من بديع خلق الله في الإنسان

من بديع خلق الله في الإنسان

  • خلق الله الإنسان وسواه وعدله
  • تركيب العظام
  • خلق الرأس
  • الأجزاء الداخلية للجسم

خلق الله الإنسان في أحسن صورةً وتقويمًا، وعند النظر في تفاصيل جسد الإنسان وأعضائه الداخلية والظاهرة نجد أن في خلق الله هذا إبداع، لا يقدر عليه سوى الله عز وجل، ومن بديع خلق الله في الإنسان: [1]


خلق الله الإنسان وسواه وعدله :

يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار: 6 – 8]، وعند التدبر في كيف قسم الله تعالى أجزاء الجسم المتساوية والمتشابهة إلى عظام، أعصاب، أوتار، عروق، ومنها ما هو لين وما هو يابس، ثم ربطها الله ببعضها برباط قوي شديد، ثم كساها باللحم وركبه عليها ندرك إبداعه في خلق الإنسان.


تركيب العظام :

ففي تركيب العظام حكمة بالغة، إذ جعلها الله قوامًا وعمادًا للجسم، وعند التدبر نجد أن الله قد قدرها وخلقها بأحجام متباينة، بصور وأشكال متنوعة، فنجد الكبير والصغير، القصير والطويل، المستدير والمنحني، العريض والرفيع، المجوف والمصمت، وفي تركيبها دليل كبير على إبداع الله.


خلق الرأس :

عندما نتأمل كيف خلق الله الرأس، وما يحتويه من عظام كثيرة والتي تم تقديرها بأنها 55 عظمة بأشكال وأحجام وفوائد مختلفة وركب الله عز وجل الرأس على الجسد، وجعله يضم الخمس حواس ندرك عظمة خلق الله تعالى.


الأجزاء الداخلية للجسم :

ومن الإبداع في خلق الإنسان أجزاء جسمه الداخلية التي لا يراها، مثل القلب، الرئة، الطحال، الكبد، والأمعاء، وكيف يعمل كل منها مثل الآلة، وعند التدبر فقط في عمل القلب فنجد أنه هو المدير الذي يقوم بعمل كافة الأعضاء الأخرى.

من إبداع خلق الله في الطبيعة

  • الشمس
  • القمر
  • الأرض
  • النجوم والكواكب

إن كل ما خلقه الله تعالى في الطبيعة يدل على مدى إبداعه عز وجل، إذ أن المخلوقات كلها تدل على عظمة الله وقدرته، وأنه أحسن خلق كل الأشياء، وأتقن صنعها، وعندما كان رسول الله صلي عليه وسلم يقوم الليل للتهجد ينظر للسماء، ويقرأ العشر آيات الأخيرة من سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191]، وفي التالي توضيح لإبداع خلق الله في الطبيعة: [2]


الشمس :

قال ابن القيم رحمة الله عليه: “كلُّ موضع لا تقع عليه الشمس لا يعيشُ فيه حيوان ولا نبات، لفرط برده ويُبسه، وكل موضع لا تفارقه كذلك، لفرط حرِّه ويُبسه، والمواضع التي يعيش فيها الحيوان والنبات هي التي تطلعُ عليها الشمس وتغيب”.


القمر :

عند التدبر في أحوال الإنسان نجد أنها مثل أحوال القمر، ويجب على العبد المسلم التفكر بها، إذ أن القمر يبدأ صغيرًا إلى أن يكتمل بدرًا، ثم يبدأ في التناقص بانمحاق، ولذا يُمكن القول بإن الإنسان كالقمر، يُولد صغيرًا ضعيفًا، ثم يصبح شابًّا قويًّا، إلى أن يعود شيخًا ضعيفًا مرة أخرى، فقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم: 54].


الأرض :

قال ابن القيم رحمة الله عليه: “وإذا نظرت إلى الأرض كيف خلقت، رأيتها من أعظم آيات فاطرها وبديعها، خلقها سبحانه فراشًا ومهادًا، وذلَّلَها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم وأقواتهم ومعايشهم”، وقد قال الله عز وجل: {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الجاثية: 3].


النجوم والكواكب :

وهي من إبداع الله عز وجل، إذ خلقها لتزين السماء، تسير بنظام وتوازن يذهل كل من يطلع عليه، سواء أكان مسلمًا أم كافرًا، كما أقسم الله تعالى بمواقعها {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة: 75].

حديث عن قدرة الله في خلق الإنسان

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبد الله -أي ابن مسعود- قال: “جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقًا لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر:67]”. [3]

من دلائل وحدانية الله

عند التدبر في خلق الله نجد أن هناك الكثير من الدلائل التي تؤكد وحدانية الله سبحانه وتعالى، إذ أن كل ما في الكون من خلق وتدبير شاهدًا على وحدانية رب الكون، وقد قال تعالى {ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين} [الأعراف/ 54].

كما أن خلق السبع سماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار، وتباين أنواع النبات والثمار والجماد، وصورة الإنسان والحيوان، كلها أشياء تؤكد أن خالقها العظيم إله واحد ليس له شريك، فقال تعالى {ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون} [غافر/62].

إذ أن تنوع تلك الكائنات ومدى إتقان خلقها وإحكامها، يدل على أن خالقها واحد أحد يفعل ما يشاءه، ويحكم فيما يريد {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل} [الزمر/62].

فتلك الكائنات العظيمة إما تكون قد خلقت نفسها وبالطبع هذا أمر مستحيل، أو يكون الإنسان قد خلق نفسه، ومن ثم خلق تلك الكائنات، وهذا أيضًا مستحيل، {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون} [الطور/35 – 36].

وعند التفكير بالعقل والفطرة نجد أن لتلك المخلوقات خالقًا، عليم بكل الأشياء ولا يعجزه شيء وهو الله سبحانه وتعالى عما يصفون، {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} [البقرة/ 163]. [4]

دلائل وحدانية الله من القرآن

من الدلائل التي جاءت في القرآن الكريم على وحدانية الله ما يلي: [5]

  • {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ[1] * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1- 4].
  • {هُوَ الحَيُّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 65].
  • {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ[2] لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ} [البقرة: 255].

حديث عن وحدانية الله

أخرج الشيخان (البخاري رقم: 4477، مسلم رقم: 86)، عن ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – قال: سألتُ رسولَ الله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-: أيُّ الذَّنْبِ أعظمُ عند الله؟ قال: ((أن تجعل لله نِدًّا وهو خَلَقَكَ)). قلتُ: إن ذلك لعظيمٌ. قلتُ: ثمَّ أي؟ قال: ((أن تَقْتُلَ وَلَدَكَ مخافةَ أن يَطْعَمَ معكَ)). قلتُ: ثمَّ أي؟ قال: ((أن تزاني حَليلةَ جارِكَ)). [5]