ما هي الحالات التي يسقط شرط استقبال القبلة
يسقط شرط استقبال القبلة في حالات منها
لا يوجد خلاف بين العلماء على ان استقبال القبلة شرط من شروط صحة الصلاة ولا تصح الصلاة بدونها، وبالاجماع من العلماء تعتبر الصلاة باطلة اذا ترك الشخص استقبال القبلة وهو يعلمها ويعلم جهتها، وذلك لقوله تعالى ( وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) البقرة/144
لكن في بعض الحالات يمكن ان يستثنى من ذلك المسلم وتقبل صلاته، اذا:
- كان الشخص يصلي صلاة الخوف وعند قتال العدو
- صلاة الغريق، والمصلوب اي مثل الشخص المريض الذي لا يستطيع ان يدير وجهه الى القبلة او الشخص المربوط، لقول الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:115].
- صلاة السفر للانفال في الدابة على السفر
- عند العجز عن استقبال القبلة مثل الشخص الذي لا يستطيع ان يستقبل القبلة في حالات قتال العدو مثلًا او الهرب من النيران او من حيوانات مفترسة
ويفضل ان يقوم الشخص بمعاينه القبلة من خلال الاجتهاد ويحاول قدر الامكان التوجه الى القبلة الصحيحة.
واستقبال القبلة شرط من شروط الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، ولا فرق بين صلاة الفرض او صلاة النافلة، فهذا الشرط يجب ان يتحقق الا في الحالات السابقة [1] [2]
سبب سقوط شرط استقبال القبلة
الله عز وجل جعل ديننا الاسلامي دين يسر لا عسر، ولا يوجد فيه تكلف، والسبب في سقوط شرط استقبال القبلة في الحالات المذكورة في السابق ان الله عز وجل اراد ان يخفف عن الناس في اداء الطاعات دون مشقة عليهم، وهذا الامر له اثر كبير في استمرارية الاسلام لانه يتسم بالسهولة واليسر ويجعل الناس تشعر بالقرب من الله سبحانه وتعالى الذي لم يرد ان يجعل العبادة مشقة.
فمثلًا تسقط شرط استقبال القبلة في الحالات التالية للاسباب:
- الشخص المريض الذي لا يستطيع التوجه الى القبلة، عندها يسقط عندها شرط استقبال القبلة كشرط لصحة الصلاة، لأن الله عز وجل اراد التخفيف عن الضعفاء واليسر للمؤمنين وهذا التيسير لا يترك حجة كي يتهاون الشخص في العبادة، قال تعالى ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم ) التغابن/16 . وقوله تعالى : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا ) البقرة/286 وفي هذا المجال نرى ايضًا ان الله لم يرد ان تكون العبادة مجهدة، فمن لم يستطع ان يصلي واقفًا بإمكانه ان يصلي جالسًا كي يمتثل المسلم لامر الله عز وجل في جميع الاحوال، ولا يهمل صلاته.
- عند شدة الخوف: اذا كان الانسان في وضع يضع حياته تحت التهديد مثل الهروب من اناس يلاحقونه او الهروب من الحيوانات المفترسة مثل الذئب، او حتى الهروب من المياه الجارفة الى اماكن جافة، يمكن للشخص حينها ان يصلي بحسب ما يملي عليه قلبه انها القبلة، قال تعالى: إِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ) البقرة/239، وهذه الاية تدل على ان الذكر (والمقصود به العبادات مثل القبلة) يمكن ان تصح الصلاة بدونها في حالات الخوف الشديد
- في السفر مثل الطائرة او في البعير مثل سفر المسلمين في الماضي، فإن المصلي يستطيع ايضًا ان يصلي النوافل مثل الوتر دون استقبال القبلة، وهذا الامر من باب اليسر في السلام، والرحمة كي لا يترك المسلم الفريضة لأنه يعاقب على تركها، وقال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [3]
حالات لا يسقط فيها شرط استقبال القبلة
الصلاة شرط من شروط صحة الصلاة، لا تصح الصلاة بدونه، ولا تصح الصلاة اذا اهمل الانسان استقبال القبلة، لكسل في السؤال عنها، او تهاون، ولا يسقط شرط استقبال القبلة الا في الحالات المذكورة في الاعلى مثل المرض والعجز والهروب من العدو او الحيوانات المفترسة او الخوف من الغرق.
اما دون هذه الحالات فيجب على الشخص قضاء الصلاة، لأن القبلة باجتماع علماء المسلمين هي فرض عين على كل مسلم ومسلمة.
وفي حالات الانحراف بشكل بسيط عن القبلة فإن هذا الامر لا يضر بصحة الصلاة، ولا تعتبر الصلاة باطلة، مثل الانحراف بشكل يسير الى جهة اليمين او الى جهة اليسار، لقول النبي عليه الصلاة والسلام لاهل المدينة: ما بين المشرق والمغرب قبلة
حكم الصلاة بدون استقبال القبلة
الصلاة تعتبر باطلة اذا صلى المسلم بدون استقبال القبلة جهلًا او تهاونًا في اداء الطاعات وصلاته تكون غير صحيحة، لأنه باستطاعته ان يسأل ويتحرى عن القبلة، ويستطيع معرفة اتجاه القبلة من جهة المساجد في الحالات العادية.
لذلك لا يجب ان يصاب الشخص بالغرور ويتهاون في اداء الطاعات والامور المسلم بها على مبدأ ان الدين دين يسر، لأن هذا لا يعني على الاطلاق التغافل، وقد جعل الله عز وجل الاسلام دين يسر من اجل مساعدة الناس على العبادات وتيسيرها وتسهيلها، لا للتغافل في الطاعات، ويتوجب على المسلم في هذه الحالى قضاء جميع الصلوات التي صلاها بدون قبلة، اما اذا قام بهذا الفعل الطفل الصغير الذي لم يبلغ بعد، فلا بأس عليه ولا يحتاج لقضاء هذه الصلوات.
لكن لا باس بالانحراف عن القبلة بشكل بسيط، وهي تقدر بمقدار 45 درجة لكل جهة من جهات المصلي عن يمينه وعن يساره
وفي الحالات مثل المرض او العجز او طريق السفر الصعب فقط، يسمح بالصلاة دون استقبال القبلة اذا لم يستطع الشخص معرفة اتجاهها [5] [2]
هل يسقط شرط استقبال القبلة على المسافر
اذا كان الشخص المسافر في بلاد اجنبيه ولم يجد اي شخص يرشده الى مكان القبله الصحيحة، فصلاته صحيحة حتى يعرف مكان القبلة، ولكن يشترط ان يكون قد حاول جهده لمعرفة القبلة الصحيحة، وقام بعدها بالصلاة الى غير القبلة
اما اذا صلى بدون استقبال القبلة في بلاد المسلمين بحيث يكون بامكانه بسهولة
معرفة اتجاه القبلة
لان هناك طريق عديدة للغاية لمعرفة اتجاه القبلة، فصلاته خاطئة ويتوجب عليه قضاء الصلاة، اذا كان شخص بالغ راشد، واستدل علماء الدين على ذلك من احاديث النبي عليها الصلاة والسلام، عن حديث جابر حديث جابر رضي الله عنه قال: ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرة أو سرية ، فأصابنا غيم ، فتحرينا واختلفنا في القبلة ، فصلى كل رجل منا على حدة ، فجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا ، فلما أصبحنا نظرناه ؛ فإذا نحن صلينا على غير القبلة ، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يأمرنا بالإعادة ، وقال : قد أجزأت صلاتكم) [6] [4]