ما الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم
الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم
الادلة على ان جميع النعم من الله عز وجل بما فيها من صحة، وسعة في الرزق، وسعة في المال، والاولاد، هي من خلال الادلة القرآنية
- وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَیۡهِ تَجۡـَٔرُونَ (سورة النحل)
- قال تعالى : وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا {النحل: 18 }
- قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (سورة الحج)
- يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ (83) سورة النحل
اساس كل خير وكل توفيق ان يعلم المسلم ان كل الخير من الله عز وجل، وما شاء الله يكن وما لم يشأ لن يكن، لان الله وحده هو من يهدي من يشاء الى صراط مستقيم، فيؤمن المسلم، ويوقن تمام اليقين ان كل نعمة من الله عز وجل، فيجتهد بفعل الحسنات، ويترك السيئات
والخذلان الحقيقي ان يعتقد المؤمن ان النعم الموجودة في حياته في بفضله وليس بفضل الله عز وجل، والواجب ان ينسب المؤمن جميع النعم الى الله، ويعترف بذلك اعترافًا صحيحًا اساسه التوحيد، ومن انكر نعم الله سواء بقلبه وبلسانه فهو كافر
اما من اقر نعم الله عز وجل بقلبه، لكنه في بعض الاحيان ينسب النعم الى نفسه، كنسب النجاح والمال والرزق والاولاد الى حسن اختياره او فضله فهو ذنب يجب ان يتوب منه العبد، فالعبد هو الذي ينسب جميع النعم الى الله عز وجل
نعم الله عز وجل، نعم كثيرة لا يمكن ان يعدها المسلم، ومن واجبه عليها ان ينسبها الى الله عز وجل ويحمد الله في السراء والضراء، ويستقيم في حالة الشدة والرخاء، ويعرف الله في الرخاء كي يعرفه الله في الشدة، فالشخص الذي ينسى رب العالمين في الرخاء ينساه الله في اوقات الشدة، وهذه الصفة هي من صفات الكافرين، وهي تدل على تكبر العبد، قال تعالى : فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ {العنكبوت: 65 ـ 66 } [1] [2] [3]
حكم نسبة النعم لله تعالى مع الدليل
الواجب على المؤمن ان ينسب النعم الى الله عز وجل فقط، واعظم النعم هي نعمة الدين الاسلامي ونعمة ان يهدي الله عز وجل المسلم الى تمام الايمان والتوكل على الله، فلا تحدث الهداية بدون مشيئة الله، ولا تتحقق هداية المؤمن الا بتوفيق من الله، قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3]
لذلك يجب على المؤمن ان ينسب النعم جميعها الى الله، ويعرف ان مصدرها الله عز وجل، كي يحظى برضوان الله، لان نعمة الاسلام ومعرفة الله حق المعرفة والقيام بالطاعات والعبادة عاقبتها الجنة وهي اكرم عاقبة، والبقاء بصحة دائمة وشباب دائم، اما الكفر والضلال فعاقبته النار، ورد النعم الى اسبابها مع الكفر بمسبب الاسباب وهو الله عز وجل يكون مصيره الى النار، والدليل على ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) [فاطر:36]
ونسبة النعم الى الله عز وجل لا يكون باللسان فقط، بل يكون بالقلب والعمل الصالح، ومحبة الله، والخوف منه والشوق الى لقائه، والايمان بالله حق الايمان والتسليم لامر لله لأن الوحيد الذي يستحق ان يعبد، وصرف العبادة لغير الله عز وجل من اعظم صور الكفر بالنعم.
حكم نسبة النعم الى غير الله باللسان فقط
نسب النعم الى الله عز وجل لا يكون باللسان فقط، بل يكون باللسان والقلب والعمل
-
من صور نسب النعم الى الله بالقلب:
الايمان والتسليم التام لله رب العالمين، ومحبة الله تعالى ورسله والانبياء المرسلين الذين ادوا الامانة في تبليغ الدعوة، ويكون نسب النعم ايضًا بالخوف من الله ومحبة الله، والاستقامة -
يكون نسب النعم باللسان ايضًا:
من خلال الاعتراف بشكل صريح بنعم الله باللسان، وشكر الله باللسان والاكثار من الحمد، وتكرار النطق بنعم الله -
الشكر بالعمل
: الشكر بالعمل هو ترجمة لايمان القلب، فلا يصح ايمان بدون عمل، اي ايمان في القلب فقط بالله عز وجل، والتسليم له مع ارتكاب المعاصي بالافعال والتغافل عن الفرائض مثل الصلوات والصيام، ويكون الشكر بالعمل بالمداومة على الطاعات والالتزام بالفرائض
اذا تخلى المسلم عن هذه الصور الثلاث في الاعتراف بالنعم ونسبها الى الله عز وجل، واعتمد فقط على شكر النعم باللسان فهذا الامر خاطئ، واذا كان يكفر بقلبه، فهو كافر بالطبع، لكن التصديق والايمان المطلق والتوحيد مع نسب النعم لغير الله في بعض الاحيان على اللسان فهو تقصير يجب ان يتوب منه العبد وان يجاهد نفسه حتى يصل للطريق الصواب. [4] [2] [3]
هل شكر الناس ينافي نسبة النعم الى الله
من اساسيات الايمان والخير هو نسب النعم جميعها الى الله عز وجل، وحتى نعمة الايمان التي تعتبر من اهم واعظم النعم لا تكتمل وتتم الا برضا الله عز وجل وتوفيق منه
لكن بعض الاشخاص يخلطون بين نسب النعم الى الله عز وجل وبين شكر الناس على معروف قدمونه، وهذا الامر خاطئ بالطبع، لانه من الواجب على المؤمن ان يشكر من يسدي له خدمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ»، وفي رواية اخرى : «إن أشكرَ الناس لله عز وجل أشكرُهم للناس»، وهذا لا يعني انه يجب على المؤمن ان ينسب النعم والفضل في حياته لغيره، لكن من الواجب عليه ان يشكر الناس على احسانهم وعلى المعروف الذي قدموه له بالكلام الطيب والدعاء
كما ان شكر من قدم اليك معروفًا حتى لو كان المعروف بسيط هو من مكارم الاخلاق ومن الاخلاق العربية الاصيلة التي لا يجب التخلي عنها، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أُتي إليه معروفٌ فليكافئ به، فإن لم يستطع فليذكره، فمن ذكره فقد شكره»
هذا الامر يختلف تمام الاختلاف عن نسب النعم الى شخص غير الله عز وجل، وهذا من ضعف الايمان وليس من تمام الاخلاق، ويعتبر شرك اصغر، والفرق الوحيد بينه وبين الشرك الاكبر هو ان يوجه الشخص عبادته لغير الله، وينكر تمامًا نعمة الله، او جزء من الشرك ان ينسب الفضل الى شخص حتى لو كان من الاولياء، فيعتقد انه بيده ان يغير في الدنيا ويحول، ويعطي ويمنع، وينسى الشخص ان العاطي والمانع هو الله وحده. [5] [6]