ما الاثار الايجابيه للتنوع الثقافي في المملكة

من الاثار الايجابيه للتنوع الثقافي في المملكة


من الآثار الإيجابية للتنوع الثقافي في المملكة



الابتكار والتميز


. إذ تتميز الحياة في السعودية بتنوعها الاجتماعي، الذي أدى إلى تشكيل ثراءً من الناحية الثقافية، مما ساعد على تكوين هوية غنية للسعوديين وغيرهم من سكان المملكة، إذ أن المملكة تنقسم إلى مناطق إدارية يبلغ عددها 13 منطقة، وتقوم اللغة العربية بتوحيدها جميعًا، إلا أن لكل منطقة منها لهجة خاصة تنفرد بها إلى جانب العادات والتقاليد، وكذلك المطبخ الخاص بها الذي يشتمل على بعض الأطباق التي تم استلهامها من بيئة المنطقة وطبيعتها، ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الشروط الواجب توفرها في أي مجتمع وهي احترام تنوع الثقافات واختلافها داخل المجتمعات، وتقبل ما به من عادات وتقاليد، وكذلك اللغة. [1]

التنوع الثقافي في المملكة

في كل مدينة من المدن السعودية نجد هناك موروث ثقافي بمجالاته المختلفة، وبالطبع فإن السعودية بما لها من حضارة متنوعة يكون لها مثل ما لغيرها من البلاد من تنوع ثقافي ممتلئ بزخم الأزمان المتتالية، والأجيال المهتمة بالحفاظ على عاداتهم التي ورثوها واستمدوها من الشريعة الإسلامية، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، بأن يكون هناك نسيج عضوي واحد.

كل هذا شاهد على أن السعودية هي أصل التنوع الثقافي الذي يعزز الحوار في النواحي المختلفة، والذي يدعم قوتها الناعمة، من أجل تطوير حقوق الإنسان، ومفهوم التقاء الحضارات، كما أن التنوع الثقافي هو ما ساعد على تشكيل هوية ثراء شديدة للمملكة وسكانها، ما بين مواطن ومقيم، إذ أن مملكة الإنسانية تحتويهم جميعًا على أرضها، والجميع يعملون معًا كفريق واحد متكامل، ويستثمرون ذلك التنوع الثقافي فيما بينهم، من أجل تصدير ما للمملكة من قوة ناعمة لكل العالم، وبالأخص بيوم الاحتفال بالتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وذلك لأن التنوع الإنساني هدفه صنع مجال حر لتنمية كل من الإنسان والبيئة التي يعيش عليها، حتى تصبح السعودية قبلة لذوي التجارب الناجحة، لمواصلة الجهود الدؤوبة على أرضها.

مشاركة المملكة في اليوم العالمي للتنوع الثقافي

قد شاركت المملكة مع دول العالم باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، ويصادف هذا اليوم الواحد والعشرين من مايو من كل سنة، والهدف منه تشجيع الحوار ما بين كافة الثقافات والحضارات على أساس الاحترام المتبادل والتفاهم، وهذا لتعزيز مناخ التلاقي والانفتاح على كل الثقافات الإنسانية بالبعدين (التراثي والمعاصر).

وتتخذ السعودية من هذا التنوع الثقافي سبيلًا من أجل غرس قيم المحبة، وتحسين ثقافة التعايش بسلام والتسامح والاعتدال، إذ أن المملكة تقيم علاقات ثقافية مع الكثير من دول العالم، كعضو فعال بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وتُعتبر أحد أبرز الدول التي تدعم مشروعات حفظ التراث العالمي والحفاظ على الآثار والتعريف بالثقافات المختلفة والتواصل ما بين الحضارات.

جهود المملكة في خدمة الثقافة والتنمية المستدامة

إن المملكة متمثلة في وزارة الثقافة تبذل الكثير من الجهد من أجل خدمة الثقافة والتنمية المستدامة بحيث تخدم أهداف رؤية المملكة 2030، فهي مؤمنة بقوة التراث الثقافي والثقافة ككل والمحافظة عليها، وتنفذ المبادرات حتى يتم تعزيز القطاع الثقافي السعودي بما له من أبعاد حضارية وإنسانية، إذ أن الرؤية الطموحة للمملكة قد وضعت تعزيز الثقافة وتطورها كجزء رئيسي للأهداف التنموية.

واستطاعت المملكة منذ أن أسست وزارة الثقافة سنة 2018م، أن تحافظ على تراثها الغني بتقاليده العريقة والمختلفة، والمنتمية إلى ثلاث عشرة منطقة، إذ أن توجهات الثقافة بالمملكة تركز على 4 مبادئ رئيسية وهي:

  • القيادة.
  • الرعاية.
  • الدعم.
  • التطوير لـ ستة عشر قطاعًا ثقافيًا (اللغة والترجمة، التراث، المتاحف، الموسيقى، المسرح والفنون الأدائية، المكتبات، التراث الطبيعي، المهرجانات والفعاليات الثقافية، الأفلام، الفنون البصرية، الأدب، فنون العمارة والتصميم، الأزياء، فنون الطهي، المواقع الثقافية والتراثية، الكتب والنشر).

بالإضافة لإطلاق 27 مبادرة ثقافية وتُعتبر هذه البداية فقط، ويُعد أبرزها (مجمع الملك سلمان للغة العربية،  برنامج ترجم وأكاديميات للفنون وتوثيق التراث الشفهي وغير المادي، برنامج الابتعاث الثقافي، وغيرها).

أهداف المملكة من التنوع الثقافي

إن المملكة العربية السعودية تسعى لخدمة تلك التوجهات الثقافية لثلاثة أهداف أساسية وهي: [2]

  • الثقافة كنمط حياة.
  • الثقافة للنمو الاقتصادي.
  • الثقافة لتعزيز المكانة الدولية للمملكة.

اليوم العالمي للتنوع الثقافي

إن حماية تنوع صور التنوع الثقافي تُعتبر أكثر أهميةً من أي وقت قد مضى، ولذا تقيم منظمة اليونسكو يومًا وهو 21 مايو من كل عام ليتم الاحتفال باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، وهذا اليوم يقوم بتسليط الضوء على ثراء ثقافات العالم، وليس هذا فقط، بل أيضًا يُسلط الضوء على الدور الرئيسي للحوار ما بين الثقافات ليتم تحقيق السلام والتنمية المستدامة. [3]

المعرض التفاعلي للمملكة في اليونيسكو

يجب على كل شخص مهتم بالتراث، وأهمية تأصيله في المملكة أن يقوم بتسجيل جميع ما يدركه عن التنوع الثقافي الذي تعمل المملكة على الاحتفال به، بكافة الأدلة التي يملكها، حتى تستطيع مختلف البلاد على كوكب الأرض بالاطلاع على ما للسعودية من ثراء ثقافي متنوع، وهذا عن طريق هاشتاج

#shareourheritage

وقد قامت هيئة الأمم المتحدة بإطلاقه على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يقع ضمن الجهود الاحتفالية باليوم المخصص للتنوع الثقافي من أجل الحوار.

وتقوم المملكة العربية السعودية بمعرض تفاعلي في منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، إذ شاركت السعودية بعدد 1.174 عنصر مصور، البعض منه صور خاصة بالحرمين الشريفين، وملوك السعودية، حيث قام غلاف مجلة life بالاحتفال بصورة الملك عبدالعزيز رحمه الله، وغلاف مجلة TIME بصورة الملك فيصل رحمه الله، إذ تم اعتباره رجل العام في تاريخ إصدار هذا العدد من المجلة، وجاءت غالبية العناصر السعودية التي توجد بالمعرض التفاعلي عن الكعبة المشرفة ومكة المكرمة، إلى جانب صورة أحد الخطاطين ممن شاركوا في الكتابة على كسوة الكعبة.

وغيرها الكثير من الأشياء التي يحفل بها، كصور لمدائن صالح، وغيرها من المناطق الموجودة بالسعودية، حيث يُعد موسم الحج بالأخص من أكبر الظواهر الثقافية المختلفة بالعالم، ومن الجدير بالذكر أن التنوع والتعدد الثقافي وأيضًا التعايش الحضاري كلها تُعتبر اللغة التي ينبغي أن تسود في المجتمعات، على الرغم من اتجاهاتها واختلافاتها.

أهمية التنوع الثقافي

إن ثلاثة أرباع الصراعات الضخمة التي توجد في العالم لها بعد ثقافي، ويجب العلم بأن سد الفجوة الموجودة ما بين الثقافات تُعتبر أمرًا ملحًا وضروريًا من أجل السلام والاستقرار والتنمية، ولذا تكمن أهمية التنوع الثقافي في أنه يعد القوة الدافعة للتنمية، وليس فيما يرتبط بالنمو الاقتصادي فقط، ولكنه أيضًا يُعتبر وسيلة لقيادة حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية أكثر إشباعًا.

ويتم التأكيد على هذا في الاتفاقيات الثقافية، التي تعمل على توفير أساسًا قويًا من أجل تعزيز التنوع الثقافي، وهكذا يُمكن القول بإن التنوع الثقافي واحد من الأصول التي لا غنى عنها حتى يتم الحد من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، وفي نفس الوقت، فإن قبول التنوع الثقافي والاعتراف به يؤدي إلى الحوار بين الحضارات والثقافات والاحترام والتفاهم المتبادل .