المسائل الاربع التي يجب على الانسان تعلمها

من المسائل الاربع التي يجب على الانسان تعلمها

  1. العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام.
  2. العمل به.
  3. الدعوة إليه.
  4. الصبر على الأذى فيه.

ويجدر ذكر أن معرفة الإنسان للأربع مسائل الأساسية لهh أهمية ضخمة في التعرف والعلم بالعديد من الجوانب الأمور التي تُحيط بالناس، والتي نستطيع من خلالها التعرف على الشرع، وبالتالي يُمكن أن يحصل الإنسان على سعادته في الدنيا والآخرة.

كيف يعرف الإنسان الله والنبي والإسلام


إن الإنسان يعرف الله أو النبي والدين الإسلامي من خلال

عقله وقلبه


، إذ أن معرفة الله عز وجل تكون بواسطة عمل العقل والقلب جنبًا إلى جنب، إذ أن التدبر في خلق الله يحدث بالعقل، ثم يبدأ بالانتقال من جهة العقل إلى جهة اليقين وهذا يحدث بالقلب، وقد حثتنا الآيات القرآنية على التفكر في خلق السماء والأرض الذي يحدث في العقل، ثم التوجه بالقلب لذكر الخالق وعبادته، فقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190-191].

كما أن ابن القيم قال في الفوائد: “الرب تعالى يدعو عباده في القرآن إلى معرفته عن طريقين: أحدهما: النظر في مفعولاته، والثاني: التفكر في آياته وتدبرها، فتلك آياته المشهودة، وهذه آياته المسموعة المعقولة”.

ومن الجدير بالذكر أن الفرق ما بين العقل والقلب هو أن العقل المقصود به الغريزة التي يعلم بها الإنسان، كما قيل أنه نور موجود بالقلب ,من خلاله نعرف الحق والباطل، الجميل والقبيح، أما القلب فهو مكان العلم والإرادة، إذ قال عز وجل: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج:46].

وبالتالي فإن القلب هو مكان الهداية، أما العقل هو مكان الفكر، ولذلك فمن الممكن أن نجد في الناس شخصًا خسر الهداية التي محلها القلب واكتسب الفكر الذي مكانه في الدماغ أو العكس، ومن الجدير بالذكر أن هذا مجرد بعضٍ مما قيل في الفروقات ما بين العقل والقلب، إذ هناك الكثير من الأقاويل الأخرى. [1]

وقد ذكر ابن رجب قائلًا: “أفضل العلم: العلم بالله وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله، التي توجب لصاحبها معرفة الله وخشيته ومحبته وهيبته وإجلاله وعظمته والتبتل إليه والتوكل عليه والصبر عليه، والرضا عنه والانشغال به دون خلقه”. [2]

ومن الجدير بالذكر أن أفضل وأسمى ما يساعد المرء على هذا هو التأمل والتفكر في آيات الله عز وجل (المتلوة وكذلك المرئية في الكون وفي الأنفس)، فمن تدبر في كتاب الله، وفهم ما يحتويه من أسماء الله الحسنى، وصفاته العليا، وأفعاله المثلى، وتدبر مخلوقات الله عز وجل وما يوجد بها من الآيات التي تدل على قدرة الله وحكمته سوف ينال قدرًا هائلًا من المعرفة بالله.

كيفية العمل بالدين الإسلامي


إن العمل بالدين يكون

بالعبادة


، والتي تتمثل في التقرب لله عز وجل بكل ما شرعه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، ومن الجدير بالذكر أنه حق الله على عباده، وله فائدة كبيرة تعود عليهم، فمن رفض أن يوحد الله ويعبده يكون مستكبرًا، أما من يعبده ويعبد غيره معه فيكون مشركًا، وحتى يُسهل الله على عباده طريق العمل بالإسلام أنزل إليهم الكتب السماوية والرسل ليبينوا لهم حقيقة وأصل هذه العبادة، فقد قال عز وجل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل:36]، وحتى يكون العمل بالدين الإسلامي صحيحًا يجب معرفة الآتي واتباعه: [2]

العبادة توقيفية، أي أنه ليس هناك مجال للرأي أو الجدال فيها، ولكن يجب أن يكون الله هو المشرع لها أو رسوله الكريم، إذ قال الله لنبيه: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا} [هود:112].

يجب أن تكون العبادة خالصةً إلى الله عز وجل دون أي شوائب للشرك، مثل ما قال سبحانه وتعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف:110].

ينبغي أن يكون رسولنا الكريم هو قدوتنا في العبادة والمبين لها، كما جاء في قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب:20]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”.

لا بد أن تقوم العبادة على محبة الله عز وجل والذل له، والخوف منه ورجائه هو فقط، فقال سبحانه وتعالى: {أولئِكَ الّذِينَ يَدعُونَ يَبتَغُونَ إلى رَبِهِمُ الوَسِيلَةَ أيّهُم أقرَبُ وَيَرجُونَ رَحمَتَهُ ويًخافُونَ عَذابَهُ} [الإسراء:57].

كيفية الدعوة إلى الإسلام

أمر الله عباده أن يدعوا الناس إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يجادلوا الكفار بالتي هي أحسن. إذ قال عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} {النحل: 125}، ولدعوة غير المسلم للإسلام ودعوة المسلمين ممن ينحرفون عنه إلى الرجوع فيه فرض على كل المسلمين القادرين، ومن أكثر طرق الدعوة أهمية هي التحلي بالأخلاق الفاضلة للدين الإسلامي، ومن ثم البدء بتوضيح أن دين الله واحد وهو دين الرسل أجمعين بدايةً من أبي البشرية آدم عليه السلام وينتهي بمحمد عليه الصلاة والسلام، وقد جاء الرسل كلهم بتوحيد الله عز وجل.

ومن الممكن أن تتم البداية في توضيح محاسن الدين الإسلامي والشريعة، ومدى وملاءمتها للفطرة الإنسانية وتلبيتها للمتطلبات الجسدية والروحية والعقلية، إذ أن محاسن الشريعة تتمثل في تحريمها لكل ما قد يضر جسم وعقل الإنسان، ومن هذا تحريم المسكرات لضررها، وتحريم القليل منه على الرغم من أنه لا يسكر إلا أنه قد يؤدي إلى تناول الكثير منه، وقد لا يستطيع البعض التحكم في المقدار المشروب، ومن الجدير بالذكر أن التشريع يكون عامًا على الجميع. [4]

كيفية الصبر على الأذى في الدعوة إلى الإسلام

حتى ينجح المسلمون في توصيل دعوة الله إلى الجميع لا بد أن يتحلوا بسلاحين هامين وهما:

العلم والصبر

، إذ أن الداعي يجب أن يكون لديه العلم، وفقًا لقوله عز وجل: {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[يوسف: 108]، إذ أن البصيرة تعنى العلم والمعرفة، كما أنها الحكمة في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}[النحل: من الآية 125]، والحق في قوله عز وجل: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: من الآية 3].

فالسلاح الوحيد الذي ينفع في مناظرة أولئك وهدايتهم للدين الإسلامي هو الصبر، فقال الله تعالى {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ} [آل عمران: 120]، وفي التالي صور الصبر على الأذى في الدعوة إلى الإسلام: [5]

  • الصبر والثبات على الإيمان بالاعتقاد والعمل.
  • الصبر على مواجهة الدعوات الضالة المشتتة للناس.
  • الصبر على تعليم الأهل وتشجيعهم وتثبيتهم على الحق.
  • الصبر على من يعصوا الله إلى أن يلزموا الطاعة، ويتركوا المعصية.
  • الصبر على كونه مثلًا للإسلام، فلا يشاهده الناس يفعل معصية، ولا يترك طاعة.