ما هو التصميم البيوفيلي

معنى Biophilia

إن فرضية البيوفيليا توجد في علم النفس، وهي تُشير إلى فكرة أن البشر لديهم ميول فطرية للبحث عن روابط مع الطبيعة وصور الحياة الأخرى، وقد اُستخدم مصطلح biophilia بواسطة المحلل النفسي الأمريكي (ألماني المولد) إريك فروم في كتابه The Anatomy of Human Destructivity (1973)، وفيه وصف مفهوم البيوفيليا بأنه “الحب العاطفي للحياة وكل ما هو حي.”

وفي وقت لاحق تم استخدام ذلك المصطلح من قبل عالم الأحياء الأمريكي إدوارد أو.ويلسون في عمله Biophilia (1984)، والذي اقترح فيه أن ميل البشر للتركيز على الطبيعة وصور الحياة الأخرى والانتماء إليها يكون له أساس جيني. [1]

البيوفيليا في التصميم الداخلي

إن البيوفيليا في التصميم تعني أن يتم إضافة خصائص الطبيعية إلى المباني أو المساحات، مثل الماء والمساحات الخضراء والضوء الطبيعي أو بعض العناصر كالأخشاب والأحجار، ومن الجدير بالذكر أن هذا له العديد من الفوائد التي تعود على صحة البشر.[2]

وحتى يتم تبني مفهوم البيوفيليا في التصميم الداخلي لا بد أن يتم تضمين بعض النقاط الهامة عند التصميم، وهي كالتالي:






[3]

يجب أن يكون هناك ضوء :

إذا كان هناك رغبة في دمج خصائص التصميم البيوفيلي في أي بناء فإن أول الأشياء التي يجب مراعاتها هو وجود النوافذ المفتوحة وكمية من الضوء الطبيعي الذي يمكنه أن يمر من خلالها، إذ أن تعظيم التعرض للضوء الطبيعي يُعتبر واحدًا من الركائز الرئيسية للتصميم المحب للحيوية، وهذا يعني التخلي عن وضع الستائر الثقيلة أو العاتمة.

الانغماس في مخططات الغرف الخضراء :







بالطبع سوف نجد أن تصميم البيوفيليا يحب وجود اللون الأخضر بكافة صوره وأشكاله، سواء أكان هذا من خلال تزويد المكان بالنباتات أو استخدام الطلاء الأخضر، فقد






ثبت أن النظر إلى اللون الأخضر مفيد للغاية، كما وجدت دراسة واحدة أن اللون الأخضر له فوائد في التقليل من معدل ضربات القلب لدى الشخص، إذ أن اللون الأخضر أو النباتات سوف تُعطي تأثيرات مفيدة كما أن الشخص متواجد في الهواء الطلق.

أخذ بعض الإشارات من الأشكال الطبيعية :




من الممكن أن يكون البعض قد تساءل في أحد الأيام عن سبب وجود الأشكال المستديرة أو أنماط مُحددة كجزء من ديكور المنزل أو المبنى، ويُمكن القول بإن التفسير الأكبر لهذا هو أنها مستمدة من الطبيعة، ومن الجدير بالذكر أن خيارات التصميم تلك تعمل على تعزيز نشاط الجهاز العصبي السمبتاوي، كما أنها تُحد من نسبة التوتر، والتشجيع على الشعور بالرفاهية”.

أما عناصر التصميم التي لا بد من البحث عنها على وجه التحديد فتتمثل في أشكال الأثاث المنحني، وعناصر التصميم الكسورية التي تحتوي على بعض التفاصيل المتعرجة، الزخارف النباتية، وغيرها من التفاصيل التي تستلهم أنماط الفركتلات.

امثلة على العمارة البيوفيلية

لقد أصبح التصميم البيوفيلي في الأعوام الأخيرة هو الرائج، وخاصة لدى الغرب، إذ أن له الكثير من الفوائد الصحية للناس، وفي التالي امثلة على العمارة البيوفيلية: [4]

1 Hotels

في نيويورك وميامي

في المدن المليئة بالزحام المروري، والارتفاعات الشاهقة التي تقارب السماء، والكثير من الضجيج، فإن 1 Hotels بالتصميم البيوفيلي يُعتبر هو الملاذ الحضري المستوحى من صور الطبيعة، إذ أنه في الخارج يُمكن إيجاد الجدران التي تملؤها الخضرة المورقة، أما بالداخل نجد النباتات المتناثرة في كل مكان والديكورات الداخلية التي تم صنعها من خلال استخدام مواد مستصلحة تعزز الشعور بالجمال والدفئ، ولا تمتد تلك التجربة الطبيعية إلى ديكور ذلك الفندق فقط، ففي حين أنه يقدم طعامًا من المزرعة إلى الشوكة في مكان الطعام الخاص بهم وحتى منصة فواكه طازجة كل يوم في اللوبي.

The Spheres سياتل

تُعتبر تلك الكرات موطنًا لحوالي 40.000 نبات من ثلاثين دولةً مختلفةً، بما في هذا مجموعة متباينة من الجدران الحية التي تمثل أكثر من أربعة آلاف قدم مربع من السطح النباتي، والهدف من مبنى أمازون ذلك هو ربط الموظفين والزائرين ربطًا مباشرًا بصور الطبيعة في بيئة حضرية، وهذا من خلال القبة الزجاجية التي توفر الكثير من الضوء الطبيعي ومجموعة من المساحات الخضراء.

استوديو أطلال في اسكتلندا

قد حصل Ruins Studio على الكثير من الجوائز، وهذا بسبب تصميم ذلك الهيكل المميز من قبل Lily Jencks Studio و NDA و Savills-Smiths Gore بداخل الأنقاض، وقد اُحتفظ بالحجر الأصلي كما هو، إذ يُستخدم في الوقت الحالي كصدفة طبيعية ونسيجية، فهو يصنع تباينًا قويًا مع التصميم الأكثر سلاسة والمعاصر الموجود بالداخل.

ذا واردان في لندن

سواء تم الاسترخاء بصالة السماء التي تم تصميمها بسقوف عالية للغاية وأشجار كبيرة ونوافذ تمتد من الأرض إلى السقف، أو الغطس في حمام السباحة الموجود وسط المناظر الطبيعية الخصبة، فبكل سهولة يمكن نسيان أنك موجود بالمدينة الصاخبة لندن، أي أن هذا المكان يثبت بالفعل أنه حالة فريدة للتصميم البيوفيلي.

Second Home في لشبونة

على الرغم من أن Second Home لديهم الكثير من المواقع إلا أن الموقع الموجود في لشبونة يُعتبر هو الملاذ الحيوي، إذ يحتوي على كمية كبيرة من الضوء، وأكثر من ألف نوع من النبات، مما يمنح شعورًا فريدًا لا مثيل له.

فوائد تصميم البيوفيليا

إن الطبيعة هي العلاج الأمثل لغالبية المشاكل النفسية لدى الأشخاص، وفي التالي 3 فوائد تعود على صحة الإنسان وترتبط ارتباطًا شديدًا بالتصميم البيوفيلي، وفي التالي توضيحهم: [5]

• 
  التعافي بعد الجراحة:
  
  لقد تم إثبات أن أماكن الرعاية الصحية التي تحتوي على التصميم المصاحب للطبيعة تقلل من الوقت المطلوب لشفاء المرضى بعد الجراحة.
• 
  الإيقاع اليومي:
  
  إن الحصول على الضوء الطبيعي طوال اليوم يساعد في تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية، وبالتالي يساعد على الشعور بمزيد من الراحة والحد من التوتر.
• 
  تقليل التوتر:
  
  إن الوصول المنتظم إلى الطبيعة يساعد على تقليل معدل ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تقليل التوتر.

طرق سهلة لدمج تصميم



البيوفيليا



في المنزل

هناك الكثير من الطرق السهلة التي يمكن من خلالها دمج التصميم البيوفيلي في المنزل، كل ما نحتاجه فقط هو تضمين بعض الأشياء البسيطة، وفي التالي توضيح لها:

• 
  الضوء الطبيعي:
  
  ويمكن الحصول عليه بفتح الستائر أو المظلات طوال النهار لزيادة دخول الإضاءة الطبيعية.
• 
  الهواء النقي:
  
  وهذا من خلال زيادة تدفق الهواء في كافة أنحاء المنزل ولذا يمكن القيام بفتح النوافذ كلما أمكن ذلك، ومن الممكن كذلك سماع أصوات الطبيعة، مما يزيد من الشعور بالنظام البيئي الطبيعي.
• 
  المساحات الخضراء:
  
  إن الحصول على المساحات الخضراء في المنزل أفضل وسيلة للشعور بارتباط أكثر مع الطبيعة، إذ أن بعض أنواع النباتات المنزلية لديها القدرة على تصفية الهواء من السموم، وبالتالي تحسين جودة الهواء في المنزل.
• 
  أدوات المياه:
  
  إن الحصول على الماء يمكنه جلب الإحساس بالهدوء، ولذا يمكن شراء نافورة صغيرة للاستمتاع بصوت الماء الهادئ طوال اليوم، فهناك الكثير منها يعمل بالطاقة الكهربائية، ويمكن وضعها في أي مكان بالمنزل.