ما سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله
سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله
- سبب تقديم الصلاة على البر والجهاد في سبيل الله ان الصلاة مكلفة كل حياة الشخص .
- سبب تقديم البر على الجهاد لانه يتوقف على اذن الابوين وبعدها الجهاد في سبيل الله.
عن عبدالله بن مسعودٍ، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة لوقتها))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، فما تركت أستزيده إلا إرعاءً عليه، وقد قدم النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة على ميقاتها على البر والجهاد لأن الصلاة رأس الدين وعمدته وبها يقوم الجين واذا حدث الخلل فيها بطلت الكثير من الاعمال.
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ؟ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ )
وسبب تقديم بر الوالدين على الجهاد لان الله عز وجل قد فرض بر الوالدين في القران الكريم، قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً* رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً} (23ـ25).
لماذا ذكر النبي الصلاة والبر والجهاد في سبيل الله
خص النبي عليه الصلاة والسلام هؤلاء الثلاثة بالذكر لانها تعبر عن غيرها من الطاعات، فمن يضيع الصلاة المفروضة من دون عذر له حتى ينتهي وقتها بالرغم من عظيم فضل الصلاة فيمكنه ان يضيع الطاعات الاخرى بكل سهولة، ومن يترك حق والديه ولا يبرهم بالرغم من كل شيء قدموه له، كان لغير اهله اقل برًا وحفظًا للحقوق، ومن يترك جهاد الكافرين بالرغم من فسوقهم وظلمهم ونشرهم الفساد في الارض وعداوتهم للدين الاسلامي يكون لترك الجهاد لغيرهم من الفاسقين اقل.
ونجد ان هذه الطاعات والعباد الثلاثة من حافظ على احداها حفظ سواها ومن ضيع احداها سهل عليه تضييع البقية الاخرى، وبعض الائمة يفسرون حديث النبي بانه اذا كان الشخص يؤدي الصلوات على وقتها، يكون الجهاد مقدمًا على البر، بينما اذا كان الشخص تارك للصلاة على وقتها، يكون حينها البر مقدمًا على الجهاد، والله اعلم. [1]
سبب تقديم الصلاة على البر
لا يجوز المقارنة بين فضل الصلاة والبر لان كلاهما واجب ومأمور به شرعًا، ولكن يعتبر اداء الصلاة في وقتها افضل من بر الوالدين لحديث النبي عليه الصلاة والسلام، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله؛ أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها. قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين.
ومن المهم ايضًا اداء صلاة الجامعة لانه واجبة على المسلم، وهي ايضًا مقدمة على بر الوالدين، وهذا يعني انه اذا منع احد الوالدين ابنهما من اداء صلاة الجماعة، فلا طاعة لهما في ترك الفريضة.
واما فيما يخص بر الوالدين وصلاة النافلة، فيقدم بر الوالدين على صلاة النافلة، كما يقدم بر الوالدين على الجهاد، لان البر مذكور في القران وهو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، بخلاف الجهاد الذي يعتبر فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الكل، وبما ان بر الوالدين مقدم على الجهاد الذي يعتبر فرض كفاية، فتقديمه على النوافل يعتبر من باب اولى مثل السنن والصلوات النافلة مثل صلاة التراويح او غيرها.
وفي رأي بعض العلماء انه حتى في الصلوات النافلة لا يجب طاعة الوالدين اذا امروه بترك هذه الصلوات، فلا طاعة للوالدين اذا امروا ابنهم بترك السنن الراتبة، مثل ركعتي الفجر والوتر، اذا طلبوا منه ترك هذه الصلوات بشكل دائم.
ويجب ذكر ان الابن اذا استطاع ان يجمع بين الامرين فذلك افضل، مثل المداومة على الصلوات والنوافل وطاعة الوالدين. [2]
فضل الصلاة وتفضيلها عن العبادات
للصلاة العديد من الفوائد والفضائل
- تعد الصلاة رادع يحمي المسلم من ارتكاب الذنوب والمعاصي قال اللَّه تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾
- تعتبر الصلاة افضل عمل بعد الشهادتين، وتفضل الصلاة عن بر الوالدين والجهاد
- الصلاة تكفر عن الذنوب والخطايا، عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر”
- الصلاة نور للمسلم وقد امر الله بها وفضلها عن سائر الاعمال، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ، وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا
- الصلاة ترفع المؤمن وتخلصه من الذنوب وترفع درجته عند الله تعالى، وعن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال: “عليك بكثرة السجود”
- الصلاة تعتبر من اسباب زيادة الحسنات ومحو السيئات، وهي سبب لدخول الجنة برفقة النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام، عن ربيعة بن كعب الاسلمي رضي الله عنه، قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: “سَلْ” فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: “أو غير ذلك؟” قلت: هو ذاك، قال: “فأعني على نفسك بكثرة السجود” [3]
فضل الجهاد في سبيل الله
قال الله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (التوبة/20 – 22)
وعن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال” مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صلاة ولا صيام، حتى يرجع”
وهذا الامر يعتبر عن فضل الجهاد، لانه من افضل الاعمال في سبيل الله، وهو فرض كفاية كما ذكرنا في الاعلى، اذا قام به البعض سقط عن الكل، مثل طلب العلم، وهو فرض بالمال والنفس، فإذا منع الشخص الضرر او العاهة، لم يسقط الفرض بالمال.
وقد تكفل الله بالجنة الى من خرج في سبيل الله ونيته هي الجهاد في سبيل الله وتصديق كلمات الله. [4]