فضل دعاء اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
فضل دعاء اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها
فضل دعاء اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وقد قال عنه المفسرون أنه
دعاء حسن، وفيه رجاء من الله عز وجل أن يُتم عليه نعمته في دينه ودنياه، وأن يوفق لخير الدنيا والآخرة.
على الرغم من حسن قول الدعاء إلا أنه توارت الأسئلة حوله وحول صحته، وذلك لأن هناك من يعتقد أنه إذا قال الدعاء ثلاث مرات قبل النوم مات سعيدًا، أو إذا عاش فعاش سعيدًا، وهنا قسمه المفسرون وعلماء الإسلام إلى قسمين القسم الأول أو الدعاء الأول وهو رواه الطبرني في الكبير، وأحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والعديد من المفسؤين الأجلاء وهو
اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ، فقال عنه ابن كثير في تفسيره أنه حديث حسن، ولكن ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة. [1]
صحة حديث اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ابن باز
قال الأمام ابن باز رحمه الله أنه من الدعاء العظيم قول اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا، وعذاب الآخرة، وأنه في سؤال ورجاء لرب العالمين في أن يُتم عليه نعمته في دينه ودنياه، وإتمام النعمة هنا يعني أن يوفق العبد لخير الدنيا والآخرة، فمن عمل به واستقام على دين الله حتى يتوفاه الله، تمت عليه النعمة، ويكون مصيره الجنة والبعد والنجاة من النار والعياذ بالله، ولذلك يوصي الشيخ بأنه يجب على المؤمن المسلم أن يُكثر من الدعاء ويجعله سبيل نجاته الوحيد لما فيه من خير ويقول أيضًا بأن علينا الكثر من قول: (اللهم إني أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنار، اللهم إنَّك عفو تُحبُّ العفوَ فاعفُ عني، اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، اللهم أجرني من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إني أسألك الهدى والسَّداد، اللهم إني أسألك الهدى والتُّقى، والعفاف والغنى، اللهم ألهمني رشدي، وقني شرَّ نفسي، اللهم قني شُحَّ نفسي، اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة) [2]
فضل الدعاء
-
منزلة الدعاء.
-
الدعاء والتوكل.
-
الاضطرار وصدق اللجأ.
-
العناية بأسباب وجوب الدعاء.
أولًا الدعاء كالغة هو النداء أو الطلب، ولا يوجد أسمى وأرقى من الطلب من الله سبحانه وتعالى، أما شرعًا فالدعاء يعني الحاجة والرغبة الممزوجة بالرهبة لقبول العمل الصالح والمغفرة وجلب الرزق أو كشف السوء، أو الفوز بالجنة والدعاء بالصرف عن النار والعياذ بالله، وللدعاء عوامل عديدة وسوف نتحدث عنها فيما يلي:
منزلة الدعاء:
ييجب على كل مؤمن ان يعرف منزلة الدعاء وشأنه عند الله سبحانه وتعالى، خلق الله سبحانه وتعالى الجن والأنس ليعبدوا وأرسل الرسل بالرسالات وأمر أن يتبعهم الجميع، فأمر الله سبحانه وتعالى الأنس والجن بالعبادة المطلقة له، وهذا ليس لأن الله عز شأنه بحاجة إلى تلك العبادة حاشاه لله، ولكن لأن تلك العبادة هي الاجتباء الذي يميز المؤمن من غير المؤمن وهو التسليم لله سبحانه وتعالى في كافة الأمور، ويُعد الدعاء لله سبحانه وتعالى من أعظم أنواع العبادات، لأنه في التسليم التام لأمر الله جل وعلا، وهو الذي يميز الأشقياء من السعداء في الدنيا، فالعبادة هي الذل المطلق لله والخضوع والتسليم لكافة أومراه وفي الدعاء لله تتوافر كل تلك الشروط ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن الدعاء: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [غافر: 60]، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: (الدعاء هو العبادة)، وقال الله سبحانه وتعالى أيضًا في سورة الفرقان: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ)، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ( أكرمُ شيءٍ على الله – عز وجل – الدعاء)
وجميع هذا القول، دلالة كبرى على عظم شأن الدعاء ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى، وأنه من دعا الله بصدق وقلب خاشع وجب على الله إجابته، فقال الله سبحانه وتعالى في سورة النمل: ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ )، وقال أيضًا في سورة العنكبوت: ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ).
الدعاء والتوكل:
هناك صلة بين الدعاء والتوكل على الله سبحانه وتعالى، فقال الله سبحانه وتعالى أن الدعاء عباده، لأنه يُمثل غاية الافتقار والرغبة والرهبة، وذلك مرتبط بالأقوال والأفعال، وذلك ما جاء به الشرع في الحكمة من خلق الجن والإنس، والقيام بما أمر الله به، وما يترتب عليهم من رتب الثواب والعقاب، وقد قال الله سبحانه وتعالى في الدعاء والتوكل عليه في سورة البقرة: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، والتوكل هنا يعني حسن الظن بالله سبحانه وتعالى في كافة الأمور فليس بالشرط أن ترى الإجابة أمام عيناك، فمن الممكن أن يستجيب الله لك وترى الإجابة أمام عيناك رؤية العين، ومن الممكن يُزيل الله بها عنك سوء كان سوف يحدث لك وهنا نرى المؤمن المحسن الظن بالله والراضي بقضائه، ومن الممكن أن يدخر الله جل وعلا دعوتك تلك للأخرة وتكون سبب في دخولك الجنة وهذا أعظم مراتب الدعاء.
الاضطرار وصدق اللجأ:
للاضطرار وصدق اللجأ إلى الله أثر عظيم في الدعاء، فالاضطرار هو التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بكل جوارحك بالقلب واللسان، أما صدق اللجأ فيتمثل في اليقين وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، وقد تم تقسيم اليقين إلى قسمين وإليك هو:
-
الأول:
حدوثُ الأمر المفاجئ بدون أي مقدمات أسباب، مثل الإصابة بالابتلاء أو موت الفاجأة، أو موت الابن أو الصديق ، وهذا من أعظم المصائب التي ممكن أن تحدث للمؤمن، أو الإصابة بمرض دون دواء، كل تلك المصائب والابتلاءات تتطلب الثبات والإيمان واليقين التام وحسن الظن بالله وتسليم كافة أمور الحياة إلية سبحانه وتعالى، واحتساب كل ما حدث وما سيحدث له لله.
-
الثاني:
أن يكون للحدث أسباب ترفعه أو تدفعه، ولكن ليس بالإمكان أن يأخذها وذلك يكون مثل الوقع في خطر ما أو حدوث حريق، أو التعرض للغرق، كل تلك الأشياء لها أسباب، ولها حلول وضعها الله سبحانه وتعالى ولكن من الصعب تعاطيها، وبالتالي لا يكون أمامه إلا الدعاء والتمسك به، وهنا نتذكر موقف سيدنا يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت فلم يجد أمامه إلا الدعاء فقال لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فمن الله عليه وأخرجه وأواه وكافاه، وكما قال سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما ألقوا أهله في النار حسبي الله ونعم الوكيل، وقال الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم في سورة لقمان: ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ).
العناية بأسباب وجوب الدعاء:
للدعاء قواعد يجب الالتزام بها، وهي الثناء على الله سبحانه وتعالى وتمجيده وذكر أسماءه الحسنى ومعرفة معنى كل اسم وبما يدعو، ثم بعد ذلك الصلاة والسلام على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك الشروع في الدعاء ولكن بما يناسب الشرع فلا يجوز الدعاء بقطع رحم، أو إثم أو دعاء على المظلوم والجناية على المسلمين، أو أي أمر يستعان به على معصية، أو الاستعجال في طلب الدعاء، والدعاء بغير يقين، فيجب التسليم لله سبحانه وتعالى في كل الأمور والتريث في طلب الحاجة والتوكل عليه. [3]