من اين انطلقت الحضارة الإسلامية ؟ .. خصائصها .. ومنجزاتها
انطلقت الحضارة الإسلامية من المدينة المنورة في شبه الجزيرة العربية
انطلقت الحضارة الإسلامية من المدينة المنورة، حيث أسس النبي عليه الصلاة والسلام أول دولة إسلامية وفق مباديء الشريعة الإسلامية واللغة العربية، فاللغة والدين من أهم
اسس الحضارة الإسلامية
. [1]
وكان عليه الصلاة والسلام قائد تلك الدولة التي انتشرت وتوسعت في ربوع الأرض بعد ذلك انطلاقا من المدينة المنورة خلال العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين وعصر الدولتين الأموية والعباسية، وقد وصلت الحضارة الإسلامية إلى ثلاث قارات والتي تمثل العالم القديم وهي آسيا وأفريقيا وأوروبا.
والحضارة هي مصطلح يصف كل منجزات الإنسان في مجال المعرفة والفن والتقاليد والعمارة والثقافة والاقتصاد والإدارة وكل ما يدل على الارتقاء والتطور.
من خصائص الحضارة الإسلامية
الحضارة الإسلامية هي حضارة إنسانية ذات قيم ومباديء وأخلاق فاضلة وقد نشرت تلك الحضارة إلى الشعوب الأخرى.
ومن خصائص الحضارة أنها:
- عالمية حيث امتدت تعاليمها لكافة شعوب الأرض.
- حضارة متطورة
- حضارة علم وقيم نشرت الكثير من المعارف والثقافة والفنون.
- تعتبر حضارة ايمانية.
- حضارة انسانية.
- حضارة باقية.
- حضارة ربانية.
من منجزات الحضارة الإسلامية
- انجازات النظام السياسي مثل الشورى والبيعة .
- انجازات في علم الفلك مثل تحديد الاشهر والمواقيت .
- انجازات في علم الرياضيات مثل علم الجبر .
- انجازات في النضام القضائي مثل تعيين القضاء .
- انجازات في النضام الاداري مثل الدواوين والولايات .
- انجازات في النضام المالي مثل سك العمله وبيت المال والزكاة .
- انجازات في مجال الادب مثل الشعر والنثر .
- انجازات في الهندسة والعمارة مثل الزخارف الإسلامية والخطوط العربية .
لقد ساهم العلماء المسلمين في تطوير الكثير من العلوم حيث نشطت الحكة العلمية بشكل كبير في العصر العباسي والذي اشتهر بالعصر الذهبي للإسلام وهي نفس الفترة التي عرفت في أوروبا باسم العصور المظلمة، حيث اهتم علماء هذا العصر بالبحث في كافة مجالات العلوم مثل الطب والرياضيات وعلم الفلك والبصريات والفيزياء والجغرافيا، والجيولوجيا والهندسة والعمارة،
ومن نماذج منجزات الحضارة الإسلامية في مجال العلوم:
في علم الفلك :
اهتم المسلمين بتحديد مواقيت الصلاة وأيضًا تحديد بدايات ونهايات الشهور بدقة متناهية لذلك اهتموا بمجال الفلك وقاموا بتأسيس المراصد الفلكية لرصد حركات النجوم وما يرتبط بها.
من أهم منجزاتالحضارة الإسلامية في مجال الفلك الاسطرلاب وهو ألة بسيطة اخترعها العرب لقياس المسافة بين الأجرام السماوية وتحديد الاتجاهات الأصلية الأربعة وأيضًا تحديد ساعات الليل والنهار، وقد كان لها أهمية كبيرة في مجال الملاحة، كما كان يستخدم لتحديد مواقيت الصلاة واتجاه القبلة.
ومخترع الاسطرلاب هو إبراهيم الفزاري الذي برع في علوم الفلك والرياضيات وحساب المثلثات، وقد طور عدد من العلماء الآخرين الاسطرلاب الذي صنعه الفزاري، وقد نقل الاوروبيون عن العرب هذا الاختراع في القرن السابع عشر الميلادي.
في مجال الثقافة :
وكان من أهم ما يميز الحضارة الإسلامية أنها استفادت من الحضارات السابقة لأن علماء المسلمين أدركوا أن الحضارة إرث بشري وليس خاص بصانعيه فقط، لذلك نشطت حركة الترجمة في العصر العباسي، وقد اهتم العرب بترجمة علوم السابقين مثل الرومان والإغريق،واهتموا كثيرًا بترجمة العلوم في البلدان التي فتحوها مثل بلاد فارس وقد دعم الخلفاء المسلمين المترجمين و كما أنهم أرسلوا في طلب الكتب من البلدان والحضارات الأخرى وشجعوا على ترجمتها ويعتقد أن حركة الترجمة قد بدأت في العصر الأموي حيث أرسل الخليفة يزيد بن معاوية في طلب مجموعة من الكتب في علم الكيمياء والطب من الإسكندرية وأمر بترجمتها.
لكن حركة الترجمة نشطت بشكل أكبر في العصر العباسي وشملت كل العلوم الإنسانية مثل الفلسفة والمنطق والتاريخ.
وبسبب كثرة المؤلفات والأبحاث العلمية أمر الخليفة العباسي بإنشاء بيت الحكمة والذي يعد أول أكاديمية علمية يجتمع فيها رجال العلم مع المتعلمين لدراسة ومراجعة الكتب التي تمت ترجمتها من الحضارات المختلفة والتي ألفها العلماء المسلمين، وقد حرص هارون الرشيدوالخلفاء من بعده على تزويد بيت الحكمة بالكتب من شتى أنحاء العالم. [2]
في مجال الرياضيات :
كان للعلماء المسلمين انجازات هامة في مجال علم الرياضيات، وكان لهم الكثير من الإسهامات الهامة في هذا المجال التي مازالت تستخدم حتى اليوم، منها على سبيل المثال علم الجبر والذي أسسه العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي.
وهو ععالم موسوعي كان له يدرس علوم الفلك والرياضيات وقد ساهم الخوارزمي في تطوير الخوارزميات وتطوير نظام الأرقام وغيرها.
في مجال الآدب :
لقد اهتم العرب بنظم الشعر وفنون النثر منذ فجر التاريخ، لكن ظهور الإسلام ونزل القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ساعد أيضًا في ازدهار فنون الشعر فكان حسان بن ثابت رضي الله عنه يلقب بشاعر الرسول وقد جاهد الكفار والمشركين بشعره ويدافع عن النبي عليه الصلاة والسلام ضد هجاء الكفار، وقد شجعه النبي عليه الصلاة والسلام ودعا له بالنصر والتأييد.
وقد ساعد القرآن الكريم والسنة النبوية الشرفة على ظهور ونشأة مجموعة كبيرة من علوم اللغة مثل علم النحو والصرف وعلم الكلام وعلوم الفقه والحديث والتفسير، وقد نشطت العلماء المسلمين في هذه المجالات خاصة في العصر الأموي.
في مجال الهندسة والعمارة :
اشتهرت العمارة الإسلامية بنقوشها الفريدة حيث اهتم المسلمون كثيرًا بمجال العمارة والهندسة، فاهتموا ببناء المساجد والقباب وزينوها بالنقوش الإسلامية والزخارف الإسلامية والخطوط العربية.
نماذج من العلماء المسلمين
هناك عدد كبير من العلماء المسلمين الذين تركوا أثرًا كبيرًا فثي الحضارة الإنسانية، وبعضهم مازالت مؤلفاته محفوظة حتى اليوم، ومن بعض نماذج علماء المسلمين:
- البيروني وهو مكتشف الأرصاد والنظريات الفلكية.
- الرازي وهو مكتشف خيوط الجراحة ومؤسس علم الصيدلة.
- الخوارزمي وهو مؤسس علم الجبر.
- الجاحظ وهو مؤلف كتاب التبيين والبيان.
- عباس بن فرناس والذي كان عالم موسوعي وكان أول من حاول الطيران.
- الإدريسي والذي وضعواحدة من أهم الخرائط الصحيحة للأرض في عصره.
- الحسن بن هيثم وهو من أبرز من فكر في إنشاء السدود وكان له مساهمات هامة في علم البصريات.