ما حكم الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة ؟.. حرام او يبطل الصلاة
حكم الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة
عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من أكل الثوم والبصل والْكُرَّاثَ فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تَتَأَذَّى مما يَتَأَذَّى منه بنو آدم»
والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اكل الثوم او البصل قبل الذهاب للجامع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا، وليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته)، لذلك لا يجوز للمسلم ان يتناول هذه الاطعمة قبل ان يصلي مع المسلمين لانه بذلك يؤذيهم، فالمصلي الى جانب الشخص الذي انتهى لتوه من التدخين على سبيل المثال لا يستطيع الخشوع في الصلاة بل يصبح جل همه كيف ينهي صلاته كي يبتعد عن الشخص الذي تفوح منه رائحة كريهة.
ولكن لا يبطل الصلاة، بل هو مكروه، واذا دعت الحاجة لتناول هذه الاطعمة لجوع مثلًا، فمن الممكن، اما اذا قام بتناول الثوم والبصل لشهوة فلا ينبغي له ذلك لأن النبي نهى عنه، واذا كان تناول هذه الاطعمة حجة كي يغيب عن صلاة الجماعة ففي ذلك ذنب كبير.
وكل شيء له رائحة كريهة حكمه مثل حكم الثوم والبصل، وهذا الامر ينطبق على المدخن او الشخص ذو الرائحة الكريهة (مثل روائح التعرق)، لانه بذلك يؤذي جليسه، ويكره ان يصلي صلاة الجماعة حتى يقوم بالتخلص من الرائحة.
اما التدخين فهو محرم ويجب على الشخص ان يتركه في جميع الاوقات وليس فقط في وقت الصلاة، لان له اضرار كثيرة على الجسم. [1] [2]
هل الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة حرام ام يبطل الصلاة
نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الاتيان الى المسجد لمن اكل الثوم والبصل والكراث، وروى البخاري (855) ومسلم (564) جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا – أَوْ قَالَ: فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا – وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ
وظاهر هذا الحديث هو التحريم اي ان الاتيان الى المسجد بعد تناول هذه الاطعمة حرام
وحتى اذا استمرت الرائحة الكريهة خمسة فروض او ستة فروض فالافضل ان يصليها في بيته، اما من كانت له رائحة فم كريهة او رائحة ابط، فيجب عليه علاج هذه الحالة واذا كان مصابًا بمرض فيجب عليه علاجه، وهذا النهي ينطبق على الصلاة الحاضرة وغير الحاضرة.
وعندما تذهب الرائحة فلا بأس من الذهاب للمسجد، والامر الذي يجب توضيحه هو ان تناول هذه الاطعمة حلال وليس حرام ولا مكروه مثل الثوم والبصل والكراث، لكن كرهها النبي لريحها، واذا استطاع الشخص ان يتخلص من رائحتها يمكنه الذهاب للمسجد. [3] [5]
والخلاصة هي ان صلاة الجماعة واجبة، ولا تتم بتناول الثوم وما لا يتم الواجب به فهو واجب، وكل امر يمنع الشخص من ان يؤدي الفرائض المطلوبة منه فحرام القيام به، كما يحرم على الانسان ان يأتي بالافعال التي تمنعه من صلاة الجماعة مثل تناول الثوم متعمدًا كي تفوته الصلاة. [6]
حكم الاتيان للمسجد بعد اخفاء الروائح الكريهة
اذا اكل الشخص البصل او الفجل او الكراث، او اي شيء اخر له رائحة كريهة يجب عليه ان يمتنع عن الذهاب للمسجد حتى يذهب الريح، والامر بالطبع ينطبق على المدخن، او الشخص الذي تفوح منه روائح التعرق او الجزار الذي تفوح منه رائحة اللحوم المنتنة، فكل هؤلاء الاشخاص يجب الا يقربوا الجامع حتى يتخلصوا من الرائحة
يمكن ان يقوم الرجل بالتخلص من الرائحة من خلال تناول النعناع والبقدونس والهيل، او بعض العلك التي تمحي الرائحة بالكامل، وبعدها يمكن الذهاب للمسجد لزوال العلة التي حدث فيها النهي وهي ايذاء المصلين والملائكة
واذا تناول الثوم او البصل المطبوخ الذي لا رائحة له، او تخلص من الرائحة، فيمكنه الذهاب للمسجد ويمكنه ان يكون امامًا او مأمومًا او منفردًا، اما اذا بقيت الرائحة، فلا يجوز ان يدخل المسجد. [4]
اما المدخن الذي يؤذي المدخنين برائحة فمه بعد التدخين، فإنه يؤذي بذلك المصلين، والشخص الذي ابتلي بعادة التدخين المضرة بالصحة يجب عليه اذا اراد الذهاب للمسجد ان يغسل لحيته وفمه ويديه بفترة تكون كافية للتخلص من رائحة الدخان، واذا استطاع ان يتعطر فهذا افضل، كما انه من الافضل ان يقوم الشخص بتغيير ملابسه العلوية لأن اثار الدخان تكون عالقة فيها.
والشخص الذي تفوح منه رائحة تعرق مزعجة يفضل ان يستحم قبل الذهاب للمسجد وان يغير ملابسه او يستعمل مزيل للتعرق قبل ان يذهب للمسجد وذلك تجنبًا لايذاء المصلين بالروائح الكريهة. [7]
لماذا نهى النبي عن الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة
حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدالوَارِثِ، عَنْ عبدالعَزِيزِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ: مَا سَمِعْتَ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ فِي الثُّومِ؟ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبْنَا -أَوْ: لاَ يُصَلِّيَنَّ مَعَنَا-.
نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة لان هذه الروائح مثل روائح الثوم والكراث والبصل والدخان تؤذي المصلين، فلا يجوز للمصلي ان يؤذي المصلين من خلال تناول هذه الاطعمة، واذا اراد الشخص من خلال تناول هذه الاطعمة وجود حجة كي يتخلف عن صلاة الجماعة، فإن ذلك حرام، اما اذا اضطر لتناول هذه الاطعمة فالافضل ان يصلي في بيته، واذا اكل هذه الاطعمة لحاجة او لوصفة طبية او ما شابه ذلك فلا يوجد ضرر من ذلك.
وقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام من الدخول للمسجد بعد تناول الثوم والكراث حتى لو كان المسجد خاليًا من الناس، لان روائح هذه الاطعمة لا تؤذي البشر فقط، بل تؤذي الملائكة ايضًا، والملائكة تتأذى من الامور التي يتأذى لها الانسان
واذا تناول الشخص هذه الاطعمة الافضل ان يصلي وحده ولا يصلي مع المصلين، ولا يجب ان يتخذ عادة تناول الثوم او غيرها لان في ذلك جرأة على التخلف عن صلاة الجماعة.
لكن في حال الضرورة مثل الجوع فيجوز تناول الثوم وذلك وفقًا لما جاء من الاحاديث النبوية الشريفة، عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ، الْحَدِيثَ، وَلَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: لَمْ نَعُدْ أَنْ فُتِحَتْ خَيْبَرُ فَوَقَعْنَا فِي هَذِه البقلة وَالنَّاس جِيَاع، الحَدِيث، وَقَالَ ابن الْمُنِيرِ فِي الْحَاشِيَةِ: أَلْحَقَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الْمَجْذُومَ وَغَيْرَهُ بِآكِلِ الثُّومِ فِي الْمَنْعِ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: وَفِيهِ نَظَرٌ؛ لِأَنَّ آكِلَ الثُّومِ أَدْخَلَ عَلَى نَفْسِهِ بِاخْتِيَارِهِ هَذَا الْمَانِعَ، وَالْمَجْذُومُ عِلَّتُهُ سَمَاوِيَّةٌ، قَالَ لَكِنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مِنْ جُوعٍ أَوْ غَيْرِهِ يَدُلُّ عَلَى التَّسْوِيَةِ بَيْنَهُمَا» [3]