هل معوقات التفكير داخلية متعلقة بالشخص وخارجية متعلقة بالمحيط الخارجي


معوقات التفكير داخلية متعلقة بالشخص وخارجية متعلقة بالمحيط الخارجي



نعم

معوقات التفكير داخلية متعلقة بالشخص وخارجية متعلقة بالمحيط الخارجي.

فلقد أكَّد العديد من متخصصي علم النفس والصحة النفسية أن هناك معوّقات داخلية للتفكير وتَخُص الإنسان ومشاعره والمعتقدات التي يسير عليها في حياته والطُرق التربوية التي نشأ عليها وامتصَّها من المجتمع، وأيضًا المعوّقات الخارجية التي تَخُص التفكير الإنساني تتعلق بالمحيط الخارجي وما به من عوامل بيئية وتعاملات إنسانية.


معوقات التفكير الداخلية الخاص بالشخص

  • الخوف.
  • التطرُّف الفكري (التعصُّب).
  • الخمول.
  • الأنانية.


الخوف:

يخاف الإنسان بقوة من أي شيء يُعرّض طريقة تفكيره الحالية للخطر، أو بمعنى أوضح كل إنسان منا يسير على منهج تفكير مُعين في حياته، وينتابه الخوف لمجرد أنه يفكر في تقييم حياته من جديد أو إعادة النظر للأمور، وحتى تتضح المعلومة أكثر، فإننا نخاف كل ما هو جديد ونميل أكثر إلى المعتقدات الواضحة والتي ينتمي إليها الكثيرون، أما التفكير في التغيير واكتشاف أمور جديدة يجعل الإنسان قَلِق وخائف، وبالتالي يظل تفكيره محدوداً كالشخص الذي يسير في مكانه لا يتقدم ولو خطوة واحدة للأمام.


التطرُّف الفكري:

والمقصود به هو الانحياز لأساليب ومعتقدات وطرق فكرية معينة، وهذا التعصُّب بمثابة قماشة سوداء توضَع على عيون الفرد وتجعله غير قادر على معرفة حقيقة الأمور، وبالتأكيد ستجعله يقع في أخطاء كثيرة أبرزها الحكم الخاطئ على الأمور المحيطة به، وبالتالي إذا لم يتحلَّ الإنسان بالمرونة العقلية لا يستطيع أن يتقدَّم فكرياً ولا يُصبِح من ضمن قائمة الأشخاص الموضوعين، كما أن المتعصبين فكرياً ينتهجون مناهج حياتية معينة موروثة من الآباء والأجداد، ولا ينظرون إلى الحياة والمجتمع بأعينهم الشخصية، وإنما ينظرون إلى المجتمع بأعيُن آبائهم وعائلتهم بصفة عامة.


الخمول:

التفكير السليم والخمول أو الكسل لا يتقابلان أبداً، فإذا أردت أن تُفكّر بطريقة علمية وصحيحة لا بد أن تكون أكثر نشاطًا واجتهاداً، لأن حقيقة الأمور لا توضَح أبداً إلا بالمزيد من السعي والمجهود، كما أن التفكير الراقي الصحيح يحتاج إلى تحليل دائم للأمور وسماع وجهات النظر الأخرى كي تعرف طريقة تفكير الآخرين، وبالتالي تتوصَّل لطريقة يتم من خلالها التعرُّف عليهم والتواصل معهم، وكل هذه الصفات الحميدة لا توجد بالتأكيد في الشخص الكسول، ولذلك إذا أردت محاربة معوقات الداخلية التي تؤثر على طريقة تفكيرك عليك بمحاربة الكسل واكتساب مهارتيّ المبادرة والشجاعة.


الأنانية:

الإنسان الذي لا يفكر سوى في احتياجاته الشخصية ويريد فقط إسعاد نفسه بشتَّى الطرق، يُسمى إنسان مُتمركز حول ذاته، وبالتالي فإنه لا يرى سوى تحت أقدامه، ولا يستطيع أن يكون من المُفكرين أو أصحاب التفكير الصحيح، كما أنه يتَّصف بالجحود وعدم فهم مشاعر واحتياجات الآخرين، وهذه الصفات القميئة تجعله مكروهًا، وكراهية الآخرين له مرهونة بطريقة تفكيره الخاطئة، فإذا فكَّر بطريقة أكثر انفتاحاً وتخلَّى عن صفة الأنانية حتماً سيكون من المقبولين اجتماعياً. [1] [2]


معوقات التفكير الخارجية المتعلقة بالمحيط الخارجي

  • الانحياز لتفكير الآخرين.
  • التكبُّر والغطرسة.


الانحياز لتفكير الآخرين:

أو ما يطلق عليه (التفكير الجماعي)، وبمنتهى الوضوح يعني أن الآخرين هُم من يتّخذون قرارات الشخص ويؤثرون على حياته بطريقة ديكتاتورية تمنعه من الاستقلالية واتخاذ القرار والقدرة على التفكير في الخروج من المشكلات التي تواجهه في حياته، وهذا التسلُّط المبالغ فيه يجعله سجين تفكير الآخرين، وبالتالي لا يستطيع التفكير بمفرده في الأمور الشخصية لديه.


التكبُّر والغطرسة:

من أول وهلة يعتقد القارئ أن المقصود من هذه النقطة هو أن الشخص ذاته قد يكون متكبراً أو متغطرساً، ولكن هذا جانب واحد فقط من شرح تلك النقطة، بمعنى أننا قد لا نتّصف بهذه الصفات السيئة، وإنما مَن نتعامل معهم هُم يتصفون بها، وبالتالي لن يسمحوا للإنسان أن يُعبّر عن رأيه أو يُفكّر بالطريقة التي تحلو له، وسوف يُقيّدونه ويسجنون عقله حتى يجد نفسه غير قادر على ممارسة التفكير كباقي البشر. [2]


أبرز طرق السيطرة على معوقات التفكير الداخلية الخاصة بالفرد

  • التخلّي عن الخوف.
  • طرد الشك من العقل.
  • افتح صفحة عقلية جديدة.
  • التخلص من التفكير التشاؤمي.
  • اكتساب مهارة الثقة بالنفس.


التخلّي عن الخوف:

رَبَطَ العلماء بين التفكير السليم والسعادة في الحياة، فكلما ازدادت معوقات التفكير لديك ازداد الإحساس بالتعاسة، وأبرز ما يجعل الإنسان مقيداً من وجهة نظر المتخصصين هو الإحساس الدائم بالخوف، ولذلك تحرّر من الخوف الداخلي والخوف من نظرة الآخرين وافعل الأمور التي تدفعك للأمام وتجعلك ناجحاً.


طرد الشك من العقل:

كثير الشك يعيش في تعاسة ورُعب دائم، وصُنِّف الشك ضمن أهم المعوقات الداخلية التي تقف أمام الإنسان وتمنعه من تحقيق إنجازاته في الحياة، فَمَن أراد أن يطلق لعقله ولتفكيره العنان، عليه أن يكون قوياً وبعيداً تماماً عن التذبذب والتردد الذي يُضيّع الوقت.


افتح صفحة عقلية جديدة:

بمعنى أن التعلُّق بالماضي وما حدث فيه من فشل ومحاولات يُعيق تفكير الإنسان بشكل مباشر، ويجعل مشاعره سلبية مُتأثّرة بالأحزان السابقة، ولذلك لو أردت التحرر من العقبات الفكرية عليك أولاً أن تحرر من سجن الماضي وما به من شوائب عقلية تجعلك مشوَّشاً وكئيباً، وما تأخذه من ذكريات الماضي هو الخبرة والاستفادة مما حدث لك فقط.


التخلص من التفكير التشاؤمي:

التشاؤم يجلب الحزن، والحزن بدوره يجلب هبوط الهِمَّة والخمول ثم الوقوع في مصيدة الاكتئاب اللعينة، ولو أردت أن تتحرر من قيود المعوقات الفكرية الداخلية لا بد أن تستمتع بقدر من التفاؤل، أطلق العلماء على التفكير المتفائل مصطلح التفكير الإيجابي، وهذا سيجعلك تتخلص من القلق والنظرة السوداوية للأمور.


اكتساب مهارة الثقة بالنفس:

انخفاض مستوى الثقة بالنفس لدى الفرد يُعيق تفكيره ويجعله متأخّرًا في حياته، كما أنه لا يحصل على تقدير الآخرين واحترامهم له لأنه من البداية لم ينظر إلى نفسه نظرة تقدير واحترام، ولذلك لو أردت كسر حواجز عقبات التفكير والدخول في دائرة تفكير جديدة أكثر مرونة وقوة، لا بد من تنظر إلى ذاتك الداخلية وتتجاهل الأمور السطحية وقُل لنفسك (أنا استحق النجاح والتعبير عن أفكاري وآرائي دون قيود) وحتى لو كانت إمكانياتك الفكرية والشخصية ضعيفة، مع السعي والمثابرة ستصل إلى ما تريد. [3]


كيفية التحرر من معوقات التفكير الخارجية

  • لا تفعل ما يتوقعه الآخرون.
  • رأي الآخرين ليست كافياً.


لا تفعل ما يتوقعه الآخرون:

قال المتخصصون أن الإنسان لا بد أن يفعل السلوك الذي يجعله سعيداً ويتجاهل ما يتوقعه الآخرون، فإذا استمر على أن يفعل ما يريدونه الآخرون خوفاً من الانتقاد، فإنه يظل تعيساً لأنه سيكون تحت مظلّة طريقة تفكيرهم الخاصة، ولن يكون له القدرة على إبداء الرأي أو البوح بما يدور في ذهنه من أفكار.


رأي الآخرين ليست كافياً:

نحن أحياناً نأخذ برأي الآخر في العديد من الأمور المتعلقة بحياتنا، ولكن الأطباء النفسيين ينصحوك بأن لا تقيُّد تفكيرك وشخصيتك برأي الآخرين ونظرتهم إليك، فلو أردت أن تفكّر بطريقة عقلانية سليمة وتنجح في حياتك عليك أن تكتشف قدراتك وتطمح في تحقيق أقصى أهدافك، فلا بد من وجود ما تؤمن به في حياتك كي تستطيع التفوق. [3]