اين كان مركز الدولة في عهد الخلفاء الراشدين
مركز الدولة في عهد الخلفاء الراشدين
لقد كان مركز الدولة في عهد الخلفاء الراشدين هو
المدينة المنورة
، فبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ عصر الخلفاء الراشدين، إذ قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بهم وعضوا عليهم بالنواجذ”، وقد تم تسميتهم بالراشدين نظرًا لما قاموا به من أعمال وفتوحات عظيمة، إلى جانب أنهم نصروا دين الإسلام القائم على العدل، ومن الجدير بالذكر أنه قد كان هناك خلاف على مركز الدولة وأيهما يكون، فهل يكون في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، وكان موقع المدينة المميز له أثر في كونها مركز الخلافة.
متى بدأ عهد الخلفاء الراشدين ومتى انتهى
بعد أن تُوفي نبي الله صلى الله عليه وسلم، بايع المسلمون أبا بكر الصديق بالخلافة، وكان هذا في نفس يوم وفاة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أي في عام 11 من الهجرة، ثم انتهت الخلافة في سنة 41 هجريًا، وخلال تلك الفترة تم فتح بعض البلدان الإسلامية على يد الخلفاء ومن
أهم المدن التي بناها المسلمون
كانت العراق والشام، وغيرها. [1]
أطول خلافة في عهد الخلفاء الراشدين
لقد كانت أطول مدة في خلافة المسلمين هي فترة الخليفة
عثمان بن عفان
رضي الله عنه، وفي التالي بعض المعلومات عن الخلفاء الراشدين ومدة خلافة كل منهم:
أبو بكر الصديق:
بويع أبو بكر الصديق على الخلافة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عام 11 من الهجرة، وتوفي عن عمر يناهز 63 عامًا، ومدة خلافته كانت سنتين وثلاثة أشهر ونصفًا.
عمر بن الخطاب:
كانت مدة خلافته 10 سنوات و 6 أشهر، تم اغتياله وهو يؤم المصليين بصلاة الفجر، ودفن بجانب أبي بكر الصديق بالروضة الشريفة، حيث دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عثمان بن عفان:
استمر في خلافته لمدة 12 عامًا، وبمقتله انعطفت مسيرة التاريخ الإسلامي إلى العهد الذي ظهرت فيه الفتن، واندلعت به الثورات.
علي بن أبي طالب:
كانت مدة خلافته أربعة أعوام وتسعة أشهر، وقُتل على يد عبدالرحمن بن ملجم الخارجي، في السابع عشر من رمضان عام 40 هجريًا وكان عمرة حينها 63 عامًا، وهناك اختلاف حول مكان قبره.
عدد الخلفاء الراشدين
يبلغ عدد الخلفاء الراشدين
أربعةً،
وهم (أبو بكر الصديق، عمر بن الخطاب، عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب) رضي الله عنهم، ومن الجدير بالذكر أن جميعهم مبشرين بالجنة، وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نقتدي بهم، وجاء هذا في الحديث الذي رواه الترمذي، وغيره من الرواة بإسناد صحيح: “فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ”.
من فضائل الخلفاء الراشدين
قد كان للخلفاء الراشدين العديد من الفضائل التي ساعدت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم على نشر الدعوة الإسلامية، وفي التالي البعض من فضائل الخلفاء الراشدين: [2]
فضائل أبو بكر الصديق
من الأحاديث التي وردت في فضائل أبو بكر الصديق كانت تصريح النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص بأن أبا بكر الصديق هو أحب الرجال للنبي، فعن عمرو بن العاص – رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟ فقال: (عائشة، فقلت من الرجال ؟ فقال: أبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر بن الخطاب فعدَّ رجالاً) رواه البخاري ومسلم .
ومن الدلائل على فضل أبي بكر الصديق ما ذكره ابن عباس رضي الله عنهما فقال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في مرضه الذي مات فيه عاصبًا رأسه بخرقة، فقعد على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إنه ليس من الناس أحد أمنّ علي في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قحافة، ولو كنت متخذًا من الناس خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن خلة الإسلام أفضل، سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر) رواه البخاري ومسلم، إذ أن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد كل خوخة أي بسد كل باب يوصِل للمسجد إلا باب بيته، وفي الغالب ما كان باب بيت أبي بكر عبارة عن إشارة على استحقاقه بتولي الخلافة من بعد النبي، إذ أن المسجد في هذا الوقت كان قصرًا للحكم، والمكان الذي يتم فيه تجهيز الجيوش وعقد الرايات.
فضائل عمر بن الخطاب
وردت فضائل الخليفة عمر بن الخطاب في الكثير من الأحاديث ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًا قط إلا سلك فجًا غير فجك) رواه البخاري ومسلم، وهذا بسبب دينه القوي فلا يوجد أي سبيل للشيطان عليه.
ومن فضائله كذلك ما جاء في رواية أبي هريرة رضي الله عنه فقال: قال: رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدَّثون فإن يكُ في أمتي أحد فإنه عمر) رواه البخاري ومسلم، وكلمة محدثون تعني: ملهمون يلهمون الصواب وهي من أعظم الفضائل التي قام بها عمر بن الخطاب، إذ اشتهر بآرائه التي نزل القرآن العزيز بتأييدها.
فضائل عثمان بن عفان
من فضائل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة) رواه مسلم، وتلك من الفضائل العظيمة للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، إذ أنه كان معروفًا بشدة حيائه، ومن المحتمل أنه لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحالة التي كان بها لما استطاع التكلم بما حضر لأجله، وكان خرج بدون قضاء حاجته، فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ملابسه مراعاة له.
فضائل علي بن أبي طالب
كان على بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين الذين لهم فضائل عديدة، وقد روى سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن علي قد تخلف عن النبي في خيبر، وكان به رمد فقال: أنا أتخلف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فخرج علي فلحق بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدًا رجلًا يحبه الله ورسوله، أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي فأعطاه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الراية ففتح الله عليه) رواه البخاري.