هل الحوار قديم قدم البشرية


الحوار قديم قدم البشرية



بالفعل

ان الحوار قديم قدم البشرية

.


يعتبر الحوار البشري قديم من قدم البشرية، وذلك لأنه يعود إلى تاريخها، وكان هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها التواصل وفهم بعضهم البعض، أيًا كانت طريقة الحوار أو التواصل بينهم ولكنها كانت وسيلة فعالة للفهم، يلعب الحوار دور كبير جدًا في فهم المشاهد التي تدور من حولك، والمساعدة على معرفة ما يقولونه الأخرون، كما يتيح لك أيضًا التعبير عن رأيك بمنتهى السهولة، فبدون حوار لن يكون هناك حياة، لأن حينها لم يفهم الناس بعضهم البعض، ويُعرف الحوار على أنه تعاون مجموعة من الأشخاص من أجل هدف واحد وهو فهم بعضهم بشكل سليم.


تعريف الحوار


يشير الحوار عادًة إلى أمرين مهمين وهما المحادثة الخارجية والفكرة الداخلية التي يتم التعبير عنها، فنجد ان المفهوم الأول يشير إلى الوقت الذي تتحدث فيه الشخصية، أو يتم فيها التواصل مع شخص آخر أو مجموعة أخرى، ويشير الثاني إلى الوقت الذي ينقل فية الراوي الأفكار والمشاعر الداخلية الخاصة به إلى القارئ أو إلى الجمهور بشكل عام، وكل ذلك بالطبع يتلخص في المحادثة التي تدور بينهم، سواء كانت تلك المحادثة بين شخصين أو أكثر، أو حتى أن كانت بين شخص واحد ولكنه يخاطب أو يحاور مجموعة كبيرة من الناس، على سبيل المثال مقدم البرامج عندما يحاور الجمهور، وفي الواقع كل ذلك لا يهم لأن الأساس والتركيز في النهاية يكون على الحوار الخارجي أكثر من الحوار الداخلي، وهو التعبير بالجسد والوجهة لغة الحوار الداخلية تعبر بشكل أساسي عن لغة الحوار الخارجية، وهي الطريقة التي يمكن بها أن يعبر الشخص عن ما سيقوله، فعلى الرغم من أن للحوار الناشئ وهو الكلام المتبادل تأثير كبير في فهم الناس بعضهم لبعض إلا أن لغة الحوار الجسدية لها دور كبير جدًا أيضًا في الفهم والتعبير، وذلك بغض النظر عن الأشخاص الذين يتعاملون بالغة الإشارة وهي اللغة الجسدية للحوار، إلا أن اللغة الجسدية تعبر عن الشعور الداخلي والانفعالات سواء كان هذا الشخص سعيد أم حزين، محب للحوار أم يريد إنهائة بسرعة يشعر بالغضب أو لا، كل تلك الأشياء ما هي إلا تعبيرات حوارية موجودة ومفهومة منذ قديم الزمن.


فبشكل عام يُشير الحوار إلى التنظيم والمشاركة العادلة بين جميع الأطراف والعمل على تحسين المفاهيم المتبادلة بين الأفراد واحترام كلًا منهم للآخر، سواء كان ذلك بين أفراد أو جماعات، وغالبًا ما نجد ان الغرض من الحوار هو تسهيل التعاون أو العمل على كيفية صنع القرار الصحيح، يمكن أيضًا استخدام تقنيات الحوار في التفاعلات الاجتماعية غير الرسمية، فعندها يتم استخدام المصطلح وتطبيقها بشكل صحيح وشائع في المحادثات الصغيرة أو الكبيرة، التي تم بالفعل تصميمها وتسهيلها بشكل هادف ولذلك من أجل تحقيق الأهداف اللازمة، مثل مساعدة الأشخاص على العمل معًا لحل مشكلة ما، أو لتطوير وتخطيط أو لتنفيذ المشاريع، أو لحل تعارض ناتج عن مناقشة ما، فيمكن للحوار أن يتخذ أشكال عديدة ومتنوعة مثل في المدارس والمجتمعات، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الحوار لالتماس التعليقات حول سياسة المدرسة المقترحة.


ومن خلال الحوار يتم إشراك الجمهور في قرارات المنطقة، وبالتالي بدء عملية التخطيط الاستراتيجي بشكل فعال وسريع، أو مثلًا التفكير في التقدم  ومعرفة القصور الموجودة في المبادرة، وبناءًا عليها يكون هناك تحسين للعلاقات في مكان العمل، وإنشاء شراكة تعاونية بين اثنين من الأشخاص أو أكثر والاستجابة التامة للأوامر أو القواعد المتبوعة، كل تلك الأشياء تعمل على تقليل التوتر بين الثقافات المختلفة وتقبل بعضها الأخر وتجنب سوء الفهم الذي قد يحدث، وقد يستمر لعدة ساعات أو حتى أيام وأشهر، فعلى الرغم من أن مدة الحوار يجب أن تكون كافية تمامًا حتى تسمح لجميع المشاركين في المناقشة بالتعبير عن رأيهم بكل أريحية وبشكل مفصل، إلا أنها يجب أن تكون مختصرة حتى لا يشعر الفرد الثاني بالملل من الحوار، فيجب اختصار الحوار في نقاط أساسية وواضحة وخلق نوع من التفاعل أثناء المناقشة حتى لا يكون الأمر ممل. [1] [2]


من أركان الحوار


  • رواية القصص.

  • الاكتشاف.

  • الاستفسار.

  • الكياسة.

  • التعاطف.


للحوار هو مفهوم دقيق وله عدة أشكال مختلفة تتمثل في أركان الحوار أو خصائصة، وذلك ما سوف يتم التعبير عنه فيما يلي:


رواية القصص:


يتم تشجيع المشاركين على التحدث عن تجاربهم الشخصية وتاريخهم الذي مروا به من سلبياته وإيجابياته مما يبعث في نفوسهم الثقة بالنفس، فعندما يتم تبادل الأحاديث ويستمع كل شخص لتجربة الآخر يساعده في ترتيب أولوياته والاستفادة من التجربة الملقاه، وذلك لأن لكل مشارك في الحوار ثقافة وفهم وعادات وتقاليد مختلفة عن الآخر.


الاكتشاف:


يسمح الحوار للمشاركين باكتشاف الرؤى والأفكار الجديدة ووجهات النظر المختلفة وكيفية التعبير عنها، وذلك عندما يبدأ الحوار بأسئلة لم يتم الإجابة عنها من قبل أو أفكار جديدة مما يجعل الشخص المشارك يُطلق عنان فكره في التفكير في الإجابة عن السؤال المبهم، أو حل المشكلة ، وذلك يخلق نوع من اكتشاف النفس، والطبيعة لحل المشكلات، لأنه حينها يقوم بالتفكير في عدة جهات مختلفة، فعلى سبيل المثال عند السؤال عن تطوير خطة ما أو كيفية حل نزاع قائم، أو حتى اتخاذ القرارات عندما يبدأ المشاركون جميعهم في التعاون، من أجل حل هذه المسألة.


الاستفسار:


تساعد الحوارات أيضًا المشاركين على التفكير في وجهات نظر مختلفة، وكيفية موازنة الخيارات المتنافسة، وفحص المعلومات غير المألوفة بشكل دقيق، وفهم القضايا المعقدة، والتفكير في المعتقدات والآراء وتقييمها في الحوار القائم، وبذلك يكون هناك نوع من تطوير وجهات النظر ومعرفة الأشياء الجديدة وتفتح العقول، والإبداع في بث الأفكار الجديدة.


الكياسة:


الكياسة في الحوار تعني الطلب من المشاركين بالتحدث والتصرف بطريقة مهذبة يكون فيها احترام للطرف الآخر، ومعرفة آداب الاستماع والإنصات بشكل جيد وعدم التقليل من الآخرين وتلك تُعد من أهم أركان الحوار والتي توضع تحت بند آداب الحوار، وذلك لأن المناقشات والتفاعلات المحترمة تساعد المشاركين على القضاء على المفاهيم الخاطئة والافتراضات النمطية التي تجعل من الصعب لمجموعة من الأفراد التعاون، والتحدث بشكل متحضر وإيجابي، يسمح الحوار للمشاركين أيضًا بالاختلاف في الآراء ولكن بطرق محترمة ومهذبة وبناءة، مما يساعد المجموعات المختلفة على تجنب الخلاف والصراعات والنتائج المتحيزة، والتي غالبًا ما يصدر عنها الجدل والنقاش السلبي، فإن الكياسة لا تعني أن حرية التعبير مكبوتة أو أن لا يجب أن يقول الجميع وجهات نظرهم ولكن تعني باختصار أن للجميع وجهات نظر وآراء تُحترم حتى وأن كان فيها قصور، فجزئية الإستماع والإنصات الجيد واحترام الآخرين تجعل من لدية قصور في رأيه أن يتفهم ذلك ويتقبل الرأي الآخر السليم بدون أي مناوشات.


التعاطف:


التعاطف هو توفير الفرصة لجميع المشاركين للاستماع لوجهات النظر المختلفة والتحدث والمناقشة، وهي تشبه إلى حد كبير الكياسة، التي تعتمد على احترام الآخرين وتقديرهم سواء كان ذلك بين شخصين فقط أو بين مجموعة، والتعاطف أيضًا في اختلاف وجهات النظر ينطبق تحته احترام الجمهور في الأعمال المُدمة لهم، من احترام  العادات والثقافات المتواجدة في البلد المُقدم له فلا يجوز أن تأتي بفكرة غربية في مجتمع شرقي وتفرض على الجمهور التقبل دون احترام عادات البلد، وذلك ما يعنية التعاطف والكياسة. [2]