ما واجبك تجاه نعم الله عليك
من واجباتك تجاه نعم الله عليك
نعم الله علينا كثيرة ، وإن كنا من أصحاب البلاء؛ لكن تبقى هناك نعم ، ومقابل هذه النعم يجب أن تؤدي بعض الواجبات كعبد ، ومن أهمها ما يلي:[1]
- استخدام هذه النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى وفي مرضاته ولا نعصيه بما رزقنا والاعتراف بنعم الله علينا والتحدث بها وأن المنعم علينا هو الله لقوله تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)
- شكر الله على هذه النعمة وعدم الجحود بها وشكر الله يكون بالقول والفعل لقوله تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
- سجود الشكر وقد يغفل أغلب الناس عنه ، لكن فضله عند الله عظيم.
- يقينك بأن الله هو المنعم وأن تسند هذه النعم إليه لقوله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} ولا تنسب هذه النعم إلى نفسك أو إلى غيرك من البشر ، فالنعم من الله وحده جل في علاه.
- وأن يظهر عليك أثر نعم الله لما قد جاء في الحديث (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده).
- وأيضًا خضوعنا لله والثناء عليه بما أنعم به علينا وعدم ألف النعمة والتعود عليها.
- وإن نظرنا في أنواع نعم الله علينا نجد أن لكل نعمة واجب علينا يجب أن نؤديه ، كنعمة اللسان ، يجب علينا استخدامه فيما يُرضي الله وحده وليس في معصيته كالغيبة والكذب وغيرهم من زلات اللسان.
الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم
النعم التي انعمها الله علينا
عديدة لا يمكن حصرها وجمعها في كلمات وهناك عدة أدلة في القرآن تدل على أن الله وحده هو المنعم علينا وصاحب الفضل والنعمة على عباده ومن أهم الأدلة قوله تعالى {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـَٔرُونَ}.[2]
من أمثلة نسبة النعم إلى النفس
نسب النعم إلى النفس من الأمور التي تؤدي إلى الشرك الأصغر والمعنى هو أن المسلم إذا حصل على شيء يعتقد أنه باجتهاده وذكائه وإليكم بعض الأمثلة:[3]
- نعمة الإسلام وهي من أعظم النعم فقد يستشعر المرء أنه مسلم لأنه يريد ذلك ولكن عليه أن يعلم أن إرادته هذه تحت إرادة الله.
- نعمة الإيمان وهي من أهم نعم الله علينا وقد أرسل الله إلينا الرسل لنؤمن به ونوحده لقوله تعالى {یَمُنُّونَ عَلَیۡكَ أَنۡ أَسۡلَمُوا۟ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا۟ عَلَیَّ إِسۡلَـٰمَكُمۖ بَلِ ٱللَّهُ یَمُنُّ عَلَیۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِیمَـٰنِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ} فالبعض يشعر أنه يمن على الله بعباداته وإيمانه وصلاته.
- خلقه لنا في أحسن تقويم لقوله تعالى{لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ} وتكريمه لنا بنعمة العقل فهناك من يرى نفسه جميل ويغتر بنفسه وينسى أن المعطي هو من اعطاه هذا الجمال.
- نعمة الرزق فيرزق الله المؤمن والعاصي والكافر وحتى النملة يرزقها وهي في حجرها فالله يتولى رزق جميع المخلوقات لقوله تعالى {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ ٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡۚ هَلۡ مِنۡ خَـٰلِقٍ غَیۡرُ ٱللَّهِ یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ} فمن الناس من يظن أن الله يرزقه لذكائه وبسبب قوة علاقاته أو بسبب عائلته الفلانية أو بسبب شهاداته وهذا حجود بنعمة الله.
- نعمة النصر والتمكين فنصر الله لنا على أعداء الإسلام نعمة كبيرة ولكن للأسف قد يظن البعض أن النصر يكون بعدد الجيش وتجهيز العدة كما حديث مع المسلمين في غزوة حُنين وقولهم لن نغلب اليوم من قلة وذلك بسبب كثرة عددهم مقارنة بغزوة بدر وقد سرد القرآن هذا الموقف في قوله تعالي {لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِی مَوَاطِنَ كَثِیرَةࣲ وَیَوۡمَ حُنَیۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَیۡـࣰٔا وَضَاقَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّیۡتُم مُّدۡبِرِینَ}.
- نعمة اللسان فهو نعمة عظيمة من ضمن نعم الله علينا فنستخدمه في طاعته ولكن قد يظن المرء أنه هو من يملك اللسان الفصيح والحجة القوية وهي موهبة حصل عليها بسبب تدريبه ودراسته ونسي أن الله هو المنعم والمعطي والوهاب وهو من وهبه هذه النعمة.
- إذا اجتاز أحدهم اختبار فيظن أنه نجح لأنه يستحق ذلك ولا يعترف بفضل الله عليه .
- وإذا مرض أحدهم وتم شفاؤه ينسب الفضل إلى الدكتور فلان والدواء المستورد وينسى فضل الله عليه وأنه هو الشافي.
- وأيضًا قول التاجر جمعت أموالي بسبب ذكائي وفطنتي ومعرفتي بالسوق والتعامل.
- وأيضا كقول أغلب الناس عند حصول أي شيء له أنا أستحق ذلك.
حكم نسبة النعم إلى النفس
هذا يُعتبر من الأحكام الهامة الواجب معرفتها لكل مسلم ، فالله خلق الإنسان والحيوان والنبات والأنس والجن فهو المنعم على جميع مخلوقاته {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} وقبل معرفة الحكم علينا معرفة أن هناك سورة في القرءان الكريم تُسمى بسورة النعم وهي سورة النحل وهذا يدل على عظم هذا الحكم وأهميته ، وإليكم الآن حكم نسبة نعم الله على العبد للنفس بشكل تفصيلي:
- بلا شك هذا الفعل الحرم ، وحكمه كفر أصغر ، وأنها من الأشياء التي تفسد قلب الإنسان ، لإن عندئذ يغتر العبد بنفسه لاعتقاده أنه هو جالب هذه النعمة ومُسببها ، لذلك فإذا رُزق إنسان بنعمة ما ولم يشكر الله عليها بس ظن أن هذه النعمة حصل عليها بسبب اجتهاده وذكائه وفطانته وهذه ليست قدرة الله سبحانه وتعالى ولا قدره فهذا شرك أكبر وعليه أن يسارع بالتوبة لله بشروطها كاملةً ويستغفر ويشكر الله على نعمه جميعها.
- والدليل على هذا الحكم قول الله تعالى في القران الكريم {وَلَىِٕنۡ أَذَقۡنَـٰهُ رَحۡمَةࣰ مِّنَّا مِنۢ بَعۡدِ ضَرَّاۤءَ مَسَّتۡهُ لَیَقُولَنَّ هَـٰذَا لِی وَمَاۤ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَاۤىِٕمَةࣰ وَلَىِٕن رُّجِعۡتُ إِلَىٰ رَبِّیۤ إِنَّ لِی عِندَهُۥ لَلۡحُسۡنَىٰۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِمَا عَمِلُوا۟ وَلَنُذِیقَنَّهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِیظࣲ}
- إن أنكر العبد أن النعم من الله بلسانه وقلبه ونسبها لنفسه فهذا عند أهل العلم كافر قولًا واحدًا ، فيجب الانتباه من العبد ومراقبة نواياه وأفعاله وحال قلبه حتى لا يقع في فعل حرام قد يصل به إلى الكفر والعياذ بالله.