ما هي الصفات المذمومة في سورة الهمزة
من الصفات المذمومة في سورة الهمزة
- الهمز واللمز.
- الغيبة والنميمة.
- التقليل من قدر ومكانة الآخرين.
- الكبر والغرور والاستعلاء على الآخرين.
- جمع وكنز المال بقصد الكنز فقط.
- عدم إنفاق المال في وجوه الخير.
- الانشغال بالحياة الدنيا عن الآخرة.
سورة الهمزة مكتوبة
سورة الهمزة هي واحدة من سور القرآن الكريم التي بدأت بالحديث عن بعض الصفات والأخلاق المذمومة في الإسلام من أجل تحذير الإنسان من عواقب هذه الصفات والأخلاق المذمومة ومن أجل دفع الإنسان إلى ترك هذه الصفات والأخلاق المذمومة والتحلي بالصفات والأخلاق المحمودة في الحياة الدنيا والآخرة.
ومن الصفات المذمومة في سورة الهمزة صفات الهمز واللمز. والهمز واللمز هي صفات مذمومة من الغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس. ويكون الهمز بالفعل بينما يكون اللمز باللسان. فالهمز هو فعل السخرية من الناس مثل أن يقوم الإنسان ببعض التصرفات والأفعال التي تدل على السخرية كأن يلوي وجهه أو يعبس بوجهه أو أن يقوم الإنسان بتقليد حركات وأصوات الآخرين أو تحقير صفات وسمات الآخرين من أجل الانتقاص من الآخرين. واللمز هو السخرية من الناس باللسان مثل الغيبة والنميمة بالكلام أو بالإشارة.
ومن الصفات الأخرى المذمومة في سورة الهمزة صفة جمع وادخار المال وعدم العطاء وصفة حب وتقديس المال. يمكن أن تؤدي هذه الصفة المذمومة إلى الانغماس في الحياة الدنيا ونسيان الحياة الآخرة. وقد تؤدي هذه الصفة المذمومة عند بعض الناس إلى جعل المال هو أساس الحياة وجمع المال الهدف الأكبر في الحياة وبالتالي يكون امتلاك المال سبب من أسباب الحط من أقدار الناس والهمز واللمز والتحقير من الآخرين بالأقوال أو بالأفعال.
جزاء الصفات المذمومة في سورة الهمزة
لم تقتصر سورة الهمزة على تبيين بعض الصفات والأخلاق المذمومة بل بينت السورة جزاء هذه الصفات والأخلاق المذمومة في الآخرة. فقد بدأت سورة الهمزة بالتهديد والوعيد لأصحاب هذه الصفات المذمومة في الآخرة. وتذكير للإنسان الغافل عن الآخرة والمنغمس في الدنيا بالجزاء المنتظر. وأن هذا الإنسان الغافل لا بد أن يفارق الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة من أجل نيل الجزاء.
وقد صور الله تعالى مشهد التهديد والوعيد في صورة للعذاب مادية ونفسية وصورة للنار حسية ومعنوية. فصورة الهمزة اللمزة الذي لا يكف عن الاستهزاء من الآخرين بالقول والفعل وصورة كنز وتخليد المال من أجل الخلود في الحياة الدنيا تقابلها صورة الشخص المنبوذ المهمل في الحطمة التي تحطم كل الكبرياء السابق. وقد بين الله تعالى في سورة الهمزة المصير المنتظر لأصحاب هذه الصفات المذمومة وهو النار.
بالإضافة إلى النبذ والتحقير والتصغير من شأن الإنسان المغرور والمتكبر في الحياة الدنيا. وقد ذكر في سورة الهمزة جمع وتعداد المال من أجل حفظ المال من النقصان وأن هذا الشخص كما حفظ المال وأغلق عليه الأبواب في الحياة الدنيا أغلقت عليه الأبواب في جهنم في الحياة الآخرة. وفي سورة الهمزة أيضًا تهويل للعذاب في قول الله تعالى نار الله الموقدة وفي ذلك وصف رهيب ومخيف. فهذه النار مغلقة على الشخص لا يمكن أن ينقذه منها أحد ولا أن يسأل عنه فيها أحد.
وقد بين الله تعالى في قول التي تطلع على الأفئدة أن نار جهنم تدخل في الأجواف وتصل إلى الصدور وتطلع على الأفئدة وهي مواطن الصفات والسمات المذمومة والنيات السيئة. ونرى في سورة الهمزة ألفاظ وعبارات في شتى أساليب التوكيد والتضخيم والتحذير من العواقب الوخيمة للصفات المذمومة المذكورة في السورة.[2]
تفسير سورة الهمزة
﴿
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ
﴾
تبدأ سورة الهمزة في التهديد والوعيد لكل همزة لمزة. والتهديد والوعيد لأصحاب الصفات المذمومة مثل الهمز واللمز والغيبة والنميمة بالقول والفعل. فالذي يحمل الشخص على الحط والتقليل من قدر الآخرين هو جمع المال وظن الشخص أن من ملك المال فقد ملك كل شيء. فهذا الشخص كلما نظر إلى كثرة المال ظن أنه أفضل وأرفع من الآخرين فيدفعه ذلك إلى الاستهزاء من الآخرين والحط من أقدارهم ومكانتهم. وبذلك يتحول المال من نعمة له إلى نقمة عليه. ويكون بذلك سبب في أسباب هلاك هذا الشخص في الآخرة. وذلك لأن المال أنساه الموت وصرف عنه ذكر الموت والحياة الآخرة. وظن أن جمع وتعداد المال في الحياة الدنيا والبخل وعدم الإنفاق في وجوه البر والخير سوف يخلده في الحياة الدنيا.
بعد ذكر الصفات المذمومة في سورة الهمزة، يبين الله تعالى عقاب هذه الصفات المذمومة في الآخرة من أجل أن يبين خطورة هذه الصفات ويحذر من مصير الإنسان إذا ما استمر في كبره واستهتاره. فقد جاءت الآيات التالية من أجل ردع الإنسان وإيقاظه من غفلته من خلال تبيين مصير صاحب هذه الصفات المذمومة وهو الخلود في نار جهنم. كما تبين هذه الآيات يأس هؤلاء الأشخاص من الخروج من نار جهنم فهي مغلقة مطبقة موصدة بالأبواب وممددة بالأعمدة لا سبيل إلى الخروج منها أبدًا. وهذا التهديد والوعيد من أجل التحذير الكبير من هذه الصفات المذمومة والتذكير بالمصير المنتظر في حال اتباع هذه الصفات السيئة.[1]
الدروس المستفادة من سورة الهمزة
سورة الهمزة هي سورة مكية من قصار السور عدد آياتها تسع آيات فقط إلا أنها تحمل الكثير من الدروس والعبر. تصور سورة الهمزة بعض الصفات والسمات المذمومة في الإسلام وهي صورة من صور النفوس البشرية الهابطة التي راحت ضحية الحب الأعمى للمال وظنت أن المال هو الأساس والقيمة في الحياة إلى درجة الاستحقار من أقدار وكرامات الناس.
وقد نهى الإسلام عن هذه الصفات المذمومة مثل السخرية والهمز واللمز في العديد من السور في القرآن الكريم. إلا أن ذكر هذه الصفات المذمومة في سورة الهمزة مع ذكر التهديد والوعيد الشديد يوحي على ضرورة تجنب هذه الصفات والسمات التي تودي بصاحبها إلى النار.
تأمل وتدبر سورة الهمزة من أجل الانتباه إلى الدروس والعبر الموجودة في السورة. وتذكير للإنسان لأن الإنسان إذا خاف وإذا عرف الله استقام ونرى في سورة الهمزة الكثير من الدروس والعبر المستفادة مثل:
- تصوير الصفات المذمومة وعواقب هذه الصفات المذمومة من أجل ردع وتذكير الإنسان بالمصير المنتظر في حال الانسياق وراء هذه الصفات.
- عدم الهمز واللمز والسخرية والاستهزاء من الآخرين وعدم التقليل من شأن الآخرين وضرورة الابتعاد عن هذه الصفات السيئة والمذمومة.
- عدم الغرور والتكبر على الآخرين بسبب المال وعدم حبس وكنز المال والتلذذ في جمع وإحصاء المال والتذكير بالإنفاق في وجوه البر والتحذير من الإمساك.[2]