ما هي نواتج سقوط الدرعية
من نواتج سقوط الدرعية
- أصبحت الحجاز تخضع لسيطرة الدولة العثمانية بلا منازع.
- كثرت التهاني لسقوط الدرعية على السلطان العثماني «محمودخان الثاني» من قبل سفراء الدول الأوروبية المعتمدين في اسنطبول وكان سفير روسيا أول المهنئين.
-
قويت قدرات محمد علي وارتفاع مكانته بعد اسقاط الدرعية و
مؤسس إمارة الدرعية
مانع بن ربيعة المريدي. - أثبت محمد علي قوة حكمه بمصر فلم يكون السلطان العثماني القوة لمحاولة زحزحة حكمه من مصر
- بداية محمد علي في تنفيذ أحلامه في تأسيس امبراطورية خاصة به، وذلك بالامتداد لداخل بلاد الشام والسودان وهو ان دول أوروبا وقفت في وجهه بحسب معاهدة لندن 1256هـ – 1840م التي قصرت الحكم على مصر فقط.
من نواتج سقوط الدرعية تدمير المدينة وإخراج سكانها
لم تتوقف النتائج عن هذا الحد بل دمر الجيش المزارع المحلية، ويقدر محمد البسام في تاريخه عدد النخيل التي اقتلعها ابراهيم باشا في الرس ب«50» ألف نخلة وفي الدرعية ب«80» ألف نخلة وداخل المدن والقرى النجدية الأخرى ما يقارب هذا العدد، مما كان له أكبر الأثر في تدمير زراعة البلاد وتجارتها التي بدورها اثرت على السكان، وزاد من سوء الحالة الضرائب الباهظة التي كثيرا ما يفرضها ابراهيم باشا على السكان، ثم انعدام الأمن وانتشار الخوف حتى كان يلجأ البعض للسفر بين القرية وغيرها ولكن الامر كان محفوفاً بالمخاطر كما حدثت مجاعة بين السكان حتى اضطروا الى أكل الخشب بعد ان انهيار الاقتصاد ببلادهم بهذه الصورة.
أثر سقوط الدرعية على منطقة نجد
أما أثر سقوط الدرعية في منطقة نجد فقد كانت
الدرعية عاصمة الدولة السعودية الكبرى
، وكانت نجد أقوى بلاد الجزيرة العربية تأثراً بهذا الحدث وما نتج عنه من آثار ضارة في الجوانب الدينية والاقتصادية والسياسية.
النتائج الدينية :
من الناحية الدينية يبالغ ابن بشر في وصف ما وصلت إليه نجد في هذا الجانب بعد سقوط الدرعية فيقول أنه انعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانتشرت بين الناس المحرمات وترك الصلاة والافطار خلال شهر رمضان، وفي تلك الفترة قتل ابراهيم باشا لعدد من العلماء ومعاملة بعضهم معاملة سيئة وهروب بعضهم الآخر للخارج.
النتائج الاقتصادية :
كان لهذا الحدث آثار اقتصادية ضارة في نجد بشكل عام، وبالاخص البلاد التي اتت لها حملة ابراهيم باشا، وهذا لما أحدثته من نهب وتدمير لكل ممتلكات هذه البلدان، وقويت فعلهم هذا في الدرعية وما حولها، فقد قام ابراهيم باشا بهدم مدينة الدرعية كلها التي سبق ان تعهد الامام عبدالله بن سعود بالمحافظة عليها وعلى سكانها إلا انه لم يلبث ان جاء أمر والده بهدمها وهدمت بالفعل.
النتائج السياسية :
فبعد ان كانت الدولة السعودية الأولى توحد أجزاءها تفكك عقد هذا التوحيد الى أقصى الحدود بالتفريق، وظهرت ظاهرة الامارات المتعددة المتناحرة، بالاخص في البلدان التي حول الدرعية أو القريبة منها، مما كان لهذا أكبر الأثر في التفتت السياسي الذي شهدته نجد في ذلك الوقت، كما ان ابراهيم باشا قام بارسال كل من وقعت عليه يده من آل سعود وآل الشيخ الى مصر واعدامهم بعد ان خسرت وقائع الدرعية الكثير منهم، وقد أضاف الى ذلك عودة اغلب زعماء البلدان السابقين الى بلدانهم ومحاولتهم استرجاع نفوذهم في هذه البلدان.[1]
من أسباب سقوط الدرعية
- التفاوت في العدد.
- التفاوت في العدة.
- التفاوت في القيادة العسكرية.
- التفاوت في الخطط العسكرية.
- ضعف الامكانات المادية وضحالة الموارد المالية.
- العامل النفسي
التفاوت في العدد: حيث يبدو ان عدد جيوش الحملات الذي ذكر ومنها حملة ابراهيم باشا كان أكثر عدداً من المحاربين لهم داخل جيوش الدرعية، حتى وصل عدد الحملة الواحدة الى أربعة عشر ألف مقاتل، بينما نجد ان الوثائق توضح ان عدد المحاربين بداخل الدرعية كان لا يتعدى أربعة آلاف مقاتل وهو تفاوت كبير وواضح.
التفاوت في العدة: فقد كانت جيوش الحملات مسلحة بأسلحة قوية وحديثة بالمقارنة مع جيوش الدرعية، وبالاخص حملة ابراهيم باشا، حيث أخذ معه مدافع كبيرة ومنها مدافع فرنسية لا يعرلم السعوديين مستواها، كما أخذ معه خبراء عسكريين فرنسيين وعددا من الأطباء والصيادلة.
التفاوت في القيادة العسكرية: حيث وضح ذلك من بعد وفاة الامام سعود الكبير عام 1229هـ فانهزمت البلاد بوفاته قائداً عسكرياً واداريا عظيماً، واتى ابنه عبدالله الذي يبدو انه لم يكن بمستوى أبيه داخل القيادة العسكرية والادارية وان وصف بالصبر على محاربة الأعداء، ووقف امام ابراهيم باشا المعروف بقوته وحزمه وحكمته العسكرية.
التفاوت في الخطط العسكرية: وهذا بان الامام عبدالله لم يقوم بخطة أبيه الامام سعود لمحاربة جيوش الحملات، محاربة قائمة على مناوشة القوات الغازية وارهاقها بقوات بسيطة واشغالها في العديد من موقعة، وإنما لجأ الى منازلة عدوه بمعارك ضخمة فاصلة رغم قوة جيش عدوه في العدد والعدة، ويظهر هذا بوضوح في معركة «بسل» عام 1230هـ ومعركة «ماوية» غرب القصيم، عام 1232هـ ثم حصار الرس حتى حصار الدرعية.
ضعف الامكانات المادية وضحالة الموارد المالية: فبالرغم من ان الدولة السعودية الأولى وصلت درجة من الغنى ضخامة خاصة خلال عهد الامام سعود الكبير، فإنها لا تقارن بثروة مصر ومواردها الطبيعية، وحينما اتت الهزائم على الدولة وضاع الحجاز عنها نقص العديد من مواردها المالية، والمال هو عصب الحرب به يمكن تجهيز الجيوش وجذب عدد كبير من المقاتلين.
وأخيراً العامل النفسي: بالنسبة للامام عبدالله واتباعه، بلا شك ان اتت الهزائم فأصبح أضعف كما وزاد من تكالب عدوهم عليهم، وثبطت عزائمهم خلال استغلال كثير من الفرص المتاحة لهم إذ لاشك ان النجاح يقود الى النجاح والهزيمة تثبط العزيمة.
آثار سقوط الدرعية على داخل الجزيرة العربية
أما آثار سقوط الدرعية في داخل الجزيرة فقد كانت تعتبر ضخمة وكبيرة، فقد انهارت هذه الدولة التي كانت توحد اغلب أجزاء هذه الجزيرة بدولة اسلامية عربية موحدة، وعادت الجزيرة العربية الى التشتت من جديد، وتحطم ما وضعته هذه الدولة من تقدم اقتصادي وما انتجته دعوتها «دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب» من تراث فكري وثقافة اسلامية صافية.
نتائج عودة الحكم العثماني
الحجاز قد رجعت للحكم فيه للاشراف باسم السلطان العثماني ومحمد علي، وظل حكمهم فيه مدة طويلة حتى دخول الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1344هـ- 1925م.
الأحساء عادت لحكم بني خالد مرة أخرى تحت قيادة ماجد بن عريعر، وقد كان ابراهيم باشا بعد اسقاط الدرعية قد تم ارسال لفرقة عسكرية للاحساء يقودها محمد كاشف الذي صادر كل ما كان ببيت المال السعودي بالاحساء من أموال وخيل وأسلحة وقام بقتل بعض العلماء والمرشدين.
فيما يخص منطقة الخليج العربي فإن بريطانيا التي كانت مهتمة بالخليج قد انزعجت من نشاط القواسم برأس الخيمة ضد سفنها، وحاولت القضاء عليهم في حملة ولكنها فشلت، وكان القواسم من التابعين لحكومة الدرعية ومن المتحمسين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، لهذا انتهزت بريطانيا فرصة سقوط الدرعية وغياب الدولة السعودية الأولى الداعمة للقواسم وارسلت حملة كبيرة على القواسم في رأس الخيمة فاستولت عليها وقضت على قوتهم.