، فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها عما قال؟ فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلَّ الله عليه وسلم فسألتها، فقالت : أسر إلي أن جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت، فقال :  أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين؟ فضحكت لذلك).

قيل أنها رضي الله عنها لم تضحك منذ أن فارقها أبيها صلَّ الله عليه وسلم، فقد بكت وتألمت لفقده، أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عن أنس رضي الله عنه قال : (لما ثقل النبي صلَّ الله عليه وسلم جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : واكرب أباه، فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم، فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب رباً دعاه، يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة رضي الله عنها : يا أنس، أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب)، ولم يمر إلا بضعة شهور حتى لحقت أم أبيها بأبيها.[4]