ما حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام
حكم اكل الأطعمه المشتبهه بالحرام
الحكم هو
- محرمة اذا كان هناك دليل جازم على خلطها بشيء محرم مثل لحم الخنزير، والدم، وذبح الحيوانات بدون ذكاة شرعية، ويحرم تناول الاطعمة لشخص كل ماله قد جُمع بالحرام.
- اذا شك الشخص مجرد الشك بدون دليل قوي على وجود شيء محرم فيها مثل لحم الخنزير، فمن الافضل تجنبها حفظًا للدين، قال صلى الله عليه وسلم (دع ما يريبك الى ما لا يريبك)
- المبالغة في الشك بالاطعمة بدون اي دليل امر غير مستحب، لان الاصل في الاطعمة هو الاباحة، والله اعلم.
لا يجوز تناول الاطعمة اذا كانت مشتبهة بالحرام، واقرب الى كونها محرمة، واذا جزم الشخص ان الطعام محرم، وليس فقط عن طريق الوساوس، مثل التأكد من ان الطعام يحوي لحم خنزير، او غيره من الامور المحرمة، عندها يجب التوقف عن تناوله وتجنبه.
ومن الامور التي يجب معرفتها حول اصول تحريم الاطعمة هي ان الاصل هو الاباحة وليس العكس، ولا حرج من تناول الاطعمة ما لم يكن هناك بيان واضح وجازم ان هذه الاطعمة محرمة او ممزوجة مع محرم، اما الشك فقط فلا يمكن ان يبنى عليه تحريم الاكل، واذا كان الشخص يشك بشكل قوي من ان الاطعمة محرمة ومشبوهة، ويغلب عليه الظن عندما من الافضل ان يتجنب تناول هذه الاطعمة حفظًا للدين.
تناول الاطعمة المشبوهة لا يقتصر فقط على الاطعمة التي يشك الشخص بخلطها بنوع محرم من الاطعمة، انما ينطبق ايضًا على تناول الطعام الحلال، والابتعاد عن المحرمات
حيث افاد الائمة ان الشخص الذي كان كل مطعمه بالحرام، والظلم، واكل اموال الناس بالباطل، فيحرم الاكل منه، اما اذا كان اكثر ماله حرامًا، وليس جميع ماله قد جُمع عن طريق الحرام، فهنا يختلف الامر، ويختلف الفقهاء في التعامل معه، وتوصل الفقهاء الى ان تناول الطعام عنده مكروه وليس محرمًا
يختلف الفقهاء في اصل تناول الاطعمة من شخص ماله حرام، وتعددت الاراء، ولسنا بصدد ذكرها حاليًا، فمنه من رأى عن الشخص اذا زاد ماله الحرام عن الثلث، فيحرم كل ماله، والاخر رأى انه اذا كان اكثر ماله حرام، فكله حرام، واخر يجد ان تناول الطعام من شخص مطعمه حرام مكروه، لذلك نسأل الله عز وجل ان يلهمنا دائمًا ويعيننا عن الابتعاد عن المحرمات وتحري الطيب، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام “إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً) [المؤمنون: 51]. [2] [3]
هل حكم تناول الاطعمة المشتبهة بالحرام هو محرم
المحرم من الاطعمة هو الدم، الميتة، لحم الخنزير، وغيرها، واذا وقعت في الماء ولم يبقى منها شيء تصبح حلالًا، لان الاصل في الاطعمة هو الحلال وفقًا لما جاء به الفقهاء في الدين، ولا يمكن ان يطرح الطعام ويحلل بالشك فقط
ويرى ابن القيم ان الله عز وجل يخرج الخبيث من الطيب، والطيب من الخبيث، فإذا زال الخبث من الاطعمة، فينتهي التحريم، واذا وقع فيها الخبث، فهي محرمة، وبحسب الشيخ ابن تيمية، لا يوجد دليل من الكتاب او السنة على تحريم الاطعمة بشكل جازم اذا لم يكن هناك دليل واضح على وجود شيء محرم فيها مثل لحم الخنزير.
اي ان الشخص اذا كان يشك مجرد الشك بان الطعام محرم، فلا يمكنه ان يحرمه من تلقاء نفسه، لأن اصل الاطعمة هو الحلال، ونستدل على ذلك من حادثة لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الرعية، بين عمر رضي الله عنه لرعيته حل بعض الأطعمة التي كانت عند الكفار، وأجاز لهم تناولها وأكلها، ومن ذلك الجبن، وذبائح بعض الطوائف فقد وصف الجبن لعمر رضي الله عنه حين أصابه المسلمون من المجوس فأكلوا ولم يسألوا فقال رضي الله عنه: اذكروا اسم الله عليه، وكلوه
لذلك مثلًا في البلاد الاجنبية، من الافضل ان يتأكد الشخص من سلامة الاطعمة التي يكتب عليها حلال، ويأكل ويتوكل على الله. [1] [4]
الأطعمة المحرمة في الإسلام
الاطعمة التي تحرم في الاسلام وعلى يوجد عليها اي اشكال هي الاطعمة التي ذكر تحريمها في القران الكريم
- قال تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً [المائدة:96]
- قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ [المائدة:3] [6]
- قال تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ..)
ومن السنة الاطعمة المحرمة هي
- قال رسول الله عليه الصلاة والسلام (كل مسكر خمر وكل خمر حرام)
واتفق الائمة على
- تحريم اكل لحم الخنزير بكل انواعه
- تحريم اكل الدم لانه نجس
- تحريم الخمر وكل ما هو مسكر
أمثلة المشتبه بالمحرم
الاطعمة المشتبهة بالمحرم هي ثلاث مراتب
- المرتبة الاولى: ما يتأكد الشخص من حرمته، وهو محرم قطعًا
- المرتبة الثانية: هو ما يتأكد الشخص من انه مباح، وهو مباح قطعًا
- المرتبة الثالثة: وهو ما يحتمل التحريم والاباحة، وهنا من الافضل تجنبه، لكنه غير محرم
الاصل في الاطعمة هو طهارتها، والاصل في الحيوانات والارض الطهارة ما لم يثبت العكس، والاستثناء من ذلك هو الخنزير بالطبع، وهذا لا خلاف عليه بين احد، لكن بعض العلماء اختلفوا بلحم الكلب
كما ان لحوم الحيوانات لا يجب ان تؤكل ما لم تتم بالذكاة الشرعية، وهي طريقة الذبح الاسلامية التي تحلل اكل الحيوانات كالغنم والبقر والابل
والاصل في الدم هو نجاستها، والاصل في الميتة هو النجاسة، فلا يجب تناول الميتة، لانه اذا مات الحيوان يحتبس الدم في عروقه ويتعفن، وبالتالي اذا تناوله الانسان يمكن ان يصاب باضرار صحية، وهذا من رحمة الله تعالى بنا، فهو لم يحرم اي شيء الا وفيه مصلحة لنا
كما ان الاصل في كل شيء يضر بصحة الانسان هو التحريم، مثل تناول النباتات السامة، او الاطعمة المضرة بالصحة، والتي يمكن ان تؤدي لاضرار صحية جسيمة، مثال عليها السمك السام، او العقارب، او الحيات السامة، لان الله لم يرضى للمؤمن ان يلقي بيديه الى التهلكة
والاشتباه في الاطعمة له ابواب كثيرة لا يمكننا التفصيل فيها جميعها مثل
- الشبهة بوجود لحم خنزير في اللحم
- الشبهة بطريقة ذبح الحيوانات بطريقة غير اسلاميه مثل خنق الحيوانات
- الشبهة في الذابح للحيوانات
- الشبهة في تناول لحوم الحيوانات المقتولة بالصعق الكهربائي، او المسدس، او الحيوان المخنوق، او الحيوان الذي قتل عن طريق التخدير [5]