كم عدد السنن والرواتب في اليوم والليله
ما عدد السنن الرواتب في اليوم والليله
السنن الرواتب أو الصلوات الرواتب هي الصلوات قبل أو بعد الصلوات المفروضة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل ما يدل على أنها راتبة. حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها وهي سنة الفجر والظهر والمغرب والعشاء. وتعرف هذه السنن بالسنن الرواتب لأن النبي صلى الله عليه وسلم راتب عليها أي حافظ عليها. والسنن الرواتب أو الصلوات الرواتب هي من السنن المؤكدة. السنن الرواتب هي عبارة عن
اثنتا عشرة ركعة في اليوم والليلة
هي أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة الظهر، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر.
ومن بين السنن الرواتب تعتبر سنة الفجر هي آكد السنن الرواتب وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على السنن الرواتب في الحضر فإذا كان في حال السفر كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك سنة الظهر وسنة المغرب وسنة العشاء في السفر. أما سنة الفجر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في السفر والحضر.
كما أن الحفاظ على السنن الرواتب هو خير كبير وأجر عظيم. كما أن الحفاظ على صلاة أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع ركعات بعد صلاة الظهر هو أيضًا خير كبير وأجر عظيم في الآخرة. عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَافَظَ عَلَى أرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأرْبَعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ.[1] [2]
فضل الحفاظ على السنن الرواتب
تعتبر السنن الرواتب السبيل من أجل التقرب من الله ونيل محبة ورضا الله تعالى. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: : إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيّاً. فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلى بالنَّوافِل حَتَّى أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا، وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه. رواه البخاري.
كما أن هذه السنن الرواتب هي سبيل من أجل جبر الخلل أو النقص في
الصلاة
المفروضة. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ، قَالَ : يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلَائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلَاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ؟ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ.
والحفاظ على السنن الرواتب سبيل للدخول إلى الجنة. عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا مِنْ عبْدٍ مُسْلِم يُصَلِّي للَّهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عشْرةَ رَكْعَةً تَطوعًا غَيْرَ الفرِيضَةِ، إِلاَّ بَنَى اللَّه لهُ بَيْتًا في الجَنَّةِ، أَوْ: إِلاَّ بُنِي لَهُ بيتٌ فِي الجنَّةِ. رواه مسلم.
كما نرى
فضل المحافظة على السنن الرواتب
من الحديث التالي. عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها، ورَكعتينِ بعدَ المغربِ، ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ، ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ.[3]
حكم قضاء السنن الرواتب
تتراود الكثير من الأسئلة حول جواز أو عدم جواز قضاء السنن الرواتب في حال فوات أوقات هذه السنن الرواتب وحول حكم صلاة بعض السنن الرواتب فقط على سبيل المثال سنة الفجر وسنة العشاء فقط أو سنة الفجر فقط وهكذا وترك باقي السنن الرواتب.
في الحقيقة، وعند النظر إلى فضل الحفاظ على السنن الرواتب في الدنيا والآخرة من أجل زيادة التقرب من الله تعالى والفوز بمحبة ورضا الله تعالى، حري بنا ألا نتوانى في الحفاظ على السنن الرواتب اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة. فالنوافل هي من أسباب محبة الله تعالى للعبد. لذلك من الأفضل الحفاظ على جميع السنن الرواتب. ونذكر أن السنن الرواتب هي من النوافل فمن صلى السنن الرواتب فله أجر ومن ترك السنن الرواتب فلا إثم عليه. ولكن يكون الإنسان قد ترك بذلك خيرًا وأجرًا كبيرًا على الرغم من سهولة ويسر هذه السنن الرواتب.
أما فيما يتعلق بجواز أو عدم جواز قضاء السنن الرواتب. فإن السنن الرواتب تسقط إذا فات وقتها إلا سنة الفجر. حيث يمكن قضاء سنة الفجر بعد الصلاة أو بعد طلوع الشمس. وذلك لأن النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم قضوا سنة الفجر مع صلاة الفجر لما ناموا عن الفجر في بعض الأسفار. كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته سنة الفجر أن يقضيها بعد طلوع الشمس. كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم شخص يقضي سنة الفجر فلم ينهه عن ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن قضاء سنة الظهر القبلية إذا فاتت بعد صلاة الظهر مع سنة الظهر البعدية. وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى سنة الظهر القبلية بعد الصلاة عندما فاتته.[4] [5]
حكم ترك السنن الرواتب
السنن الرواتب هي من النوافل من صلى هذه السنن الرواتب أو الصلوات الرواتب فله أجر ومن ترك السنن الرواتب أو الصلوات الرواتب فلا إثم عليه. والسنن الرواتب أو الصلوات الرواتب هي من النوافل وليست من الصلوات المفروضة. هذا يعني أن الإنسان إذا صلى الصلوات الخمس المفروضة الفجر فقط والظهر فقط والعصر فقط والمغرب فقط والعشاء فقط أي الصلوات الخمس المفروضة فقط دون السنن في الصلوات فلا إثم عليه. وومع ذلك، فإن هذا الإنسان قد ترك سنن عظيمة وخير عظيم وأجر عظيم تكمل بها الفرائض يوم القيامة وتجبر النقص أو الخطأ في الصلاة المفروضة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى.
ولكن الأفضل بالتأكيد هو الحفاظ على السنن الرواتب إلى جانب الصلوات الخمس المفروضة وعدد السنن الرواتب في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على السنن الرواتب وهي أربع ركعات قبل صلاة الظهر وركعتين بعد صلاة الظهر وركعتين بعد صلاة المغرب وركعتين بعد صلاة العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر. لا توجد سنة رواتب في صلاة العصر ولكن من المستحب صلاة أربع ركعات قبل صلاة العصر وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا.[6] [7]