عن ماذا تدور احداث قصة عاقبة الطمع
تدور أحداث القصة في عاقبة الطمع
القصص التي تدور حول الطمع كثيرة، ولكن الأكثر منها هي القصص التي تدور حول شخصية جحا والطرائف التي تحدث معه، وبما أن جحا لم يترك موقف إلا وأعطانا قصة عليه فابالتأكيد سوف يكون هنالك قصة تتحدث عن الطمع مع جحا، يعتبر أن أغلب الشخصيات التي يقابلها جحا كانت عن البخل والطمع وكل الصفات السيئة التي لا يحبها أحد وكان يفتعل جحا غيظًا من التعامل مع مثل هذه الشخصيات، ولذلك سوف نتحدث اليوم عن أحداث قصة جحا والجار الطماع، وفيما يلي أحداث القصة:
كان لجحا مزرعة كبيرة، وكان لجاره مزرعة أيضًا بجانب مزرعة جحا وكانت تلك المزرعة مليئة بالأنواع المختلفة من الفاكهة، كانت مزرعة الجار ومزرعة جحا متقاربتين جدًا ولا يفصل بينهما إلا كومة من الحجارة، كان جار جحا رجل طماع ينظر لما بين أيدي غيره، فظل يفكر كثيرًا وكثيرًا في كيفية زيادة مساحة مزرعته، حتى أتعبه التفكير، وكل ذلك كان على الرغم من مزرعته الجميلة الممتلئة بالفاكهة المختلفة إلا أنه ظل ينظر إلى مزرعة جحا، وذات ليلة قرر الجار الطماع أن يتسلل إلى مزرعة جحا ويزيح كومة الحجارة الفاصلة بين مزرعته ومزرعة جحا حتى يزيد مساحة مزرعته، فظل يُزيل الأحجار حجر حجر، ثم بعد ذلك قام بوضعها كلها داخل مزرعة جحا وذهب إلى بيته وهو في غاية السعادة مما فعل.
مرت الأيام ولم ينتبه جحا لما فعله جاره الطماع واطمئن وقام بزرع أشجار الفاكهة في المساحة التي سرقها من مزرعة جحا، وعندما أثمرت الثمار ونضجت أراد الجار الطماع أن يضع لها مساند تمتد عليها حتى لا تسقط، فقام بجلب السُلم وصعد عليه وأخذ ينظر إلى مزرعته وكيف هي جميلة وممتلئة بالثمار التي تتفوق على أي ثمار موجودة بأي مزرعة مجاورة، وظل يحدث نفسه أنه بذلك ظل هو وجحا متساويان في المساحة، ولم يعد جحا يمتلك مزرعة أكبر من مزرعتي، وفكر بعد ذلك بإثبات ملكيته للمزرعة حتى يضمن ألا تُسلب منه، وذلك من خلال الأحجار الموضوعة في مزرعة جحا، وبينما هو يفكر ويحدث نفسه بفرح وسرور، تزحزح السُلم الواقف عليه، وسقط من عليه على ضلوعة فتكسرت وسال منه الكثير من الدم، وأصبح هذا الجار الطماع يصرخ من شدة الألم وبينما هو يئن من الوجع سمع جحا صوته وذهب إليه في مزرعته وكان أول مرة يدخل إليها.
فقام جحا بالأسراع في أنقاذه ونقله إلى بيته وصار يخفف عنه الألم ويواسيه في محنته، ويضمد جروحه، حينها شعر الجار بالخجل مما فعل مع جحا، لأنه رأى منه كرم الأخلاق الذي لا يتسع له أن يغشه أو يسلب منه حق ليس بحقه، وحينها قرر الجار الطماع أن يعترف لجحا بكل جرائمة، وقام بأخباره عن عن الأرض وأنه عندما رأى مساحة مزرعة جحا أكبر طمع بها وأراد أن تزيد مزرعته وفكر في إزالة الأحجار الفاصلة ووضعها في مزرعة جحا حتى تصبح مزرعته هو أيضًا كبيرة، سمع منه جحا القصة وقام بالرد عليه وهو مبتسم قائلًا: هل تظن أنني تارك أرضي بدون حراسة، وهل تظن أن الحارس لم يراك وأنت تسرق مني أرضي، وهل تظن أنني لا أعرف ما حدث، فقال له الجار: الطماع في دهشة، وكيف تعرف كل ذلك، ولماذا لم تمنعني، فقال له جحا: لأن الحار هو الله، والله يراك حتى ولم يكن هناك أي أحد فالله سبحانه وتعالى يعلم السر وا أخفى، حينها شعر الجار بالخجل الشديد، مما قام به وقام في اليوم التالي بإعادة الأحجار على وضعها السابق، وقام بشكر جحا على مساعدته له سواء في مرضه أو في إزالة الغشاوة التي كانت على عينه والتي أتاحت له سرقة غيره دون الشعور بأي ذنب، وفي تعليمه درس أن الطمع لا ينفع صاحبه أن عواقبه كثيرة في الدنيا والأخرى، وأن الله سبحانه وتعالى يرانا فيجب دائمًا وضع هذا في الاعتبار حتى ننال رضى الله وحتى نعيش في سلام واطمئنان.
تلخيص قصة عاقبة الطمع
كان هناك مزرعتين مزرعة لجحا ومزرعة لجاره، وكانت المزرعتين متجاورتين، لا يفصل بينهما إلا صف من كومة من الحجارة، وكانت تتميز مزرعة جحا بكبر مساحتها عن مساحة مزرعة الجار، والتي كانت تملئها الأنواع المختلفة والمميزة من الفاكهة، ولكن الجار الطماع لم يعجبه حاله، ونظر إلى كبر مساحة مزرعة جحا وظل يفكر في كيفية زيادة مساحة مزرعته حتى لو كان ذلك على حساب مزرعة جحا، وبالفعل قام الجار الطماع بالذهاب ليلًا إلى المزرعة دون أن يراه أحد وقام بإزالة الفاصل من الحجارة بين مزرعته ومزرعة جحا، قام بإزالتها جميعها ثم حملها وذهب إلى داخل مزرعة جحا ووضعها هناك، ثم ذهب إلى بيته وهو في فرحة وسرور مما فعل، لم ينتبه جحا لم جرى، وقام الجار بزراعة أشجار الفاكة وعند نضوجها قام بوضع السُلم لكي يتفقدها ويضع لها المساند حتى لا تسقط، وظل ينظر إلى المزرعة الواسعة والمحصول وهو في غاية السرور وظل يحدث نفسه كثيرًا وأراد أن يُثبت ملكيته للمزرعة بعد ما قام بتوسيع مزرعته وفي ظل هذا الحديث، سقط الجار الطماع من على السلم وطحطمت عظامه وسال منه الدم، وظل يصرخ حتى سمعه جحا وجاء إليه مسرعًا وحمله إلى البيت وظل يخفف عنه ويعطيه الأدويى ويضمد جراحة، حتى شعر الجار الطماع بالخجل لما رأى أخلاق جحا الحميدة، وقرر الأعتراف له بما فعل، ولكن دهشه رد فعل جحا وهو يحدثه مبتسمًا أنه كان يعرف وأن الله عزو وجل هو حارس الأرض ويرى كل شئ ولا يخفى عنه أي شئ، وحينها خجل الرجل من فعلته وقرر بإرجاع المزرعة كما كانت وأيقن الله عز وجل يراه وأن الطمع لا يفيد صاحبه ولا يغنية. [1]
ما هو الطمع
الطمع هو النظر لما في يد غيرك، والرغبة المفرطة في أمتلاك المزيد من الاشياء حتى ولو كانت على حساب الغير، وأمتلاك المزيد هنا لا يعني الطموح إلى تزويد ما أنعم الله به علي، ولكن يعني أن يزيد الجشع على حساب الغير، ولذلك قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو ثروة ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له إذا لم يحصل والعبودية في الحقيقة هي رقُّ القلب وعبوديته).
ومن خلال هذا المعنى كان يقال أن الطمع فقر، واليأس غنى، وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأهل النار خمسة، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه)، وكان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يستعيذ بالله من الطمع والنفس التي لا تشبع، فالطمع يقل البركة، ويشعر النفس دائمًا بالفقر ويجعلها لا ترى النعم التي هي فيها، فعن حكيم بن حزام قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع) [2]