ما المخلوق الحي الذي يقوم بتحليل بقايا المخلوقات الميته
ما هو المخلوق الحي الذي يقوم بتحليل بقايا المخلوقات الميته
إن التحلل الذي يحدث للجسم البشري بعد موته ما هو إلا نتيجة وجود ترابط وثيق بين بعض العوامل الحيوية والغير حيوية، ولكي نقوم باكتشاف ما المخلوق الحي الذي يقوم بتحليل بقايا المخلوقات الميته قام العلماء بإجراء دراسة على جثتين، تم وضع كلتاهما في منشأة لعلوم الطب الشرعي التطبيقي موجودة في جنوب شرق مدينة تكساس، وتركوا ليتحللوا في الظروف الطبيعية وأثناء مرحلة الانتفاخ قام العلماء بأخذ عينتين من كل جثة، عينة في بداية الانتفاخ وعينة في نهاية مرحلة الانتفاخ، ليس هذا وحسب بل تم أخذ هذه العينات من أماكن مختلفة بالجسم حتى من الأعضاء الداخلية، ولقد تم تحليل هذه العينات لنجد أن البكتيريا الهوائية تحولت إلى بكتيريا لاهوائية، كما وجد العلماء وجود اختلاف كبير بين كل الأنواع التي ظهرت على جميع أجزاء الجسم لذلك فإن
البكتيريا هي المخلوق الحي الذي يقوم بتحليل بقايا المخلوقات الميتة
، لكن يحتاج العلم إلى دراسات أوسع حول هذا النطاق لمعرفة دور البكتيريا في عملية التحليل بشكلٍ دقيق وتفصيلي، وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تملكه البكتيريا في عملية التحلل إلا أن الدراسات التي قد تناولت أنواع البكتيريا المسؤولة عن التحلل قليلة، ويمكن أن تتعرف على جميع أنواع
المحللات في السلسلة الغذائية
. [3]
من أين تأتي البكتيريا المسؤولة عن التحلل
إن البكتيريا المسؤولة عن التحلل هي أحد أنواع الميكروبات والتي تتواجد في الأجسام الحية بشكلٍ كبير، ولقد حاول العلماء اكتشاف مصدر الميكروبات أو البكتيريا المسؤولة عن التحلل ووجدوا أن جميع أنواع
هذه
البكتيريا تأتي من التربة وليس من القناة الهضمية
وذلك كما قال أحد العلماء الآخرين، وذلك بغض النظر عن البيئة التي توجد فيها الجثة، فعلى الرغم من اختلاف نوع التربة واختلاف الطقس إلا أن أنواع هذه البكتيريا هي نفسها في جميع الظروف المختلفة، وتعتبر البكتيريا أحد أهم
أنواع المحللات
.
قام بعض العلماء من جامعة كولورادو في مدينة بولدر بإجراء دراسة على أكثر من 126 جثة من البشر والفئران وغيرهم من الكائنات الحية، وكانت عالمة الأحياء التطورية جيسيكا ميتكالف على رأس هذه الدراسة، حيث قمت بوضع هذه الجثث في ثلاث بيئات وأنواع ترب مختلفة، كما كان هناك تنوع في الطقس بين أماكن تواجد هذه الجثث وقاموا بأخذ العينات من هذه الجثث على مدار عام ونصف وتحليلها على مدار فصول السنة المختلفة، ليس هذا وحسب فلقد كانت العينات تؤخذ من الجلد والأحشاء والتربة في كل مرة، ولقد كان تحديد نوع هذه الميكروبات هو التحدي الحقيقي الذي واجه العلماء ولقد وجدوا أنواع مختلفة على مدار مراحل التحلل المختلفة، لكن على الرغم من تنوع بيئة كل جثة إلا أن أنواع الميكروبات أو البكتيريا التي تم اكتشافها كانت متماثلة في كل مرة، على الرغم من وجود الكثير من الاختلافات المحيطة. [2]
مراحل تحلل الجثة
تبدأ عملية تحلل الجثث بعد مرور حوالي أربع دقائق من موعد الوفاة وذلك طبقًا لما قاله الدكتور أرباد
(Arpad)
وهو كبير العلماء في مختبر أوك ريدج الوطني، وهو أيضًا أستاذ مساعد في جامعة تينيسي في قسم أنثروبولوجيا الطب الشرعي، ولقد قال أيضًا أن التحلل هو عملية تتم على أربعة مراحل كما يأتي:
-
أولًا: مرحلة التحلل الذاتي
تبدأ مرحلة التحلل الذاتي فور حدوث الوفاة بمجرد توقف الدورة الدموية عن العمل، وتوقف التنفس، حيث يصبح الجسم غير قادر على الحصول على الاكسجين أو أن يتخلص من فضلاته، ويزداد معدل غاز ثاني أكسيد الكربون في الجسم، مما يتسبب في وجود بيئة حمضية تؤدي إلى تمزق أغشية الخلايا، وتقوم هذه الأغشية بإطلاق إنزيمات تقوم بأكل الخلايا من الداخل إلى الخارج، بعدها يحدث تصلب لعضلات الجسم وتبدأ بعض البثور في الظهور على الأعضاء الداخلية وسطح الجلد، وتحتوي هذه البثور على سائل غني بالمغذيات، مما يتسبب في وجود لمعة على سطح الجلد وبعدها تبدأ الطبقة الخارجية في التلاشي.
-
ثانيًا: مرحلة الانتفاخ
تبدأ الإنزيمات الناتجة من مرحلة التحلل الذاتي في إنتاج العديد من الغازات، ومنها بعض المركبات التي تحتوي على الكبريت تقوم البكتيريا والإنزيمات بإطلاقها وتسبب حدوث تغير في لون الجلد، وبسبب هذه الغازات يتضاعف جسم الإنسان وينتفخ ويصبح مليئًا بالحشرات، وتقوم الكائنات الحية الدقيقة والبكتيريا بإفراز روائح كريهة للغاية، وبهذا تدخل الجثة في مرحلة التعفن، وتكون رائحة نفاذة وبشعة تعمل على تنبيه الآخرين عن وجود جثة في المكان، وقد تظل عالقة لفترة على الرغم من إزالة الجثة.
-
ثالثًا: مرحلة الاضمحلال النشط
تنبعث السوائل من فتحات الجسم وتبدأ مرحلة الاضمحلال، حيث تصبح جميع أعضاء الجسم عبارة عن سائل، كما تتحول العضلات والجلد إلى سائل أيضًا، وفي هذه المرحلة يفقد الجسم أكبر قدر من الكتلة، لكن تظل بعض الأجزاء كما هي وهي الشعر والغضاريف والعظام.
-
رابعًا: مرحلة الهيكل العظمي
يوجد العديد من الدراسات التي تحاول وضع مدة محددة لوصول الجسم إلى مرحلة كونه عبارة عن هيكل عظمي، لكن علينا أن نعلم أنه يمتلك معدل تحلل مختلف حيث يعتمد على مقدار ما يفقده من المكونات العضوية وغير العضوية، مما يصعب تحديد إطار زمني محدد لحدوثه، وعلى الرغم من أن البكتيريا هي المخلوق المسؤول عن حدوث التحلل، إلا أن هناك الكثير من الحشرات
أمثلة على المحللات
لجسم الإنسان بعد موته. [3]