ما هو الإيمان بالله
الإيمان بالله هو
الإيمان بالله هو
الاعتقاد الجازم بوجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته
. والإيمان بالله هو الركن الأول من أركان الإيمان. ويمكن الاستدلال على ذلك من الحديث التالي. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت..).[1]
محاور الإيمان بالله
- الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى
- الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى
- الإيمان بألوهية الله سبحانه وتعالى
- الإيمان بأسماء وصفات الله سبحانه وتعالى
الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى :
عدد اركان الايمان
ستة أولها الإيمان بالله. الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى أمر محسوم عند أصحاب الفطرة السوية والعقول السليمة. ودلالة الفطرة حديث النبي صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِه، أَوْ يُنَصِّرَانِه، أَوْ يُمَجِّسَانِه) رواه البخاري. أي أن الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى فطري ضروري عند كل الناس وإن كان بعض الناس قد انصرف عن الفطرة السوية وأنكر وجود الله سبحانه وتعالى فهو قد خرج عن الفطرة وهو بحاجة إلى التأمل والتفكر للعودة إلى الفطرة السليمة.
ودلالة العقل قول الله سبحانه وتعالى في سورة الطور: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُون * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لاَّ يُوقِنُون). هل يعقل أن تكون كل الكائنات والمخلوقات موجودة من تلقاء نفسها أو موجودة صدفة؟ لا بد لكل الكائنات والمخلوقات من خالق وهو الله سبحانه وتعالى. بالإضافة إلى ذلك، فإن الآيات الكونية ومعجزات الأنبياء هي دليل قطعي على وجود الله سبحانه وتعالى.
الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى :
معنى الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه وأن الله سبحانه وتعالى له الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله وليس له في ذلك شريك. هناك الكثير من الأدلة من القرآن الكريم على ربوبية الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى في سورة الأعراف (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ الله رَبُّ الْعَالَمِينَ) وفي سورة البقرة (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا) وفي سورة فصلت (سَنُرِيْهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
والإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى يكون بالإيمان والتصديق التام والاعتقاد الجازم دون أدنى شك أن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء وهو الخالق والرازق والمحيي والمميت وحده لا شريك له. كما أن الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى يتحقق بالتصديق التام والاعتقاد الجازم الذي يدعو إلى توحيد الله سبحانه وتعالى وحمده وشكره لأن الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة دون سواه.[1] [2]
الإيمان بألوهية الله سبحانه وتعالى :
الإيمان بربوبية وبألوهية الله سبحانه وتعالة يكون بالإيمان بكلمة لا إله إلا الله. ومعنى كلمة لا إله إلا الله أن لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى وحده المستحق لكل أنواع العبادة الظاهرة والباطنة ولكل أنواع العبادة سواء بالأقوال أو بالأفعال وأن تكون كل أنواع العبادة خالصة لله سبحانه وتعالى دون سواه. قال الله تعالى في سورة البقرة (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، و أنِّي رسولُ اللهِ، لا يلْقَى اللهَ بِهِما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فِيهِما إلَّا دخَلَ الجنةَ) وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ إِلٰهَ إِلاَّ الله دَخَلَ الْجَنَّةَ). في قول الشيخ ابن عثيمين (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً).[1] [3]
الإيمان بأسماء وصفات الله سبحانه وتعالى :
من محاور الإيمان بالله تعالى الإيمان بأسماء وصفات الله سبحانه وتعالى. والإيمان بأسماء وصفات الله سبحانه وتعالى من القرآن الكريم أو السنة النبوية من غير تحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل وهي من الأمور التي تنافي تحقيق الإيمان بأسماء وبصفات الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى في سورة الأعراف (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وفي سورة الشورى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
فالله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في ربوبيته وفي ألوهيته وفي أسمائه وفي صفاته. وهنا نستذكر قول الشيخ ابن عثيمين (أسماء الله تعالى توقيفية، لا مجال للعقل فيها، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يُزاد فيها ولا يُنْقَص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء، فوجب الوقوف في ذلك على النص) فالإيمان بأسماء وبصفات الله سبحانه وتعالى من الإيمان بالله.[1]
تقوية الإيمان بالله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثٌ من كُنَّ فيه، وجَد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون اللهُ ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يَكرهَ أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يَكرهُ أن يُقذَف في النار) من اجل تذوق حلاوة الإيمان يجب تقوية الإيمان بالله تعالى من خلال بعض الأمور مثل تدبر القرآن الكريم لأن تدبر القرآن الكريم يقوي الإيمان بالله تعالى مع الحرص على تدبر معاني القرآن بنية صالحة وهي تقوية الإيمان بالله.
من سبل تقوية الإيمان بالله سبحانه وتعالى أيضًا قراءة سيرة وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاق الصحابة الكرام والاقتداء بهم وهذا الأمر يحث على الاجتهاد للتقرب من الله سبحانه وتعالى. علاوًة على ذلك، فإن محاسبة النفس هي من الأمور المفيدة في تقوية الإيمان لأنها تذكر الإنسان بضعفه وتقصيره وتحث على الطاعة لله سبحانه وتعالى. وأخيرًا، هناك بعض الأمور المفيدة مثل مجالسة الصالحين وحضور الحلقات والخطب الدينية النافعة والإكثار من الدعاء لله سبحانه وتعالى عسى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم.[4]