شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟
شبه الجزيرة العربية الموطن الأول
يُرجح أن تكون شبه الجزيرة العربية الموطن الأول
للساميِّن من نسل (سام) ابن سيدنا نوح عليه السلام
.
تعددت الآراء قديماً وحديثاً حول تحديد إجابة سؤال ( شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟)، ورغم كثرة الآراء للباحثين إلا أنها لا تُفضي إلى نتائج مؤكدة، ولكن يرجح الباحثين أمرين؛ أولهما: أن اتساع مساحة شبه الجزيرة العربية قد ساعد على النقاء الجنسي واللغوي بين أهلها إلى حد كبير؛ ولكن لا توجد سلالة بشرية لم تختلط بغيرها، فالاختلاط البشري هو ما يصنع تعدد الحضارات، وبهذا قد يكون
أصل السكان مختلط.
أما الأمر الثاني فهو: أن إجابة سؤال ( شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟) قد تكون في ترجيح أصل سكان شبه الجزيرة العربية يرجع لسلالة بشرية ذات خصائص متشابهة تعرف باسم
السلالة السامية،
أي أن العرب أصلهم سامي، وهو أمر رجحه العالم النمساوي (August Schlozer)، وتعود هذه التسمية إلى ابن سيدنا نوح -عليه السلام- والذي كان يدعى سام.
لغة السكان الأصليون لشبه الجزيرة العربية
على الرغم من أن شبه الجزيرة العربية هي الموطن الأول للعرق السامي؛ إلا أن
لغاتهم كانت متعددة
، فقد انقسمت اللغات السامية القديمة إلى فروع وكل فرع له قواعد ولهجات، وذلك قبل أن يوحد القرآن بينهم ويجعل اللغة العربية الفصحى هي اللغة الرئيسية، وبهذا كان هناك اختلاف في اللغة السامية الموجودة بين أهل شمال شبه الجزيرة العربية (العراق بممالكها والشام بممالكها)، وأهل وسط وغرب شبه الجزيرة العربية (مكة، ويثرب، والمدينة المنورة)، وأهل جنوب شبه الجزيرة العربية (اليمن بممالكها). ]كتاب تاريخ شبه الجزيرة العربية[1]
العرب في شبه الجزيرة العربية قديماً
بعد إنهاء الجدل حول إجابة سؤال ( شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟)، وجد أن هناك 3 أقسام لسكان شبه الجزيرة العربية من حيث القدم وهي:
العرب البائدة، والعرب العاربة، والعرب المستعربة
؛ أما من حيث النسب فيقسموا إلى:
قحطانية (منازلهم في اليمن) وعدنانية (منازلهم في الحجاز)،
ومن الجدير بالذكر أن هذا التقسيم لم يرد إلا في الكتب المدونة في الإسلام، فلا هو مذكور في كتب الجاهلية ولا مذكور في القرآن الكريم ولا التوراة، ويبدو أن هذا التقسيم نشأ بين العرب الذين سبق ذكرهم وقد دَونه فيما بعد العرب الباقون من أهل عدنان وقحطان.
العرب البائدة
- قوم عاد
- قوم ثمود
- طسم وجديس
- العماليق
العرب البائدة هم
العرب ذو النسب السامي الخالص
، ومنهم: قبائل عاد، وثمود وطسم وجديس وأميم وعبيل وجرهم والعماليق وجاسم وغيرهم، وفي بداية الأمر شك العلماء في وجود هؤلاء القوم لعجزهم عن إيجاد أسماء مشابهة لهذه القبائل في اللغات القديمة، ولكن بعد ذلك تمكنوا من العثور على تلك الأسماء ومعرفة بعض المعلومات عنهم.
قوم عاد:
أقدم الأقوام العربية السائدة، ولها طبقتان هما: عاد الأولى وعاد الثانية، والأولي كانت أكثر الأمم بطشاً، وقيل ان قوم عاد سكنوا اليمن في زمن النبي هود -عليه السلام-
قوم ثمود:
لم يروى عنهم الكثير ولكن يقال إنها كانت تسكن اليمن قديماً وبعدها اُخرجوا إلى الحجاز، وأثبتت الدراسات الحديثة أنهم عاشوا في شمال شبه الجزيرة العربية.
طسم وجديس:
ينسبان إلى لاوذ بن ارم بن سام بن سيدنا نوح -عليه السلام- ويقال إن موطنهم في منطقة اليمامة.
العماليق:
ينسبون إلى عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح -عليه السلام- وهم أقدم الشعوب التي خطت أرض فلسطين.
العرب العاربة
العرب العاربة هم عرباً غير خلصاء
، يطلق عليهم عرب قحطان نسبة إلى يعرب بن قحطان الذي أول من تحدث العربية بينهم. وقد أطلق عليهم ابن خلدون اسم عرب الجيل الثاني لأنهم اخذوا التقاليد والعادات واللغة العربية من العرب البائدة، وسكن هؤلاء العرب باليمن، وكانت الوثنية ديانتهم.
العرب المستعربة
يطلق اسم العرب المستعربة على
عرب عدنان نسبة إلى معد بن عدنان
من نسل سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إذ يقال إن سيدنا إبراهيم كان أعجمياً لم يكن يعرف العربية وبسبب إقامته في بلاد الحجاز اختلط بالعرب وعربيتهم، وقد أطلق عليهم ابن خلدون اسم العرب التابعين، ومن قبائلهم: عدنان والأوس وقريش والخزرج والغساسنة والمناذرة، وعاشوا في بلاد الحجاز. [2]
العصور الحجرية التي شهدتها شبه الجزيرة العربية
تُعد شبه الجزيرة العربية الموطن الأول للإنسان السامي البدائي، والذي عاش فيها حياة بدائية متواضعة يستعمل فيها أدوات بسيطة للدفاع عن نفسه ولصيد الحيوانات، وقد عُثر على بعض هذه الأدوات مناطق متفرقة؛ مثل: منطقة الاحساء وشمال شبه الجزيرة العربية واليمن وبعض دول الخليج العربي، وبعد معرفة الإنسان لحرفة الرعي تغيرت حياته تماماً وخاصة في العصر الحجري الحديث، فاستخدم الحيوانات في النقل والحرث، كما استأنس الحيوانات البرية.
ساعدت حياة الرعي الإنسان البدائي السامي في أن يتخذ من شبه الجزيرة العربية الموطن الأول له، وذلك بسبب سهولة التحرك والانتقال من مكان لآخر عن طريق الدواب والاتجاه نحو الأماكن الأكثر خصوبة التي يُسهل فيها إيجاد الطعام، كما بدأت معرفة التجارة في عام 3000 قبل الميلاد؛ ولا سيما بعد استئناس الجمال. [3]
مصادر البحث في تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم
- الآثار المادية الباقية
- النصوص العربية القديمة
- النصوص المسمارية
- مصادر التوراة
- كتابات الرحالة والمؤرخين
- آيات القرآن الكريم
كان لا بد للعلماء والباحثين أن يُفتشوا في تاريخ شبه الجزيرة العربية القديم للوصول إلى إجابة سؤال ( شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟) فقد تعاقب عدد من العصور القديمة والحضارات على تلك البقعة من الأرض، ولهذا تعددت مصادر البحث والتي تتضمن الآتي:
الآثار المادية الباقية:
بدء البحث بالآثار التي نقبَ عنها العلماء واكُتشفوا أنها تابعة للعصور البدائية الحجرية، فقد وجد الباحثون ما تركه الإنسان البدائي الذي اتخذ من شبه الجزيرة العربية الموطن الأول له من آثار معمارية بمختلف أنحاء المنطقة؛ مثل: المعابد، والأسوار، والسدود، والحصون، والمساكن، والمقابر، كما عثر على أدوات استعمال يومي، وأدوات للزينة. وكلما زاد الكشف عن هذه الآثار كلما زاد فهمنا لما جرى عبر العصور، ولهذا اهتم العلماء بدراسة الهياكل البشرية التي يتحدد بها مدى نقاء أو اختلاط السلالات.
النصوص العربية القديمة:
إن النصوص سواء كانت شخصية، أم سياسية، أم حربية، أم دينية فهي تعد تصويراً هاماً لعادات ومشاكل الشعوب.
النصوص المسمارية:
وهي التي توضح علاقة العراق وممالكها بالدوال المجاورة منذ القرن التاسع قبل الميلاد.
مصادر التوراة:
تؤخذ معلوماتها بحذر لما بها من قصص وأسفار قد أضافها الأحبار والرواة.
كتابات الرحالة والمؤرخين:
أُخِذت كتابات الرحالة والمؤرخين الإغريق والرومان في الحسبان للإجابة عن سؤال ( شبه الجزيرة العربية الموطن الأول لمن ؟)، فهؤلاء هم الذين زاروا شبه الجزيرة العربية وسواحلها سجلوا أسماء مُدنها وقبائلها وغيرها من الأمور التي قد تكون واقعية أو يطفو عليها جانباً من الخيال؛ ومن أمثلة هؤلاء الرحالة والمؤرخين: المؤرخ هيرودوت، وديودور الصقلي.
آيات القرآن الكريم:
آيات القرآن الكريم التي تكلمت عن أحوال الشعوب العربية والممالك، وآيات سيدنا إبراهيم وإسماعيل، وأقوام عاد وهود وسبأ وإرم وغيرهم. [1]