معاني مؤثرة.. ” لا تشكُ للناسِ جُرحًا أنتَ صاحبهُ “
شكواك للناس يا ابن الناس منْقصَةٌ
بيتٌ من الشعرِ أذهلني بروعته
توسدَ القلبَ مذْ أن خطهُ القلمُ
أضحى شعاري وحفزني لأكرمهُ
عشرينَ بيتا لها مِن مِثلهِ حكمُ
لا تشكُ للناسِ جرحاً أنتَ صاحبهُ
لا يؤلمُ الجرحَ إلا منْ به ألمُ
شكواكَ للناسِ منقصةٌ ومن
من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ
فالهمُ كالسيلِ والأمراضُ زاخرةٌ
حمرُ الدلائلِ مهما أهلها كتمُ
فان شكوتَ لمنْ طابَ الزمانُ لهُ
عيناكَ تَغلي ومنْ تشكو لهُ صنمُ
وإذا شكوتَ لمنْ شكواكَ تُسعده
أضفتَ جرحاً لجرحكَ اسمهُ الندمُ
هلْ المواساةُ يوماً حررتْ وطناً
أم التعازي بديلٌ ان هوى العَلمُ
منْ يندبُ الحظُ يطفئُ عينَ همِتَّهُ
لاعينَ للحظِ ان لمْ تبصرْ الهممُ
كمْ خابَ ظني بمنْ أهديتهُ ثقتي
فأجبرتني على هِجرانِهُ التهمُ
كمْ صِرتُ جسراً لمنْ أحببتهُ فمشى
على ضلوعي وكمْ زلّتْ به قدمُ
فداسَ قلبي وكانَ القلبُ منزله
فما وفائى لخلٍ مالهُ قيم
لا اليأسُ ثوبي ولا الأحزانُ تكسرني
جرحي عنيدٌ بلسعِ النارِ يلتئم
اشربْ دموعَكَ واجرعْ مرهَّا عسلاً
يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ
والجِمْ همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرساً
وانهضْ كسيفٍ إذا الانصالُ تلتحم
عدالةُ الارضْ مذْ خلقتْ مزيفةُ
والعدلُ في الارضِ لاعدلٌ ولا ذممُ
والخيرُ حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ
والشرُ ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نَهمُ
كل السكاكينْ صوبُ الشاةِ راكضةٌٌ
لِتطُمئنُ الذئبَ ان الشملَ ملتئمُ
كنْ ذا دهاءٍ وكنْ لصاً بغيرِ يدٍ
ترى الملذاتِ تحتَ يديكَ تزدحمُ
المالُ والجاهُ تمثالانِ مِنْ ذهبٍ
لهما تصلي بكلِ لغاتِها الاممُ
والاقوياءُ طواغيتٌ فراعنةٌٌ
واكثرْ الناسَ تحتَ عروشِهمْ..خَدَمُ
شكواكَ شكواي يا منْ تكتوي ألماً
ما سالَ دمعٌ على الخدينِ سالَ دمُ
ومنْ سوى اللهِ نأوي تحتَ سدرَتهِ
ونستغيثُ بهِ عوناً ونعتصمُ
كنْ فيلسوفا ترى انَ الجميعَ هنا
يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ
كتب هذه القصيدة الشاعر العراقي : (كريم العراقي)، منذ ما يزيد عن ثلاثين سنة.[1]
من هو الشاعر كريم العراقي
هو شاعر عراقي وُلد في بغداد، اسمه الحقيقي كريم عوده، ولد الشاعر المعاصر كريم العراقي في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد، اسمه كريم عوده، حصل على دبلوم علم النفس، وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد، عمل كريم عوده كمعلم في مدارس بغداد لعدة سنوات، ثم عمل مشرفًا متخصصًا في كتابة الأوبريت المدرسي.
كتب، ونشر أعماله منذ أن كان تلميذًا في المدرسة الإبتدائية، كتب في العديد من المجلات العراقية مثل : (المتفرج، والراصد، والإذاعة والتليفزيون، وابن البلد، ووعي العمال، ومجلة الشباب)، وقد كان مهتمًا بالعديد من الفنون مثل : كتابة الشعر الشعبي، وكتابة الأغاني، والأوبريت، والمسرحية، والمقال، علاوة على اهتمامه بالثقافة، والأدب، بدأ في اقتحام مجال كتابة الأغني في عام 1974، قدّم أغنيتين للأطفال أثناء دراسته في المرحلة المتوسطة هما : (الشميسة، ويا خالة يالخياطة)، وقدم بعدها العديد من الأعمال الناجحة.[2]
أغاني من تأليف كريم العراقي
- (تهانينا يا أيام) لصلاح عبدالغفور.
- (دار الزمان ودارة) لسيتاهاكوبيان.
- (جنة جنة) غناء رضا الخياط، وألحان عباد عبدالكريم.
- (عمي يبو مركب) لفؤاد سالم.
- (وي هلة) لأنوار عبدالوهاب.
- (عرفت روحي أنا) لرياض أحمد.
- (يا أمي) لسعدون جابر.
- (خيرتك حبيبي) لصلاح عبدالغفور.
- (الشمس شمسي والعراق عراقي) أداء، وألحان جعفر الخفاف.
كتب
كريم العراقي
للعديد من المطربين، قدّم عام 1981 لسعدون جابر أربع أغنيات من ألحان الفنان الكبير بليغ حمدي، وثلاث أغانِ لحسين نعمة : (تحياتي، شكد صار أعرفك، هنا يمن كتلي اعتمد)، وانطلاقته الحقيقية كانت في مصر مع الفنان كاظم الساهر، حيث بدأ في كتابة الأغنيات لكاظم الساهر منذ عام 1987، بعد أن بدأت علاقتهم كأصدقاء في الجيش، وقد ألّف أكثر من سبعين أغنية غناهم كاظم، كانت أولهم كانت أغنية من مسلسل (شجاهه الناس)، و(ناس وناس)، و(معلم على الصدمات قلبي)، و(افرح ولا تحرموني منه).
تعامل الشاعر كريم العراقي مع العديد من الفنانين العرب أثناء وجوده في القاهرة، منهم : (ديانا حديد، فضل شاكر، سميرة سعيد، ومحمد منير، وعمر العبدلات، وهاني شاكر، وأصالة نصري، وصابر الرباعي، وغيرهم)، كما أنه تعامل مع بعض المطربين العراقيين المغتربين مثل : (ماجد المهندس، ورضا الخياط، وعادل المختار، ورضا العبدالله)، وأنتج في عام 2005 لشركة روتانا أول كاسيت بصوته، يؤدي قصيدة بعنوان (دللول)، بعزف منفرد بالعود.[2]
كتب من تأليف كريم العراقي
- حروف المعرفة.
- المحكمة.
- أحبك جدًا وقصائد أخرى.
- الغواص واللؤلؤ.
- الأمومة.
- دلع وقصائد أخرى.
- عيد وحب وقصائد أخرى.
حروف المعرفة
: كتاب يحتوي على قصائد عن الرعاة رائعة، وبلغة بسيطة، ومتقنة للأطفال، مع رسوم زكريا عبد العال.
المحكمة
: إليك جزء من القصيدة : (
وقالت الحبيبه: كن منصفاً ياسيدي القاضي تخونني لغتي وألفاظي إن الذي أمامك الآن رجل الرجال بعيني كانا أعطيته ثقتي بلا حد صرت له بيت من الورد صارحني وبصوته جرح: أنا ضائع ممزق البال)، وقد غناها كاظم الساهر.
أحبك جدًا وقصائد أخرى
: إليك أسماء بعض قصائد هذا الكتاب : (قل للمليحة، امرأة المطر، الآنسة، القلب العنيد، ولا مثل صبري، يا هلا بهل طول)، وقد غنى بعض هذه القصائد المطرب كاظم الساهر.
الغواص واللؤلؤ
: سلسلة من القصائد بديعة النظم مقدمة للأطفال لتساهم في تشكيل عقولهم، كتب فيها كريم عن النخيل، والرعاة، والبحار، واللؤلؤ، وعن أطفال من متحدو الإعاقة، وكتب عن الصبر، والأمل، والكفاح، والإيمان، وهي قصائد مدعوة برسوم الفنان زكريا عبد العال للترك أثر بصري، مع أثر الكلمات.
الأمومة
: سلسلة قصائد للأطفال ترسخ لأفكار مثل : ( احترام الوقت، والتحضر، وتقديس الأمومة)، وغيرها من الأفكار المتحضرة التي من شأنها بناء عقول الأطفال، وتنمية شخصياتهم.
دلع وقصائد أخرى
: كتب كريم العراقي في هذه المجموعة خلاصة مشاعره في الحب، والخوف، والعشق، والحنان، وفي إحدى هذه القصائد يقول : (يا لروحي التي دمرتني، تسألين وما وجدتي جواباً من أنت؟ من أنا؟ ولماذا نزرع الحب فنجني العذاباً؟ هي ضاعت من يدي وضعت، والخصام أغلق الأبوابا عجائب يا شريكة جرحي كيف أضحى سرورنا اكتئاباً؟ واستفزوك واستفزوا ذهولي وحاولوا أن يشوهوا الأسبابا).
عيد وحب وقصائد أخرى
: من بين قصائد هذا الكتاب، الكثير مما غنى الفنان كاظم الساهر مثل : (بالهداوة، ووالدي الطيب، ونزلت البحر، وياناس صح النوم)، كان يخاطب معشوقته في قصائده بكلمات الحب، والعشق، أحيانًا تكون معشوقته هذه أنثى، وأوقات أخرى تكون بغداد، مدينته، وقبلته.[2]
كلمات قصيدة دللول الشهيرة
بالأمس، في دائرة الهجرة رأيته المتعب الجريح، مدمن الحروب رأيته ورآه كل الناس تقدم العراق حاملاً أوراقه، تقدم العراق طالباً مرحمة اللجوء صار العراق خارج العراق مخلفاً ورائه النيران والدخان، مخلفاً ورائه جمجمة الحضارة من اليمن للبحرين للصين للقاهرة لبيروت للسين للأردن للسودان للجزائر لدبي، ليبيا، تونس، فلسطين، هبّت ملايين الملايين هبّت مثل ما هبّت الريح، غطّت سماء الله تسابيح الله يحرسك يا عراق الله يحرسك يا جريح يا الماشفت راحة بحياتك من فتحت عينك ولليوم، فتن وحروب مطوقاتك، يا أبو الم
آسي توكل وقوم طايح عقل من رادك تطيح، وأنت الشمس والبحر والريح لليوم ما مات الحسين ولليوم ما مات المسيح ، دللول دللول غالي الوطن يمّه ودللول تفرج يبه شمارادت تطول، يقولون أغانيكم حزينة! واحنا يا عمّي شبيدينا؟ من آدم ولليوم واحنا دم تمطر الدنيا علينا، كل يوم فايض بينا طوفان، كل يوم غرقانه السفينة، وفوق الخناجر نمشي حفّاي ونغني عزة عز نفس بينا هذا العراق الله جمع بيه : رمضان والمندى والقدّاس، طه ويسوع وعرب وأكراد، أديان قوميات أجناس يابو بكر اشهد يا صديق، يا عثمان، يا عمر، يا عادل يافاروق، يابو الحسن يا علي الكرار، يابو حنيفة يا كيلاني يا حمزة ، يالكاظم يا عباس، من تركمان وبني آشور ، ارمني ارقوش يزيدي ! عائلة وحدة ووطن واحد ونوم الحبايب راس يم راس قل أعوذ وصلينا الوطن من شر كل وسواس خنّاس ، يا ونة الونيتها جمر حرّاق ونة مفارق شيبه الفراق، تمزقنا وتدمرنا وتوزعنا على البلدان، شايف عراقي سلم من خنجر الاحزان؟ يقولون تصفى وأقول الله يصفيها، أعطش وبيتي نهر؟ أعرى وبلادي ذهب؟ أشحذ وأنا الملك؟ أنداس وأنا الغضب؟ شعندك بعد؟ يا عجب ياما نزفنا دمى وياما كتمنا غضب، كل شدة الها فرج ما تموت لا يا شعب، دللول دللول غالي الوطن يمّه ودللول تفرج يبه شمارادت تطول، دللول.[3]