نسبة الفلورايد في الماء .. وأضرارها .. وكيفية التخلص منها
نسبة الفلورايد الطبيعي في الماء
إن توزيع الفلوريد في الماء في الأصل هو بيولوجي حيث تحتوي جميع مصادر المياه على كمية طبيعية من الفلورايد بكميات مختلفة،و تتراوح تركيزات الفلوريد في جميع مصادر المياه من الحد الأدنى المحسوس إلى أكثر من
10 أجزاء في المليون
(جزء في المليون).
وفي الغالب تحتوي الأنهار والبحيرات والمياه السطحية على 0.1 إلى 0.2 جزء في المليون من الفلورايد مما يعكس ملامسة مياه الأمطار للتربة التي تهب عليها الرياح وعناصر أخرى في البيئة.
بينما تختلف مستويات فلوريد مياه الآبار تبعًا للمعادن الموجودة في الصخور والخامات التي يمر بها الماء، عادةً ما يكون الفلوريد في مياه المحيط (التي تشكل 96.5٪ من مياه الأرض) في حدود 1.2 إلى 1.4 جزء في المليون.
وتتركز المياه الطبيعية ذات التركيزات العالية من الفلوريد أو أحزمة الفلوريد المعروفة على الأرض في المناطق التالية: أحزمة تمتد من سوريا عبر الأردن ومصر وليبيا والجزائر والسودان وكينيا ، وأخرى تمتد من تركيا عبر العراق وإيران وأفغانستان والهند وشمال تايلاند والصين، كما توجد أحزمة مماثلة في الأمريكتين واليابان.
وفي
داخل الولايات المتحدة تتراوح نسبة الفلورايد الطبيعي في مياه الشرب بين 2 جزء في الميلون وحتى 12 جزء في المليون
. [1]
نسبة الفلورايد المسموح بها في مياه الشرب
إن الفلوريد موجود بشكل طبيعي أيضًا في التربة والأطعمة، كما يتم إنتاجه صناعياً لاستخدامه في مياه الشرب ومعاجين الأسنان وغسولات الفم ومنتجات كيميائية مختلفة.
لكن في الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين عند دراسة الارتباط بين أطفال كولورادو الذين يعانون من البقع الصفراء / البنية وانخفاض تسوس الأسنان وجد أن مستوى الفلوريد في الماء هو السبب في انتشار التسوس.
ويعد تسوس الأسنان أحد المشاكل الصحية التي تصيب الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتكلف الأنظمة الصحية على مستوى العالم تكاليف مرتفعة للغاية.
لذلك خلصت الأبحاث إلى أن إضافة الفلوريد إلى إمدادات المياه البلدية في المناطق التي تكون فيها مستوياته منخفضة في الماء يمكن أن تقلل من انتشار تسوس الأسنان.
وفي بعض الدول مثل كندا يكون الحد الأقصى الموصى به من إرشادات مياه الشرب للفلورايد هو
1.5 مجم / لتر
، وهذا المستوى يحمي الأطفال بعمر 8 سنوات فما دون من التسمم بالفلور.
وفي مناطق أخرى يكون الحد الأقصى به من الفلورايد في مياه الشرب هو
2.4 مجم /لتر
، لأن هذا المستوى يحمي الأشخاص من جميع الأعمار من تسمم الفلور الهيكلي وهي حالة تؤدي لتكسر العظام بسهولة وتسبب تراكم الكالسيوم في الأربطة والأوتار.
لكن بشكل عام فإن منظمة الصحة العالمية توصي بعدم زيادة نسبة الفلور في مياه الشرب عن 1.5 مجم / لتر وفي حالة كانت مستويات الفلورايد في ماء الشرب
بين 1.5 مجم/ للتر إلى 2.4 مجم/ للتر
،
فقد تحتاج لاتخاذ اجراءات لحماية صحتك مثل خفض نسبة الفلوراسد إلى 1.5 مجم / لتر أو أقل وإذا كان ذلك غير ممكن فيمكن الاعتماد على مياه الشرب المعبأة التي تحتوي على نسبة من الفلورايد
1.5 مجم / لتر أو أقل
. [2]
المخاطر الصحية للفلورايد
إن الفلورايد يحمي الأسنان من البكتيريا الموجودة في البلاك، كما أنه يشجع على تكوين عظام جديدة، ومع ذلك يؤدي التعرض الشديد لمستوى عالي من الفلورايد إلى ظهور آثار فورية منها آلام البطن ،واللعاب المفرط ، والغثيان والقيء.
. قد تحدث أيضًا نوبات وتشنجات عضلية، لكن هذه الحالة نادرة الحدوث وقد تحدث بسبب التلوث العرضي للماء بالفلورايد بسبب الحرائق أو الإنفجارات أو بسبب النفايات الصناعية التي قد تؤدي لتلوث الهواء والماء والتربة بالفورايد. [3]
وأيضًا قد تم الربط مؤخرًا بين زيادة نسبة الفلوريد وبعض المخاطر الصحية، منها:
تسمم الأسنان بالفلور
يحدث تسمم الأسنان بالفلوريد عندما يزيد تركيز الفلور في مياه الشرب عن 4 جزء من المليون، وقد يؤدي تعرض الأطفال لتلك النسبة من الفلور أثناء فترة تطور الأسنان إلى حدوث تسمم الفلور الخفيف وهو حالة تسبب تطور خطوط أو بقع بيضاء صغيرة في مينا الأسنان.
وقد لا تؤثر تلك الحالة على صحة السن أو الضرس لكنها ستسبب تلونًا ملحوظًا في الأسنان.
وفي حالة كانت نسبة الفلور في مياه الشرب في منطقتك كبيرة، فقد تساعد الرضاعة الطبيعية أو استخدام مياه خالية من الفلور لصنع حليب الطفل في حمايته من تلك الحالة.
كما يجب ألا يستخدم الطفل الذي يقل عمره عن ست سنوات غسول فم الذي يحتوي على الفلوريد.
لاحظ أن مشاكل أو عيوب مينا الأسنان في الأطفال تنتج أيضًا عن أسباب أخرى مثل سوء التغذية مع نقص الفيتامينات D و A أو اتباع نظام غذائي منخفض البروتين والطاقة.
وفي حالة تناول الطفل الفلورايد بعد سن سنوات فإن تناوله لن يتسبب في حدوث مشكلة تسمم الأسنان بالفلور.
تسمم الهيكل العظمي بالفلور
أيضًل يمكن أن يؤدي التعرض المفرط للفلورايد على مدى سنوات عديدة إلى الإصابة بأمراض العظام. حيث يمكن أن يؤدي إلى حدوث ألم وتلف في العظام والمفاصل، وقد تصبح العظام متيبسة وأقل مرونة وهذا يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
وفي حالة ازدادت زادت سماكة العظام وتراكمت أنسجة العظام، فقد يؤدي ذلك إلى ضعف حركة المفاصل.
مشاكل الغدة الدرقية
في بعض الحالات ، يمكن أن يؤدي الفلوريد الزائد إلى إتلاف الغدة الجار درقية، وهذا يسبب فرط نشاط جارات الدرقية ، والذي ينطوي على إفراز غير منضبط لهرمونات الغدة الجار درقية، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي هذا إلى استنفاد الكالسيوم في الهياكل العظمية ووجود تركيزات أعلى من المعتاد من الكالسيوم في الدم.
وأيضًا فإن انخفاض تركيز الكالسيوم في العظام يجعلها أكثر عرضة للكسور.
المشاكل العصبية وضعف الأداء المعرفي
في عام 2017 تم نشر تقرير يشير إلى أن تعرض الطفل للفورايد قبل الولادة يمكن أن يسبب للطفل أداء معرفي أضعف في المستقبل.
أيضًا تم الربط بين ارتفاع مستويات الفلوريد وانخفاض درجات اختبارات الذكاء في الأطفال. [4]
إزالة الفلورايد من الماء
إن إزالة الفلوريد الزائد من مياه الشرب أمر صعب ومكلف للغاية بالنسبة للحكومات، لذلك فإن الخيار المفضل هو العثور على مصدر لمياه الشرب الآمنة بمستويات آمنة من الفلورايد.
لكن عندما يكون الوصول إلى المياه الصالحة للشرب محدودًا بالفعل ، فقد يكون إزالة الفلورة هو الحل الوحيد، وتشمل الطرق استخدام الفحم العظمي أو الترسيب الملامس.
ويجب معالجة المياه في تلك الحالة فقط لأغراض الطهي والشرب، أما بالنسبة للأغراض الأخرى مثل التنظيف فيمكن استخدام المياه ذات تركيز الفلورايد المرتفع لإتمامها.
تركيز الفلوريد في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية
يعتبر ارتفاع مستويات الفلورايد في المياه الجوفية مشكلة عالمية. حيث يُشتق الفلوريد في الماء بشكل أساسي بعد انحلال المعادن الطبيعية من الصخور والتربة التي يتفاعل معها الماء . علماً ان أكثر المعادن الحاملة للفلور شيوعًا هي :
- الفلوريت
- الأباتيت
- الميكا
مصادر الفلورايد البشرية المنشأ
- الأسمدة الزراعية
- احتراق الفحم
في هذا البحث ، تم إجراء مسح للآبار (ن = 1060) في جميع مناطق المملكة العربية السعودية الثلاثة عشر لتقييم مستويات الفلوريد المحتواة (F). أشارت النتائج إلى وجود تباين في مستويات الفلوريد من 0.10 إلى 5.4 ملجم / لتر مثل F في جميع أنحاء المملكة. كان متوسط مستويات الفلوريد بالمليجرام لكل لتر مثل F كما يلي بترتيب تنازلي: 1.80 (الحدود الشمالية) ، 1.37 (حائل) ، 1.33 (المنطقة الشرقية) ، 1.16 (الجوف) ، 1.11 (القصيم) ، 1.01 (الرياض) ، 0.90 (المدينة المنورة) 0.81 (تبوك) 0.74 (مكة المكرمة) 0.73 (جيزان) 0.66 (عسير) 0.64 (نجران) 0.60 (الباحة). أشارت النتائج إلى أن مستويات الفلوريد تجاوزت حدود الملوثات القصوى الصادرة عن USEPA لمياه الشرب (4 ملجم / لتر) في عدة آبار (ن = 7) في مناطق مختلفة من المملكة وأن 13.96٪ من الآبار تجاوزت المستويات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية ( 1.5 مجم / لتر). تمت مقارنة النتائج أيضًا مع معايير الملوثات الثانوية USEPA البالغة 2.0 ملجم / لتر للفلوريدات.
رابط البحث الاصلي