ما نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام 

نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام



وحي الإلهام

هو نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام

. قال الله تعالى في سورة القصص (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). والوحي هو الإعلام أو الإلهام بسرعة وبخفية. ولفظ الوحي هو لفظ مستعمل في العديد من الحالات مثل وحي النبوة أو الرسالة، ووحي للإلهام والمقصود بوحي الإلهام ما يلقيه الله تعالى في نفس الموحى إليه، ووحي النوم فالرؤيا الصالحة جزء من أجزاء النبوة.

لا ريب أن نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام ليس وحي نبوة أو وحي رسالة لأن مضمون الوحي لأم موسى عليه السلام لم يكن وحي شرعي وإنما كان الوحي وفق الآية الكريمة (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). ولا نغفل عن حقيقة أن كل الأنبياء من الرجال ولم يبعث من الأنبياء من النساء لذلك لا يمكن أن يكون نوع الوحي لأم موسى وحي نبوة أو وحي رسالة. إذًا نوع الوحي لأم موسى هو وحي الإلهام أو وحي المنام وهو أمر مختلف عليه بين بعض العلماء. [1]

كان الوحي الذي أوحي إلى أم موسى عن طريق


كان الوحي الذي أوحي إلى أم موسى عن طريق

وحي الإلهام

.

وكما ذكرنا سابقًا هناك اختلاف في نوع الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام بين بعض العلماء وتعددت الأقوال في هذا الأمر ما بين وحي الإلهام ووحي المنام ووحي الملك جبريل عليه السلام. إلا أن القول الغالب هو أن الوحي الذي أوحي إلى أم موسى عليه السلام كان عن طريق وحي الإلهام وليس وحي الملك جبريل عليه السلام. ولذلك من الضروري التفريق بين الوحي بالمعنى العام والوحي بالمعنى الخاص والتفريق بين وحي الإرسال ووحي الإلهام.


الوحي بالمعنى العام والوحي بالمعنى الخاص

الوحي بالمعنى العام: هو الإلهام مثل الرؤيا الصالحة ونحو ذلك وهذا النوع من الوحي غير مخصص للأنبياء أو الرسل فقط بل قد يحصل لغير الأنبياء أو الرسل. مثال على الوحي بالمعنى العام الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام.

الوحي بالمعنى الخاص: مثل الوحي عن طريق الملك جبريل عليه السلام هو الوحي مخصص للأنبياء أو الرسل دون غيرهم وهو الوحي الشرعي الذي تشرع به العبادات والأحكام.


وحي الإرسال ووحي الإلهام

وحي الإرسال: هو الوحي الذي يتنزل به الملك جبريل عليه السلام على الأنبياء أو الرسل.

وحي الإلهام: وهو الإلهام والإرشاد من الله تعالى ويمكن أن يكون وحي الإلهام لغير الأنبياء أو الرسل من البشر مثل وحي الله تعالى لأم موسى. قال الله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ). وكذلك وحي الله تعالى للنحل. قال الله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ). [2] [3]

كان الوحي الذي أوحي إلى أم موسى من أجل


كان الوحي الذي أوحي إلى أم موسى من اجل

توجيه أم موسى إلى حماية وحفظ موسى عليه السلام من الهلاك على يد فرعون.

وهذا الوحي كان من أجل أن تطمئن أم موسى أن الله تعالى معها وأن الله تعالى لن يتركها. وفي هذا النوع من الوحي نوع من إلهام أم موسى عليه السلام للخير الذي ينفعها وينفع ولدها ويبعد عنها ما يضرها ويضر ولدها. والوحي الذي أوحي إلى أم موسى عليه السلام هو وحي مخصوص لا ينطوي على حكمة شرعية أو تكليفية ولكن هو مثل إلهام من الله تعالى الذي أوحي لأم موسى عليه السلام في سورة طه (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي) وكذلك في سورة القصص (وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

ويستولي الخوف الشديد على أم موسى عليه السلام وقد ولد موسى عليه السلام في عام قتل الذكور من قبل فرعون لكن الله تعالى ربط على قلبها وهي تلقي بموسى في اليم وهي متيقنة أن أمر ربها فيه نجاة لولدها. ويبين الله تعالى أن هذا الأمر كان من أجل تيسير التقاط موسى عليه السلام من قبل عدو الله فرعون وإلقاء محبة زوج فرعون على موسى عليه السلام. وهكذا صنع موسى عليه السلام على عين الله تعالى وتحت رعاية الله تعالى في بيت فرعون. وقد كان لهذا الأمر اثر بالغ في حياة موسى عليه السلام فيما بعد. [4] [5]

الوحي لأم موسى مثال على الوحي لغير الأنبياء أو الرسل

الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى عليه السلام هو مثال عن الوحي لغير الأنبياء أو الرسل. وتشمل أنواع الوحي وفق المذكور في القران الكريم والسنة النبوية ما يلي:

  • النوع الأول:

    الوحي إلى الأنبياء

    بأي نوع من أنواع الوحي من مثل الإلهام أو الإلقاء في الروع أو في المنام. وذلك من قول الله تعالى في سورة الصافات (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ). وهو دليل على وحي وأمر من الله تعالى.
  • النوع الثاني:

    الوحي إلى غير الأنبياء من البشر

    من مثل الوحي الذي أوحاه الله تعالى لأم موسى وذلك من قول الله تعالى في سورة القصص (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
  • النوع الثالث:

    الوحي إلى الملائكة

    مثل الوحي الذي أوحاه الله تعالى للملائكة في غزوة بدر وذلك في قول الله تعالى في سورة الأنفال (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلاَئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ).
  • النوع الرابع:

    الوحي إلى المخلوقات غير العاقلة

    مثل الوحي الذي أوحاه الله تعالى للنحل وذلك في قول الله تعالى في سورة النحل (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) وللسماء وذلك في قول الله تعالى في سورة فصلت (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) وللأرض في قول الله تعالى في سورة الزلزلة (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا). [6]