قصة أغنية أهو دا اللي صار
كلمات أغنية أهو ده اللي صار
أهو دا اللي صار و أدي اللي كان..مالكش حق تلوم عليا
تلوم عليا ازاي يا سيدنا وخير بلادنا ماهوش في إيدنا
قولي عن أشياء تفيدنا… وبعدها بقى لوم عليا
بدال ما يشمت فينا حاسد.. إيدك في إيدي نقوم نجاهد
واحنا نبقى الكل واحد والأيادي تكون قويه
يا مصر يا أم العجايب سعدك أصيل والخصم عايب
خلي بالك م الحبايب دولا أنصار القضية
قصة أغنية أهو ده اللي صار
أغنية أهو ده اللي صار من أشهر الأغاني الوطنية المصرية التي ارتبطت في أذهان المصريين بثورة سنة 1919م، والأغنية من تأليف الكاتب بديع خيري ومن تلحين سيد درويش، وقد غنى الكثير من فناني الوطن العربي تلك الأغنية منهم السيدة فيروز، ومازال يتغنى بها أشهر الفنانين بها حتى اليوم، لكن أول من غنى تلك الأغنية كان المطرب عبداللطيف البنا.
والأغنية تعتبر طقوقة وهو فن اشتهر سيد درويش بتقديمه، بجانب الأوبريتات والموشحات، والفرق بين الطقطوقة و الأغاني أن الطقطوقة هي أغنية خفيفة حيث اتسم الغناء في ذلك الوقت بالتطويل والتكرار وكانت تسمى بالدور أما الطقطوقة فكانت إيقاعاتها أسرع، وبالرغم من أن سيد درويش قدم مجموعة من أهم الأدوار في عصره، وقدم فن الأوبريت أيضًا إلا أنه أيضًا أبدع في تقديم الطقوقة وقام بتطوير هذا الفن وأيضًا ، وأغنية أهو ده اللي صار تنتمي لمقام الرست ومقام الكرد.
وقد كان سيد درويش واحد من أهم أركان الغناء العربي الحديث ومن أهم ملحني القرن العشرين حتى أن أغانيه نسبت إليه دون معرفة حتى اسم المؤلف أو الملحن، فكان المصرينن بمجرد أن يسمعوا إحدى القاطيق التي تميز سيد درويش في تلحينها يذكرون اسمه.
، وكان سيد درويش أهم أنصار الزعيم سعد زغلول قائد ثورة 1919م، وقد تجلى حب سيد درويش لمصر وللزعيم سعد زغلول في كثير من أغانيه حتى العاطفية، مثل أغنية يا بلح زغلول والتي استخدمها الشعب المصري لمحاربة الاستعمار بالرغم من أن كلماتها لا تصنف كأغنية وطنية.
أما أغنية أهو ده اللي صار وقد تم الاختلاف في الواقع على اسم مؤلف الكلمات، فقد تم تسجيل اسم بديع خيري على الأغنية، لكن البعض يقول أن يونس القاضي هو مؤلف الأغنية.
وكان الشيخ يونس القاضي من الكتاب الذين ألفوا عدد من المسرحيات الوطنية التي أججت مشاعر المصريين، وشجعتهم على مقاومة المحتل البريطاني.
وتروي بعض الحكايات أن الشيخ يونس قد تم القبض عليه في إحدى المظاهرات وتم إحالته إلى وكيل الداخلية للتحقيق معه، وكان الشيخ يونس أزهريًا واعتاد أن يرتدي الجبة والقطان وهي الملابس الموحدة لطلاب وخريجي الأزهر الشريف.
فأمسكه مفتش الداخلية من القفطان وقال له قبل أن تطالب بخروج الاحتلال من بلدك تعلم أولًا كيف تصنع الجبة والقفطان التي ترتديها، وقد أثرت تلك الكلمات في الشيخ يونس القاضي بعد أن فكر بها، ولذلك جعلها موضوع رئيسي في عدد من مسرحياته وكلمات أغانيه ومنها أهو ده اللي صار.
ففي الأغنية يقول الشيخ يونس للمفتش كيف تلومني على عدم صنع ملابسي بنفسي وكل خير بلادي يذهب للمحتل، وبعد أن لحن الشيخ سيد درويش كلمات تلك القطوقة الرائعة أصبح كل الشعبيتغنى بها.
وقد كان واضحًا في النسخة الأولى من الأغنية حب كل منهما للزعيم سعد زغلول الذي كان يدافع عن حق الشعب المصري في الاستقلال وتزعم الحركة الوطنية التي كانت تناديبرفع الحماية البريطانية عن مصر، حتى أن الإنجليز قد منعوا التغني أو الهتاف باسمه في شوارع القاهرة، فقد كانت كلمات الأغنية الأولى تقول “مصر يا أم العجايب سعدك أصيل والخصم عايب” ويقصد بها سعد زغلول.
وبذلك أصبح اسم الزعيم يتردد على لسان كل مصري، لكن مع مرور الوقت تغيرت كلمة “سعدك” ليحل محلها كلمة شعبك. [1]
قصة سعد زغلول الذي غنى له المصريون أهو ده اللي صار
أما الزعيم سعد زغلول الذي تشير إليه أغنية أهو ده اللي صار، فقد كان محاميًا مصريًا وله تاريخ طويل في العمل الوطني، فقد شارك في ثورة عرابي عام 1882م وهو مازال شابًا في العشين من عمره، كما أنه تزعم حركة المعارضة السياسية في مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وكان من أبرز المطالب التي نادى بها هو إلغاء الحماية البريطانية على الأراضي المصرية.
وقد تم نفي الزعيم سعد زغلول خارج البلاد مرتين المرة الأولى في 8 مارس 1919 حيث تم نفيه إلى جزيرة مالطا مع رفقائئه بعد أن شكل الوفد المصري الذي قابل المعتمد البريطاني ليقدم له مطلب الاستقلال، فقرر المعتمد البريطاني نفيه، مما دفع المصريين للخروج بثورة 1919م فاضطر الإنجليز لإعادته لمصر وقد استقبله المصريين استقبالًا حافل وألفوا الأغاني لاستقباله.
وبعد عودته قام بتأسيس حزب سياسي يحمل اسم حزب الوفد، وقد استطاع هذا الحزب الفوز بالأغلبية في الانتخابات اللاحقة.
والمرة الثانية تم نفيه إلى جزيرة سيشل وكان ذلك في عام 1921 م حيث سمح الإنجليز للوفد المصري بحضور مؤتمر الصلح في باريس لعرض مطالب الحركة الوطنية المصرية لتهدئة ثورة الشعب، لكن أعضاء المؤتمر لم يستجيبوا لأيًا من مطالب المصريين فاشتعلت الثورة في شوارع القاهرة مرة أخرى.
وقد قرر الإنجليز نفي سعد زغلول معتقدين أن نفيه سوف يخمد الثورة،لكن هذا لم يحدث وزادت الثورة، فاضطر الإنجليز للسماح له بالعودة إلى مصر مرة أخرى.
بعد عودته ترشح سعد زغلول للانتخابات وفاز بالأغلبية وأصبح رئيس وزراء مصر في عام 1924م، واستقال من المنصب لاحقًا بعد أن طالبته الحكومة الإنجليزية بسحب القوات المصرية من السودان بعد مقتل حاكمها الإنجليزي السير لي ستاك.
ساهم سعد زغلول أيضًا في تأسيس الجامعة المصرية مع مجموعة من المفكرين المصريين، وقد توفي سعد زغلول عام 1927م. [2]