ما هي منجزات الحضارة الإسلامية في الطب
شملت منجزات الحضارة الإسلامية مجالات عدة منها الطب
تبنى المفكرون الاسلاميون بعض التجارب والوصفات العلاجية من العصر الجاهلي، كما تبنوا الوصفات الاغريقية والطب في اليونان، ونبذوا الخاطئ منه، وقاموا بالعديد من التجارب لاكمال ما فات من الطب، اي انهم لم يأخذوا الطب كما هو، بل قاموا بانتقاده وتصحيح الخاطئ منه وتطويره، فبرع متخصصون، منهم الرازي الذي يعارض ابقراط في بعض اقواله الطبية مثل قوله ان ماء الاستسقاء يصل الى الرئة فيزيد من شدة السعال، ونراه تارةً يتفق مع جالينوس، وتارةً يعارضه في الرأي.
والطب في العصر الاسلامي لم يكن هدفه فقط انتقاد الطب السابق، بل كان هدفه ترك ما هو خاطئ وتبني ما هو صحيح، والمرحلة الذهبية في الطب العربي بدأت في القرن العاشر الميلادي، واستمرت الى نهاية القرن الثاني عشر، وبرع في هذه الفترة اطباء متميزون مثل الرازي، الذي كشفوا ما هو جديد في عالم الطب، ووضعوا عددًا كبيرًا من المؤلفات، اما الفترة التالية للقرن الثاني عشر ميلادي، فلم تضيف الى الطب العربي اي اهمية تذكر، سوى اكتشاف الدورة الدموية الصغرى.
ازدهر الطب في العصر العباسي حيث اهتم الخلفاء العباسيون بالترجمة بشكل كبير في دار الحكمة التي اسسها الخليفة المأمون، وكان فيها عدد كبير من المترجمين، وبدأ الطب العربي بالازدهار حينها حتى وصل الى الاندلس وقرطبة ووصل الى اقاصي اطراف الدولة الاسلامية
من منجزات الحضارة الإسلامية في الطب
- ترجمة المؤلفات الطبية
- بناء المشافي
- في علم الصيدلة
- دوران الدم والتشريح
- تشخيص الامراض
- في الجراحة
ترجمة المؤلفات الطبية:
زاد الاهتمام بشكل كبير بالعلم في القرن التاسع، حيث كانت انجازات العرب في القرن الثامن ضئيلة لا تتجاوز اكثر من مؤلفات قليلة للغاية في الطب، لكن بانتهاء القرن التاسع اصبح العرب ملمين بكل علم الاغريق وظهر العلماء وازدهر الطب، وهذه العملية من اكثر الامور التي لم تقدر حق التقدير. [1]
بناء المشافي:
انشأ العرب الكثير من المشافي التي كانت تسمى انذاك بالبيمارستانات، وكان بناء المشافي في كل مدينة من المدن الاسلامية يترافق مع غرق اوروبا في الظلام والجهل، فكانت المشافي في الاوروبا مليئة بالجهل، وكان المرضى يوضعوا جميعهم بغرفة واحدة بغض النظر عن امراضهم، فتجد الاطفال بجانب الشيوخ والمرأة التي تعاني من المخاض بجانب الرضيع، وغيرها من الامور التي تصدق، اما العرب فكانوا في اوج تطورهم العلمي، ومن اشهر البيمارستانات
بيمارستان العتيق الذي تم انشائه عام 1172 على يد صلاح الدين الايوبي
بيمارستان قلاوون الذي تم تأسيسه على يد السلطان المملوكي المنصور قلاوون عام 1283، وكان مقسم لاقسام عديدة تدرس الطب في الشكل النظري والعملي.
في علم الصيدلة
: يعتبر المسلمون مؤسسو الصيدلة، وعلم صناعة الادوية، فكان الترياق مصمم لمكافحة مرض معين، وليس تجارة فقط، وابن سينا يعتبر من مؤسسي هذا المجال، ومن ابرز علماء الصيدلة المسلمين ابن وافد الاندلسي، الغافقي، الادريسي القرطبي، ابو المنصور الصوري، احمد بن البيطار الذي الف موسوعة كاملة تسمى الجامع لمفردات الأغذية والادوية. [2]
دوران الدم والتشريح:
غالبًا ما يعزى الفضل في اكتشاف الدورة الدموية الى وليام هارفي عام 1616، لكن الفضل الحقيقي يعود في الحقيقة الى ابن النفيس قبل ثلاثمائة عام من وليام هارفي، وقد علم ابن النفيس ان القلب مؤلف من نصفين وان الدم يمر عبر الرئة ويعود الى القلب عندما ينتقل من نصف القلب الى نصفه الاخر بدورة تمر عبر الجسم باكمله وتسمى الدورة الدموية.
تشخيص الامراض
: للمسلمين اسهامات كبيرة في تشخيص الامراض، فقد كشف الرازي الفارق بين الجدري وبين الحصبة، وهو يعتبر مؤسس علم الاطفال، كما اكتشف ابن سن مرض السل، وكشف كيفية انتقال الامراض الخمجية والمعدية.
في الجراحة
: عندما نذكر الجراحة، لم يمكننا سوف ان نرفق معها اسم الطبيب الزهراوي، وهو طبيب اندلسي اخترع اكثر من 200 اداة جراحية، والعديد منها يستخدم الى يومنا الحالي، من ضمنها الابرة الجراحية، المنظار، الملقط والمشرط. [3]
اسباب تميز الحضارة الاسلامية في الطب
- الاهتمام بالعلم والتعليم
- اعداد الاساتذة
- تنظيم الخبرات السريرية
- تركيب وتنظيم العقاقير
- تطوير البيمارستانات
- ممارسة علوم التشريح
الاهتمام الشديد بالعلم:
الاهتمام بالعلم كان من اهم الامور في السياسات في الدول الاسلامية، فكان الحكام يهتمون بالعلم والعلماء، وخاصةً في بغداد، حيث كانت لكتب العلم والفلسفة والطب اهمية كبرى، ويقام من اجلها حروب، وقد
انطلقت الحضارة الإسلامية من المدينة المنورة في شبه الجزيرة العربية
وبدأ هذا الامر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي افتدى اسرى غزو بدر بالعلم والتعليم
اعداد الاساتذة:
لم يأتي التطور والانجازات من فراغ، بل حدث في البداية اعداد اساتذة مخضرمين في الطب مثل ابو بكر الرازي، الذي درس الطب اليوناني، واطلع بشكل كبير على الطب النظري والطب السريري حتى اصبح من خير الاساتذة وابرعهم
تنظيم الخبرات السريرية
: لم يكتفي العرب فقط بالمعرفة النظرية بل اهتموا ايضًا بتنظيم الخبرة السريرية، ونستدل بذلك من مؤلفات الرازي الذي كان يركز بشكل كبير على التجربة التي نشهدها اليوم بمعناها الحديث.
تركيب العقاقير:
يعتبر العرب بدون مبالغة من اوائل من نظم العقاقير والادوية المركبة والمفردة، وقد اخذ الغرب من العرب الكثير من علمهم بهذا المجال، حيث اعتبر كتاب ابن البيطار مرجع للغرب حتى منتصف القرن الثامن عشر
ممارسة علوم التشريح:
كان العرب في البداية يأخذون معلوماتهم التشريحية عن ابقراط وجالينوس، ولكن لم يستمر هذا الوضع طويلًا حتى ادركوا الاخطاء الفادحة في الطب اليوناني، على سبيل المثال كان ابن سينا يعتمد على وصف اليونانيين الخاطئ لتشريح القلب، ولكن ابن النفسي والبغدادي استطاعوا ان يتفقوا في علوم التشريح ويكتشفوا اخطاء جالينوس الذي كان يقول ان بين البطين الايمن والايسر توجد فتحة، وهذا بالطبع امر خاطئ ما لم يكن هناك مرض يسمى الفتحة بين البطينين. [2]
اشهر الاطباء الاسلاميين العرب
- الرازي
- ابن سينا
- الاطباء النساء
الرازي:
الرازي كان عالمًا فارسيًا، كيميائيًا، وفيزيائيًا وباحثًا شاملًا اكتشف الفرق بين الحصبة والجدري، واكتشف الكيروسين والكثير غيرها، والف اكثر من 200 كتاب ومقالة، ويعتبر اب طب الاطفال، كما يعتقد ان اكتشف الربو التحسسي وهو اول من وصف الحمى كآلية دفاعية ضد الامراض
ابن سينا:
ابن سينا كان ايضًا من الاطباء الشهيرين الذي ألف اكثر من 450 كتاب، واشهر مؤلفاته قانون الطب الذي يعتبر من اشهر المؤلفات الطبية وترجم الى العديد من اللغات مثل الانجليزية، والفرنسية، والالمانية، وكان يحتوي على تعاليم طبية مفيدة ونظريات علمية ودوائية هامة للغاية.
الاطباء النساء:
لم يكن التعليم حكرًا على الرجال في عصر ازدهار الحضارات الاسلامية، فبعض النساء تلقوا تدريبًا ودراسات عالية في مجال التدريب الطبي، وقاموا بعلاج كل من الرجال والنساء، بالرغم من ان اسمائهن لم تكن شائعة بقدر المفكرين الرجال، كما قامت النساء بعلاج امراض النساء الاخرى لانهن كانوا اكثر قدرة على فهم الاضطرابات التي تصيب النساء من الرجال. [4]