مميزات الزيارة قديماً وحديثاً .. وأدابها

من مميزات الزيارة حديثا

  • لا بد من شراء الزائر للهدايا والحلويات.
  • تتم الزيارة بتحديد موعد مسبق يتم الاتفاق عليه.
  • أصبحت ذات تكلفة عالية على الزائر وصاحب المنزل.

إن الزيارة من العادات التي لا تنقطع أبدًا، وخاصة في المناسبات والأعياد، فنجد أن الأهل والأقارب والأصدقاء يذهبون لزيارة بعضهم البعض، ولكن عند النظر إلى الزيارات قديمًا وحديثًا نجد أنها اختلفت بعض الشيء .

من مميزات الزيارة قديما

  • مفاجئة ومبهجة.
  • بسيطة وخالية من التكلف.
  • تعمل على زيادة الصلة والمحبة.
  • متكررة وبالأخص في أوقات المناسبات.

لقد كانت الزيارات قديمًا من الأمور الهامة والواجبة بين الأشخاص، وخاصةً لأن وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة لم تكن منتشرة كوقتنا الحالي .

من آداب الزيارة

  • أن تكون الزيارة لوجه الله عز وجل.
  • اختيار الموعد واليوم المناسبين.
  • مراعاة آداب الاستئذان.
  • خلو الزيارة من المخالفات الشرعية.
  • أن تكون الزيارة لوقت قصير ومختصرة.
  • استغلال فترة الزيارة بما ينفع.
  • دعاء الضيف لصاحب البيت في نهاية الزيارة.

إن الزيارات لها أنواع كثيرة، فمن الزيارات ما يكون واجبًا مثل زيارة الآباء، وزيارة صلة الرحم، وهذا ما جاء في الحديث الشريف، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسم: “من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله، فليصل رحمه”، كما قال نبي الله عليه أفضل الصلوات والسلام: “لا يدخل الجنة قاطع رحم”، وعند التحدث عن الزيارات لا بد من التحدث معها عن بعض الآداب التي يجب اتباعها أثناء الزيارة، ومنها: [1]


أولًا: أن تكون الزيارة لوجه الله عز وجل،

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا. فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه”.

وأيضًا عن أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عاد مريضا أو زار أخًا له في الله ناداه مناد: بأن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا”، ولذا يجب على الزائر أن يكون لديه النية الخيرة عند القيام بالزيارة.


ثانيًا: اختيار الموعد واليوم المناسبين،

وهذا بأن يتم تحديد موعد الزيارة قبل الذهاب، وفي وقتنا الحالي أصبح هذا الأمر سهلًا، فمن خلال مكالمة هاتفية أو رسالة نصية يتم التواصل بكل سهولة، يجب أيضًا الابتعاد عن الأوقات التي غالبًا لا يفضل أصحاب البيت أن يأتيهم زوار فيها، مثل فترات الامتحانات.


ثالثًا: مراعاة آداب الاستئذان،

فينبغي الاستئذان من أهل المنزل والسلام عليهم، ثم يقول:

أأدخل،

إذ أن هذا من الآداب الإسلامية التي حث الله عباده عليها، فقال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (سورة النـور: الآية 27)، وجاء هذا في الحديث الشريف أن رجلاً من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: “اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟”، فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي فدخل.

ويجب العلم بأن الاستئذان ثلاث مرات فقط، وإن أذن بالدخول له دخل، وإلا ينصرف، وهذا لقوله عز وجل: {وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ} (سورة النور: الآية 28).


خامسًا: خلو الزيارة من المخالفات الشرعية،

مثل الاختلاط ما بين النساء والرجاب، ومصافح النساء الأجنبيات، أو مشاهدة ما يغضب الله، وغيرها من الأمور المنكرة.


سادسا: أن تكون الزيارة لوقت قصير ومختصرة،

وبالطبع هذا لا يسري على كافة الزيارات، ولكن يجب العلم بأن الزيارة الطويلة تدفع للملل، وتضيع الوقت، وقد تجعل الضيف ثقيلًا، وتذهب وده.


سابعا: استغلال فترة الزيارة بما ينفع،

وهذا عن طريق الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، بدلا من أن يتم تضييع الوقت فيما لا يرجع على المجتمعين بالخير، إذ قال ابن القيم –رحمه الله تعالى- الاجتماع بالإخوان قسمان:

أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.

الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات:

إحداها تزين بعضهم لبعض.

الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.

الثالثة: أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.

وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة، وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح فمن طاب لقاحه طابت ثمرته.


ثامنا: دعاء الضيف لصاحب البيت في نهاية الزيارة،

وأن يشكره ويمدحه، فمن لا يقوم بشكر الناس لا يشكر الله، وجاء هذا في حديث عبد الله بن بسر رضي الله عنه، إذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لمن تناول عنده تمراً: “اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم، وارحمهم”، وبحديث المقداد عند مسلم أن فيه: “… اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني…”.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبز وزيت فأكل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة”.

آداب الزيارة في الإسلام للاطفال

  • الطرق على باب المُضيف برفق.
  • الانتظار إلى أن يفتح صاحب البيت.
  • عدم الجلوس لوقت طويل أو اللعب.
  • اختيار الوقت المناسب والملائم للزيارة.
  • عدم التطفل واستراق النظر داخل البيت.
  • عدم زيارة الناس في الصباح الباكر أو وقت الليل المتأخر، ولا في أوقات الطعام.
  • بعد الانتهاء من الزيارة لا بد من شكر صاحب المنزل على حسن الاستقبال والضيافة.

يتعلم الأطفال كل الآداب والتعاليم الصحيحة مما يرونه من والديهم وممن هم أكبر سنًا، ولذا يجب أن يكون الكبار قدوةً للصغار، وأن يعلموهم كل ما يخص آداب الزيارة.

حديث شريف عن آداب الزيارة

دائمًا ما كانت الأحاديث الشريفة تحمل بداخلها القواعد والقوانين التي يجب أن يسير عليها المسلمون، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه عن آداب الزيارة، ومنها الحديث الذي يحكي عن رجل من قبيلة بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: “اخرج إلى هذا فعلّمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟”، فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي فدخل.