ما هي أعظم الأوقاف نفعاً
من أعظم الأوقاف نفعاً
- تعليم الناس القرآن.
- حفر الآبار وسقاية الناس.
- بناء المساجد.
- بناء المستشفيات.
الوقف طريقة أسسها المسلمون لتدعم المجتمع بجميع أنشطته الخدمية والتعليمية التي يصعب على الأشخاص أن يقوموا بمثلها وحدهم أو دون هدف تجاري يتربحون منه، والوقف هو الصدقة الجارية وهي ما عرف اصطلاحًا في كتب أهل العلم بالوقف، وهو من أهم مظاهر الحضارة الإسلامية، ومظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي عرف منذ عهد النبوة مرورًا بالعصور الإسلامية حتى الآن، ومن هنا جاءت فكرة منظمات وجمعيات العمل الخيري والمدني في عصرنا ومنها: [1]
تعليم الناس القرآن :
لا يخفى على أحد أهمية تعليم الناس ودور العلم في نهضة الأمم، والإسلام حريصًا على الحث على طلب العلم،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:” إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ” رَوَاهُ مُسْلِمٌ. [2]
حفر الآبار وسقاية الناس :
سقاية الناس وتوفير مصادر المياه هي من أهم متطلبات الحياة ولا يستقيم عيش إنسان ولا أي كائن حي بدونها، قال الله عز وجل: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، وتعددت الآيات التي تحثُ على إحياء الأنفس ولو بشربة ماء، وبيان فضل الله تعالى على البشر بخلق الماء للشرب والعيش والزراعة وحفظ النفس وصلاح الأحوال، وقد فطن المسلمون أهمية الماء عبر الأزمنة، فذاعت شهرة المسلمون لتوفير المياه من خلال وقف مصادرها على سبيل المثال في الآبار والعيون، وإنشاء السقايات العمومية أو الأسبلة ووقفها للمنفعة العامة، وانتشار أسبلة المياه لرفع مشقة البحث عن الماء فتم تخصيص سبيل للإنسان وأخرى للحيوان.
ففي عام 355هـ/ 965م شيّد الوزير جعفر بن الفرات السبع سقايات؛ لإمداد سكان الفسطاط بالماء اللازم، وذلك عندما انحسر ماء النيل عن تلك المنطقة مما أدى إلى معاناة الناس وقتها، كما حكاه المقريزي في”الخطط”، وانتشر في معظم البنايات الدينية في القاهرة خلال العصرين المملوكي والعثماني الأسبلة الملحقة بهذه البنايات، وقد وصل عدد الأسبلة التي تعود إلى العصر العثماني في القاهرة وحدها 70 سبيلًا. [3]
بناء المساجد :
عندما قرر عُمر بن الخطاب فتح مصر أولى ذلك إلى عمرو بن العاص رضي عنهما، وأول شيء قام به عمرو بن العاص هو بناء مسجد والذي مازال يحمل اسمه حتى هذه اللحظة، وهذا الموقف يُبين فضل بناء المساجد وأهميتها في الإسلام، وفي الحث على بناء المساجد قال تعالى:”إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ” التوبة :(١٨) [4]
بناء المستشفيات:
الوقف في الإسلام اهتم بالصحة والرعاية الطبية وتوفير خدماتها، وبنهضة علوم الطب عامة، فأمر هارون الرشيد ببناء أول مستشفى كبير في تاريخ الإسلام هو “البيمارستان” في بغداد، ومن ثم انتشرت فكرة بناء المستشفيات وفقًا لنظام الوقف حتى أصبح ببغداد وحدها في مطلع القرن الرابع الهجري خمسة مستشفيات.
أول وقف في الحضارة الإسلامية
أول وقف في الإسلام هو المسجد الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم بقباء وعُرف باسم
مسجد قباء
، أثناء هجرته من مكة إلى المدينة ثم “المسجد النبوي الشريف” الذي بناه صلى الله عليه وسلم عند وصوله إلى المدينة المنورة، وأول وقف من المستغلات الخيرية عُرف في الإسلام وقف النبي عليه الصلاة والسلام، وهو سبعة بساتين من النخيل بالمدينة، وستندهش عندما تعلم أن أوائل الأوقاف الخيرية في الإسلام وقف “حبر يهودي” اسمه “مخيريق” قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم في أُحد، فقد وصى قومِه: إن قُتِلتُ هذا اليوم فمالي لمُحمَّد، يصنع فيه ما أراهُ الله، وكان رسُول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقُولُ: “مُخيرِيقٌ خيرُ يهُود”.
[1]
زادت أهمية مؤسسة الوقف وتشعبت مواردها ووظائفها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأوقاف في عصر الخلافة الراشدة وما بعدها تبنى منها المساجد، والمدارس، والمكتبات الكبيرة، وكان ينفق منها على العلماء، الخطباء، المجاهدين، وسائر أنشطة المجتمع التي تعود بالفوائد العامة على الجميع وتسهم في تطورها.
أنواع الوقف
- الوقف الذري أو الأهلي.
- الوقف الخاص أو الخيري.
- الوقف العام.
حبب الله سبحانه وتعالى لكل مقتدر أن يحبس جزء من ماله لنفع غيره، لذلك شرع الله الوقف لما فيه من مصالح الدين والدنيا والآخرة، فالإنسان يؤجر بتوقيف ماله ابتغاء وجه الله، والموقوف عليه ينتفع بذلك المال، ويدعو لصاحب الوقف، ولقد تعددت أنواع الوقف إلى أنواع كثيرة ولكن تُقسم إلى ثلاثة أنواع وفقًا للهدف منها، وهي ما يأتي:
الوقف الذري أو الأهلي
: وهو ما يوقفه الفرد على الذرية من أسرة الواقف، فإذا توفي كل أفراد العائلة تحول إلى خيري.
الوقف الخاص أو الخيري
: وهو الوقف على المصالح والمؤسسات الخيرية وجهات الإحسان وأعمال النفع والصلاح منذ أنشاؤه.
الوقف العام :
وهو وقف خُصص منذ إنشاؤه لينتفع به عامة الناس، وتقديم المساعدة للجميع مثل المساجد والمستشفيات والمدارس ومصادر المياه وغيرها.[5]
حكم الوقف
إن الوقف
مستحب
؛ لما فيه من بر للمتوفى ومنفعة للحي،ونشر البر الصلاح في الدنيا والثواب العظيم في الآخرة، والأوقاف الشرعية الصحيحة هي صدقات جارية لا ينقطع ثوابها بعد الموت، قال الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، وأيضًا ما جاء عن البي صلى اللله عليه وسلم ورواه ابن عمر رضي الله عنهما : ” أصاب عمر بخيبر أرضا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبت أرضا لم أصب مالا قط أنفس منه فكيف تأمرني به، قال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها، فتصدق عمر أنه لا يباع أصلها ولا يوهب ولا يورث، في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله والضيف وابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا غير متمول فيه”، وهذا الحديث أصل في مشروعية الوقف وأحكامه.
شروط الوقف
- شروط متعلقة بالواقف.
- شروط الموقوف.
- شروط الموقوف عليه.
تعددت شروط الوقف ليكون صالحًا مأجورًا عليه بإذن الله وتنوعت فهناك شروط لصاحب الوقف والموقوف وكذلك الموقوف عليه كالتالي:
شروط الواقف
:
- أن يكون الواقف أهلًا للتبرع فيكون حرًا بالغًا رشيدًا.
- أن يكون الواقف مالكًا للعين الموقوفة.
- أن يكون الواقف غير مكرهًا على وقفه.
شروط الموقوف :
- يشترط في الشيء المراد وقفه أن يكون مالً مباحًا حلالًا للانتفاع به.
- أن يكون الموقوف مالًا نقديًا أو عقارًا أو أي شيء يمكن نقله والانتفاع به.
- دوام الانتفاع بالوقف وليس كالطعام الذي يزول نفعه بمجرد تناوله.
شروط الموقوف عليه :
أهم شرط في الموقوف عليه هو الدوام بحيث يكون على جانب لا ينقطع، على سبيل المثال :إطعام المساكين والفقراء، القرآن الكريم وتعليمه ونشره، وعلى الأقارب والأولاد في الوقف الذري.
أهداف الوقف
شٌرع الوقف لتحفيز المرء على الإقدام عليه والتسارع في عمل الخيرات وتنقسم أهداف الوقف إلى:
هدف عام :
فالوقف له وظيفة اجتماعية ضرورية في بعض المجتمعات التي تمر بها الشعوب، فيكون الوقف عاملًا كبيرًا في تنمية المجتمع بشتى مجالاته، فهو يغطي احتياجات الفئات الفقيرة والمحتاجة وأيضًا دور العبادة، أغراض خيرية كبيرة مثل دور العلم والمصحات الطبية وأصحاب الحاجات الخاصة.
هدف خاص :
يتعلق بالجوانب الخاصة بالفطرة البشرية، فالإنسان يدفعه إلى فعل الخير دوافع كثيرة لا تنفصل عن الشريعة الإسلامية وأهدافها، منها دوافع دينية واجتماعية ونفسية.[6]