من القصص الدالة على حلم النبي صلى الله عليه وسلم
عندما عصت قبيلة دوس ورفضت الدخول في الاسلام
عندما عصت قبيلة دوس ورفضت الدخول في الاسلام
دعاء النبي لهم بالهداية
.
إن السنة النبوية مليئة بالمواقف التي تدل على مدى حلم وصبر النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين ومع الكفار أيضًا، فالنبي كان حريصًا على هداية الناس حتى وإن كان على حساب آذية نفسه ومن القصص الدالة على حلم النبي صلى الله عليه وسلم هي القصة التي حدثت عندما عصت قبيلة دوس ورفضت الدخول في الاسلام، فكان هناك رجل يدعى الطفيل بن عمرو الدوسي والذي دخل في الإسلام لكن كانت قبيلته ترفض الدخول في الإسلام فطلب طفيل من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على قبيل دوس بالهلاك، لكن ما كان النبي ليفعل ذلك وكل ما قام بفعله هو الدعاء لهم بالهداية، فعن
أبي هريرة
رضي الله عنه قال: (قدِم
الطُّفَيل
وأصحابه فقالوا: يا رسول الله! إنَّ دَوسْاً قد كفَرتْ وأبَتْ، فادعُ اللهَ عليها ـ فقيل: هلكتْ دَوس ـ، فقال صلى الله عليه وسلم:
اللهمَّ! اهدِ دَوْساً وائتِ بهم
) رواه
مسلم
. قال
القاري
: “(
اللهم اهد دوسا وائت بهم
) أي: إلى المدينة مهاجرين، أو قربهم إلى طريق المسلمين، وأقبل بقلوبهم إلى قبول الدين”. وقوله: (فقيل: هلكتْ دَوس) لأنَّهم ظنُّوا أن النبي صلى الله عليه وسلم سيدعو عليهم فَيستجيبُ الله عز وجل له، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
اللهم اهد دوسا
)، وأمَر
الطُّفيل
رضي الله عنه بالرجوعِ إلى قومه ودعوتهم إلى الله، والترفُّقِ بهم، فقد روى
السيوطي
في الخصائص الكبرى فقال: (
ارجع إلى قومك فادعهم إلى الله وارفق بهم،
فرجعتُ إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الله، ثم قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمن أسلم معي من قومي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فنزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس، ثم لحقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأسهم لنا مع المسلمين). [1]
من القصص الدالة على حلم النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي صلى الله عليه حليمًا كريمًا عفوًا لا يرد الإساءة ولا يأذي أحدًا وهذا أحد أهم الأسباب التي جعلت الناس تجتمع من حوله، كما أن نماذج حلم النبي صلى الله عليه وسلم والقصص التي وردت في ذلك كثيرة ومن القصص الدالة على حلم النبي صلى الله عليه وسلم ما يأتي:
قصة الأعرابي الذي جبذ النبي صلى الله عليه وسلم بردائه جبذة شديدة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجراني، غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء”.
حادثة يوم العقبة :
عن عائشة رضي الله عنها زوج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّها قالت للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ مِن يوم أُحُدٍ؟ قال: «لقد لقيت مِن قومك ما لقيت، وكان أشدُّ ما لقيت منهم: يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلَالٍ، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أستفق إلَّا وأنا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك، وما ردُّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلَّم عليَّ، ثمَّ قال: يا محمَّد، فقال: ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يُخْرِج الله مِن أصلابهم مَن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا» رواه البخاري ومسلم.
قصة ذو الخويصرة :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يَقْسم قَسْمًا، إذ أتاه ذو الخُوَيصرة -رجل مِن بني تميم- فقال: يا رسول الله اعدل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلك! ومَن يعدل إن لم أعدل؟! لقد خبتُ وخسرتُ إذا لم أعدل، فمن يعدل؟!»، فقال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: يا رسول الله! ائذن لي فأضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دَعْه، فإنَّ له أصحابًا يَحْقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقِيهم يمرقون مِن الإسلام كما يمرُق السَّهم مِن الرَّميَّة، ينظر إلى نَصْله فلا يوجد فيه شيء، ثمَّ إلى رِصَافِهِ، فلا يوجد فيه شيء، ثمَّ ينظر إلى نَضِيَّة -وهو قِدْحه- فلا يوجد فيه شيء، ثمَّ ينظر إلى قُذَذِه[4] فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفَرْث والدَّم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثَدْي المرأة، أو مثل البَضْعَة تَدَرْ دَرُ[5]، ويخرجون على حين فُــرْقة مِن النَّاس». قال أبو سعيد: فأشهد أنِّي سمعت هذا مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أنَّ عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه قاتَلَهم وأنا معه، وأمر بذلك الرَّجل فالتُمس، فأُتي به حتى نظرتُ إليه على نَعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت”.
حديث عن حلم الرسول صلى الله عليه وسلم
وعن أنس رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت: والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: فخرجت حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قابض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أُنيسُ، اذْهَبْ حيثُ أمَرْتُكَ))، قلت: نعم، أنا أذهب يا رسول الله، قال أنس: والله لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين ما علمت قال لشيء صنعت: لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا لشيء تركت: هلا فعلت كذا وكذا” [2] [3]
مظاهر حلم الرسول يوم فتح مكة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر كثيرًا على أذى وأفعال قومه معه، فكان إذا ضربه أحدهم كان النبي يدعو له قائلًا: “ربِّ اغفر لقومي فإنَّهم لا يعلمون” ولقد صبر على إعراضهم عن دين الله وعن أذيتهم له لمدة 13 عامًا، حتى هاجر إلى المدينة ونصره الله بكثرة المسلمين ونصر الله دينه ورسوله وعاد الرسول إلى مكة منتصرًا وقويًا بالمسلمين، لكنه دحل مكة مخفضٍ رأسه متواضعًا بما أنعم الله عليه، وعندما كان بيده أن يرد لهم اذيتهم لم يفعل واختار العفو عند المقدرة فقال قولته الشهيرة لمن حاربه وآذاه هو وأصحابه: (
ما ترون أني فاعل بكم ؟، قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال: أقول كما قال أخي يوسف
: (
قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) من سورة
يوسف،
اذهبوا فأنتم الطلقاء
) رواه
البيهقي
. [4]